وصل أمس إلى العاصمة الموريتانية

روس يختم زيارته إلى المدن المحتلة وسط استمرار انتهاكات حقوق الإنسان

روس يختم زيارته إلى المدن المحتلة وسط استمرار انتهاكات حقوق الإنسان
  • القراءات: 1191
ص/محمديوة ص/محمديوة

حل أمس كريستوفر روس، المبعوث الشخصي للأمين العام الأممي إلى الصحراء الغربية بالعاصمة الموريتانية نواقشوط، في رابع محطة له قبل الجزائر محطته الأخيرة، ضمن جولته الثالثة من نوعها إلى المنطقة المغاربية.

وختم المبعوث الشخصي للأمين العام الأممي إلى الصحراء الغربية أمس زيارته التي دامت يومين إلى المدن المحتلة، تخللتها انتهاكات قمعية نفذتها أجهزة الأمن المغربية في حق مواطنين صحراويين، طالبوا بمناسبة هذه الزيارة بتمكين شعبهم من ممارسة حقه في تقرير مصيره.

وشنّت قوات الاحتلال المغربي مداهمات واسعة لإحياء يقطنها صحراويون بمدينة العيون والسمارة المحتلتين، تلتها حملات قمع عنيفة ضدهم، على خلفية زيارة كريستوفر روس للأراضي المحتلة، مما أدى إلى إصابة العشرات من بينهم بجروح متفاوتة، خاصة أولئك الذين حاولوا الخروج في مظاهرات سلمية لاستقبال المبعوث الأممي الخاص وإسماعه صوتهم المكافح من أجل نيل الحرية والاستقلال، والذي تريد الرباط كتمه بأية طريقة حتى باستخدام القوة والعنف.

وتعرضت منازل عشرات الصحراويين بهاتين المدينتين اللتين زارهما روس، ضمن جولته المغاربية الرامية لحلحلة مسار تسوية القضية الصحراوية إلى عمليات تخريب لمحتوياتها على يد عناصر قوات الاحتلال بالزي العسكري والمدني.

وبث الموقع الإلكتروني لاتحاد الكتاب والصحفيين الصحراويين صورا أظهرت حجم الدمار الذي لحق بالمنازل المعتدى عليها، وقد تعرض أصحابها للتنكيل والبطش على يد القوات المغربية التي عبثت بمحتوياتها وخربتها وكسرت أبوابها.

وضمن محاولة يائسة للتغطية على انتهاكاتها المفضوحة لحقوق الإنسان الصحراوي، رمت سلطات الاحتلال المغربي بمسؤولية تلك الأحداث العنيفة على المواطنين الصحراويين الذين اتهمتهم بالتخريب والعنف.

وزعمت أمنية مغربية، أن أفراد من قواتها تعرضوا لإصابات على يد المتظاهرين الصحراويين.

وهي الصورة الكاذبة التي تحاول الرباط دائما ترويجها عن الصحراويين لإظهارهم كشعب غير متحضّر، لتحميله مسؤولية أعمال العنف التي تشهدها المدن المحتلة، في كل مرة يحاول فيها هذا الشعب التعبير عن رأيه والمطالبة بحقه المشروع في الحرية والاستقلال.

لكن مزاعم الرباط الكاذبة فضحتها الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، على لسان مسؤولها حمود اغيليد، الذي أكد وقوع عشرات المصابين بمدينة السمارة. مشيرا في الوقت نفسه، إلى أن "عناصر الشرطة منعت السكان الصحراويين من تنظيم مظاهرات سلمية باستخدام القوة المفرطة".

من جانبه، فضل المتحدث باسم البعثة الأممية لتنظيم استفتاء في الصحراء الغربية "مينورسو"، والتي يتواجد مقرها بالعيون المحتلة عدم الإدلاء بأي تعليق بخصوص الانتهاكات العنيفة التي تعرض لها الصحراويون على يد قوات الاحتلال لمنعهم من إسماع صوتهم لروس.

والمؤكد، أن هذه الانتهاكات الجديدة التي مارستها قوات الاحتلال أمام مرأى ومسمع المبعوث الأممي شخصيا، ستجعل الرجل أكثر إدراكا بحقيقة واقع احتلالي مرير يتخبط فيه الصحراويون منذ ثلاثة عقود ولم تحرك المجموعة الدولية ساكنا لإنصافه وإنهاء مأساته.

والأهم من ذلك، أن تؤخذ بعين الاعتبار مضمون تقريره، الذي من المفروض أن يقدمه إلى أعضاء مجلس الأمن الدولي نهاية الشهر الجاري.

للإشارة، فإن المبعوث الشخصي للأمين العام الأممي، وخلال تواجده بمدينتي العيون والسمارة المحتلة، التقى بممثلي المجتمع المدني الصحراوي وبنشطاء صحراويين، الذين نقلوا له وعن قرب معاناة شعب بأكمله يعيش تحت نير الاحتلال منذ أكثر من ثلاثة عقود من الزمن.