في تقرير مطول أمام أعضاء مجلس الأمن الدولي

روس يفضح عراقيل الرباط أمام استقلال الصحراء الغربية

روس يفضح عراقيل الرباط أمام استقلال الصحراء الغربية
  • القراءات: 1685
ص. م ص. م

لم يذهب المبعوث الاممي الخاص إلى الصحراء الغربية، كريستوفر روس، عبر 36 طريقا ـ كما يقال ـ لاتهام الطرف المغربي بعرقلة مسار السلام في الصحراء الغربية ورفضه استئناف المفاوضات المباشرة مع الجانب الصحراوي لإنهاء الوضع في إقليم الصحراء الغربية المحتل. ووضع روس خلال عرضه خلاصة تقريره الذي انتهى إليه من جولاته الى المنطقة المغاربية أمام أعضاء مجلس الأمن الدولي، الجانب المغربي في قفص الاتهام وحمله مسؤولية مباشرة في حالة الانسداد الحاصل في عملية السلام في وقت قبلت فيه جبهة البوليزاريو باستئناف هذه المفاوضات رغم غياب كل تصور جديد لمسارها.

وأكد المبعوث الاممي الخاص في تقرير حاد اللهجة عرضه طيلة ساعتين أمام الدول الأعضاء في مجلس الأمن الدولي برئاسة السفير الأمريكي أن المسؤولين المغربيين تعمدوا إفشال جولته الأخيرة بعد أن رفضوا الحديث عن مفاوضات الوضع القانوني في الصحراء الغربية في وقت حصروا المحادثات حول مبادرة الحكم الذاتي التي ولدت ميتة.

وتأسف روس لحالة الانسداد التي آلت إليها مساعيه من أجل إيجاد مخرج لآخر قضية تصفية استعمار في القارة الإفريقية دون أن يمنعه ذلك من التأكيد على تمسكه بحقه في التوجه إلى المدن المحتلة بقناعة أن حرية التنقل ضرورية بالنسبة له للإطلاع على الوضع في الصحراء الغربية مما جعله يطالب مجلس الأمن الى تجديد الدعم له لإنهاء مهمته. وتطرق المبعوث الأممي في هذا الخصوص الى تصريح وزير الشؤون الخارجية المغربي صلاح الدين مزوار الذي أكد الشهر الماضي أن روس "شخص غير مرغوب فيه" وهو ممنوع من زيارة الأراضي الصحراوية المحتلة.

ونفى روس بطريقة ضمينة انحيازه لأي طرف من طرفي النزاع بعد أن أشار الى تأويلات أعطيت لمهمته والهدف منها، حيث أكد على موقف الأمين العام الاممي بان كي مون الذي جدد تصوره لمسار هذا النزاع يوم 4 نوفمبر الماضي عندما أيد حلا سياسيا يضمن حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير من خلال التعجيل بالدخول في مفاوضات مباشرة وجادة بقناعة أن هذا النزاع في حالة استفحاله سيكون بمثابة "قنبلة موقوتة" لن يكون بوسع أي فاعل في المنطقة التخفيف من آثارها.

وأضاف روس أن بان كي مون كلفه من أجل تفادي ذلك تكثيف جهوده لحث طرفي النزاع على استئناف جولات مفاوضاتهما دون شروط مسبقة وبحسن نية للوصول إلى حل سياسي يقبلانه ويضمن للشعب الصحراوي حقه في تقرير المصير. ولكن تأكد من خلال التطورات الأخيرة أن المغرب يبذل كل ما في وسعه من اجل تقويض جهود الوساطة التي يقوم بها كريستوفر روس بعد أن اشترط شهر نوفمبر الماضي حضور أطراف أخرى في المفاوضات في حين أن النزاع الصحراوي مسألة من اختصاص الأمم المتحدة التي أدرجتها ضمن الأقاليم التي تنتظر تصفية الاستعمار منها طبقا لأحكام القانون الدولي.

وكشف روس في سياق تمسك الأمم المتحدة بمساعيها لإنهاء النزاع في الصحراء الغربية عن زيارة يقوم بها الأمين العام الاممي إلى الصحراء الغربية بداية الشهر القادم يجري خلالها نشاطات مكثفة لدعم جهود الوساطة الأممية. وهي رسالة قوية أرادت الأمم المتحدة توجيهها للملك المغربي ونظامه المخزني بأن تواجد قواته ومستوطنيه في الأراضي الصحراوية احتلال يجب أن ينتهي ووضع حد لحياة الشتات واللجوء والقمع التي يعاني من الشعب الصحراوي طيلة أربعة عقود كاملة.