تواصل فعاليات الجامعة الصيفية لإطارات جبهة البوليزاريو

رهان على عودة روسيا إلى الساحة لتحقيق تقرير مصير الشعب الصحراوي

رهان على عودة روسيا إلى الساحة لتحقيق تقرير مصير الشعب الصحراوي
  • القراءات: 1133
حنان. س حنان. س

ينتظر أن تعرف القضية الصحراوية دفعا قويا على الساحة الدولية بمناسبة انعقاد قمة روسيا ـ إفريقيا المنتظر التئامها شهر أكتوبر القادم بمنتجع سوتشي الروسي على البحر الأسود، والتي سيحضرها الرئيس الصحراوي إبراهيم غالي.

شكل موضوع «توظيف مجموعات الضغط في الدفاع عن قضية الصحراء الغربية، في مختلف المحافل الدولية عنوان محاضرة ألقاها، سعيد مكي الباحث والخبير الاستراتيجي بمناسبة اليوم الثاني من فعاليات الجامعة الصيفية لإطارات جبهة البوليزاريو المنعقدة ببومرداس، أكد خلالها على أهمية مواصلة النضال السلمي للشعب الصحراوي على الصعيد العالمي من أجل إنهاء الاحتلال المغربي وتحقيق الاستقلال التام للشعب الصحراوي.

وأكد المحاضر أن اعتراف دول كبرى بالصحراء الغربية على غرار أمريكا وروسيا وبريطانيا، جاء انطلاقا من قناعتها أن الصحراء الغربية تبقى بمثابة حجر الزاوية في عملية إحلال السلام في إفريقيا وكذا بناء مغرب عربي قوي.

وأضاف أن ثبات موقف الجزائر تجاه قضية النزاع في آخر مستعمرة في إفريقيا نابع من إيمانها بحقوق الشعوب في تقرير مصيرها، وأنها ستواصل هذا الدعم إلى غاية تحقيق أمنية الشعب الصحراوي في الاستقلال واستعادة حريته كاملة على كل أراضيه.

وأثار سعيد مكي في محاضرته، مسألة دور جماعات الضغط وأهميتها في ترجيح كفة المعركة الدبلوماسية في مختلف المحافل لصالح الشعب الصحراوي، حيث أكد على أهمية استعادة روسيا لدورها الفاعل في الساحة الدولية والذي من شأنه أن المساعدة على ترجيح كفة ميزان هذه المعركة لصالح القضية الصحراوية.

وأكد أن الاتحاد الإفريقي مطالب ضمن هذا المسعى باستغلال قمة روسيا ـ إفريقيا الخريف القادم من أجل  إقناع السلطات الروسية بلعب دور محوري لإنهاء معاناة الشعب الصحراوي تحت الاحتلال المغربي.

وأضاف أن اهتمام روسيا بقضايا القارة الإفريقية ورغبتها في إيجاد موطأ قدم لها في مواجهة منافسة القوى الأخرى وخاصة منذ الإعلان عن تأسيس منطقة التبادل التجاري الحر في إفريقيا كفيل بأن يجعل موسكو تهتم بحتمية استعادة السلم والاستقرار للمنطقة غرب إفريقيا من خلال تنظيم استفتاء تقرير المصير في الصحراء الغربية.

وبرر المحاضر رهانه على الدور الذي يمكن أن تلعبه فيدرالية روسيا في تسوية هذا النزاع بدليل الإعانات الغذائية التي ما انفكت تقدمها للسكان الصحراويين في مخيمات اللجوء، بالإضافة إلى موقفها الداعي إلى تسوية هذا النزاع بالطرق السياسية.

وهي معطيات جعلته يؤكد أن روسيا يمكن عدّها ضمن الأطراف الدولية المحورية التي بإمكانها المساهمة في إحداث تغيير في ميزان القوة في إفريقيا في ظل التخاذل التي طبع مواقف بعض دول الاتحاد الأوروبي الداعمة للموقف المغربي على حساب حقوق الشعب الصحراوي  ضمن مصالح ضيقة ومفضوحة، والتي شكلت سببا مباشرا في فشل كل مساعي بعثة الأمم المتحدة لتنظيم استفتاء تقرير المصير في الصحراء الغربية «مينورسو» في حماية حقوق الشعب الصحراوي ودفعت بالمبعوثين الأممين الخاصين، الدبلوماسي الأمريكي الأسبق كريستوفر روس ومن بعده الرئيس الألماني السابق، هورست كوهلر إلى رمي المنشفة والاعتراف بفشلهما أمام العقبات المغربية المدعومة بمواقف فرنسا في مجلس الأمن الدولي.

وختم المحاضر بدعوة الشعب الصحراوي إلى تعبئة الدبلوماسية الشعبية والتأكيد على التاريخ والزخم الثقافي والاجتماعي الأصيل لهذا الشعب على أنه ليس مغربيا ولن يكون مغربيا حتى وإن أراد ذلك بقناعة أن  انثربولوجيا الشعب الصحراوي هي التي ستنجح قبل البندقية وأن النصر في النهاية سيكون للنضال السلمي.