وصفها الفلسطينيون بأنها "طعنة القرن"

ردود فعل عربية باهتة على صفقة بتداعيات خطيرة

ردود فعل عربية باهتة على صفقة بتداعيات خطيرة
  • القراءات: 477
ق. د ق. د

وضعت الخطة الأمريكية التي وصفها الفلسطينيون بأنها "طعنة القرن"، الدول العربية أمام مسؤولياتها لمنع رهن القضية الفلسطينية على اعتبار أن كل تخاذل يعني أن الدور سيأتي عليها لقبول الأمر الواقع الأمريكي ـ الإسرائيلي الذي يريد إخضاع الدول العربية وفق ما يخدم منطق ومصالح هذا الثنائي.

وإذا كان من الطبيعي أن يرفض الفلسطينيون بسلطتهم المركزية في رام الله وفصائلهم السياسية في الضفة الغربية وقطاع غزّة الخطة، واعتبارها ضربة قاصمة لعقود من النضال الرافض لكل المساعي التي بذلت لرهن الحق الفلسطيني، فإن مواقف الدول العربية كانت باهتة إن لم نقل مؤيدة لخطة التصفية الأمريكية للحقوق الفلسطينية رغم خطورتها على جوهر الصراع في فلسطين المحتلة التي شكلت إلى وقت قريب، القضية المركزية لكل الدول العربية.

وأكد الرئيس محمود عباس، أن "مخططات تصفية القضية الفلسطينية مآلها الفشل والزوال فهي لا تسقط حقا ولا تنشئ التزاما"، واضاف أن "مدينة القدس ليست للبيع"، والخطة الامريكية "مؤامرة لن تمر وسيضعها الشعب الفلسطيني في مزابل التاريخ تماما كما حصل مع كل مشاريع التصفية والتآمر على القضية الفلسطينية. 

كما أكدت حركة المقاومة الاسلامية "حماس" رفضها للخطة، معتبرة إشارة الرئيس الأمريكي إلى سلاح المقاومة في قطاع غزة "ترهات وأحلام"، داعية إلى تكريس وحدة الشعب الفلسطيني كأول خطوة لإفشال صفقة القرن".

ورحبت دولة قطر بالخطة الأمريكية وجهود إدارة الرئيس ترامب، الرامية إلى تحقيق سلام دائم قبل أن تستدرك أن تحقيق السلام يجب أن يمر عبر إقامة دولة فلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية والسماح بعودة اللاجئين.

وثمّنت العربية السعودية جهود الرئيس الأمريكي، مؤكدة أن كل خلاف مع خطته يجب تسويته عبر المفاوضات بكيفية تسمح بتسجيل تقدم على مسار السلام قصد التوصل إلى اتفاق يضمن حقوق الفلسطينيين.

وذهبت الإمارات العربية المتحدة إلى أبعد من ذلك بوصفها الخطة الأمريكية بأنها أكبر خطوة لعودة الفلسطينيين والإسرائيليين إلى طاولة المفاوضات، مثمّنة ما وصفتها المبادرة الجادة الرامية إلى التوصل إلى اتفاق سلام إسرائيلي ـ فلسطيني.

وأبدت السلطات الأردنية  تحفظها على الخطة، وأكدت أن إقامة دولة فلسطينية في حدود جوان 1967، يبقى السبيل الوحيد لإقامة سلام شامل ودائم، بينما تعاملت السلطات المصرية مع الموقف بحذر شديد عندما اكتفت بدعوة الفلسطينيين والإسرائيليين إلى دراسة معمقة ومتبصرة لمضمون الخطة الأمريكية، والدخول في مفاوضات مباشرة تحت رعاية أمريكية.

أما الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، فأكد أن الإعلان الأمريكي تضمن إهدارا كبيرا لحقوق الفلسطينيين المشروعة في أرضهم وعدم ملاءمة الكثير من الأفكار التوفيقية المطروحة"، مضيفا أن السلام العادل والقابل للاستدامة "لا يمكن تحقيقه بتجاهل حقيقة الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية منذ عام 1967، أو بالعمل على شرعنه هذا الاحتلال".

وأكد حزب الله اللبناني. أن الخطة الأمريكية ما هي إلا محاولة لتصفية آخر حقوق الشعب الفلسطيني التاريخية والمشروعة ونعتها بأنها "صفقة هوان". وبأنها ما كانت لتكون لولا تواطؤ بعض الأنظمة العربية سرا وعلانية مع الإدارة الأمريكية، متوقعا تبعات خطيرة لها على مستقبل المنطقة وشعوبها.   

أما إيران فاعتبرت الخطة إهانة تريد أمريكا فرضها على الفلسطينيين ووصفتها هي الأخرى بأنها "خيانة القرن" وأن مآلها الفشل المحتوم.

وأكدت الخارجية التركية من جهتها أن المبادرة ولدت ميتة  كونها مجرد مخطط للاحتلال يهدف إلى قتل مبدأ حل الدولتين وابتلاع مزيد من الأراضي الفلسطينية.