بعد أن سجلت 10 آلاف حالة عدوى خلال يوم واحد

روسيا تتحول إلى بؤرة جديدة للإصابة بوباء "كورونا"

روسيا تتحول إلى بؤرة جديدة للإصابة بوباء "كورونا"
روسيا تتحول إلى بؤرة جديدة للإصابة بوباء "كورونا"
  • القراءات: 875
م. مرشدي م. مرشدي

تحولت روسيا إلى بؤرة جديدة لوباء كورونا في العالم في ظل تواتر تصريحات رسمية بتسجيل آلاف الإصابات والوفيات ضمن أرقام زحزحت حصائل دول أوروبية ، شكلت منذ ظهور هذه الجائحة الحلقات الأضعف في مسلسل الإصابات اليومية كما يحدث في إيطاليا وإسبانيا وبريطانيا وفرنسا.

وشكل تسجيل 10 آلاف إصابة مؤكدة خلال الأربع والعشرين ساعة الأخيرة رقما قياسيا لم يبسق لهذا البلد أن سجله وشكل ناقوس إنذار على حقيقة خطورة تفشي الوباء بالقوة المعلن عنها وسرعة انتشاره وسط المواطنين الروس  إلى الحد الذي جعل حصيلة المصابين تقارب 125 ألف مصاب وهلاك 1222 شخصا.

وإذا كان عدد الوفيات ضئيلا ويشكل نسبة لا يعتد بها اذا أخذنا بعدد حالات الإصابة المسجلة ومقارنة بإحصائيات بلدان أوروبية أخرى، إلا أن وتيرة تفشي العدوى خلال الأيام الأخيرة وبلوغها عتبة عشرة آلاف هي التي حلحلت مواقف صناعة القرار في أعلى هرم السلطات الروسية التي لم تكن تتوقع  هذه الدرجة من تفشي الوباء.

وكانت روسيا وفق هذا المنطق، من آخر الدول الأوروبية التي قررت إعلان الحجر الصحي على العاصمة، موسكو في أول الأمر قبل أن توسعه إلى مختلف مناطق  البلاد الأخرى بمجرد تسجيل أولى حالات الإصابة وشكل ذلك شرارة أدت إلى اتساع رقعة الإصابات وأعدادها الكارثية.

والمفارقة انه في الوقت الذي كانت مختلف دول العالم تحصي عدد ضحايا فيروس كورونا بالمئات والمصابين بالألاف كانت روسيا وكأنها في منأى عن الخطر الداهم وراحت تقدم مساعداتها الطبية لهذه الدول تضامنا معها ودعما لها في حربها ضد هذا الفيروس القاتل قبل أن تجد نفسها هي الأخرى في معركة مفتوحة ضد الوباء.

وشكلت العاصمة موسكو اكبر بؤرة لانتشار فيروس "كوفيد ـ 19" وجعلت رئيس بلديتها، سيرغي صوبيانين يؤكد، أمس، أن 2 بالمئة من سكان مدينته أصيبوا بالفيروس وهو ما  يعني أن 250 الف من سكان المدينة مصابون بالفيروس من إجمالي عدد سكان يبلغ حوالي 13 مليون نسمة.

وهو رقم ضخم إذا علمنا أن السلطات الصحية الروسية أحصت إلى حد الآن إصابة 63 الف من سكان العاصمة موسكو وفي وقت أكد رئيس بلديتها أن الوضعية الوبائية في مدينته لم تبلغ ذروتها وأن الخطر الحقيقي قادم، ضمن تحذير بكارثة إنسانية قد تشكل صورة طبق الأصل لوضعية مدينة نيويورك، الأمريكية.  وجاءت تأكيدات السلطات المدنية الروسية في نفس الوقت الذي أكدت فيه وزارة الدفاع في هذا البلد تسجيل 2795 حالة إصابة في أوساط القوات العسكرية.

وأكدت الوزارة ضمن هذه الإحصائية إصابة 1099 عسكريا من مختلف الوحدات و209 من المتمدرسين والتلاميذ في 4 مدارس عسكرية، و1174 في المعاهد والجامعات، إضافة إلى 313 حالة بين الموظفين المدنيين العاملين في أجهزة القوات المسلحة.

ولا يستبعد أن تتحول روسيا وفق هذه الأرقام إلى بؤرة جديدة لهذا الوباء وفق منحنى الإصابات وارتفاع أعداد المصابين من يوم لآخر تماما كما حدث في بلدان أوروبية أخرى أو حتى الولايات المتحدة التي مازالت تواجه المأساة بمزيد من عدد الوفيات والمصابين.  وحسب آخر إحصائيات فقد تم تسجيل إصابة 1,3 مليون شخص في مختلف دول القارة الأوروبية ، بأكثر من 140 ألف وفاة وهو رقم يشكل حوالي نصف عدد المصابين في كل قارات العالم.

وأحصت منظمة الصحة العالمية وفق هذه الأرقام اصابة 3,4 مليون شخص في كل العالم في وقت تعدى عدد الوفيات عتبة 240 الف شخص.

وهي أرقام جعلت المنظمة العالمية تؤكد في ختام اجتماع للجنة الطوارئ التابعة لها أن فيروس كورونا مازال يشكل "حالة صحية طارئة" وتثير قلقا دوليا، ثلاثة أشهر، منذ أول اجتماع عقدته يوم 30 جانفي 2020 مباشرة بعد الإعلان عن تفشي فيروس "كوفيد ـ 19" خارج الحدود الصينية.

والقلق الأكبر متأتى أيضا من دولة البرازيل التي اكد باحثون أنها تحصي قرابة 1,3 مليون مصاب بالفيروس،  بنسبة عدوى بلغت حدود 2,8 بالمئة وهي أعلى نسبة تفشي يتم تسجيلها في العالم وضمن رقم يمثل 16 مرة عدد 86 الف إصابة التي أعلنت عنها السلطات الرسمية البرازيلية من مجموع تعداد سكان يبلغ 210 مليون نسمة.

وجعلت هذه الأرقام الكارثية الرئيس البرازيلي اليميني المتطرف، جايير بولصونارو، محل انتقادات واسعة بسبب إصراره على رفع إجراءات الحجر الصحي بدعوى انقاد الاقتصاد وأيضا بسبب تصريحاته الاستفزازية عندما استهان بالأعداد  المتزايدة لضحايا الوباء الذي قارب عتبة 7 آلاف ضحية  وقال بلغة استخفاف: وماذا بعد؟.