طباعة هذه الصفحة

فيما يراهن سالفيني على تنظيم انتخابات مبكرة

رئيس الوزراء الإيطالي يعلن عن استقالته

رئيس الوزراء الإيطالي يعلن عن استقالته
رئيس الوزراء الإيطالي، جوزيبي كونتي
  • القراءات: 1067
❊ م. خ ❊ م. خ

قال رئيس الوزراء الإيطالي، جوزيبي كونتي، أمس، إنه في طريقه لإبلاغ رئيس البلاد سيرجيو ماتاريلا باستقالته من منصبه، وجاء عقب جلسة نقاش في مجلس الشيوخ بشأن حكومته أثاره زعيم حزب رابطة الشمال اليميني المتطرف والشريك السابق في الائتلاف الحكومي ووزير الداخلية ماتيو سالفيني، على خلفية الأزمة الاقتصادية التي تمر بها البلاد.

وكان مجلس الشيوخ الإيطالي قد استدعى أعضاءه في ذروة فصل العطل لبحث فشل زعماء التجمعات السياسية في المجلس للتوصل إلى اتفاق على جدول زمني للتصويت على حجب الثقة عن الحكومة الحالية  برئاسية جوسيبي كونتي بطلب من وزير داخليته ماتيو سالفيني.

وسعى أعضاء المجلس للتوصل إلى اتفاق حول احتمال التصويت بحجب الثقة عن حكومة  كونتي بعد انسحاب وزير الداخلية زعيم حزب الرابطة اليميني المتطرف سالفيني من التحالف الحاكم قبل أيام، دون أن يفصح عن عدد الأعضاء الذين سيعودون إلى روما للتصويت.

وكان سالفيني قد دعا من جانبه إلى إجراء انتخابات عاجلة بعد أن سحب حزبه من التحالف الذي يضم حركة "الخمس نجوم" المعادية للمؤسسات، ما أدخل البلاد في أزمة.

ويراهن وزير داخلية إيطاليا اليميني المتشدد وزعيم حزب "ليغا" (الرابطة) ماتيو سالفيني على المتغيرات الكثيرة التي تشهدها بلاده، كما تصطدم تكتيكاته لدفع شريكه في الحكم زعيم حركة "خمس نجوم"، ونائب رئيس الوزراء لويجي دي مايو، نحو إنهاء ثنائية الحكم بواقع إيطالي مختلف عما يأمله سالفيني على مدى أكثر من 10 أيام على اندلاع الأزمة، في الثامن من الشهر الحالي بين القطبين في إيطاليا.

سالفيني الذي أنزل مؤخرا بعض الأطفال من على متن سفينة إنقاذ مهاجرين إسبانية استغل العطلة الصيفية لكسب تعاطف المزيد من الناخبين الذين لم يصوتوا له، إذ ظهر الرجل في جزيرة صقلية التي لم تتردد في معارضة سياساته المتشددة برفض استقبال المهاجرين.

ويلعب الرجل بذكاء على دغدغة مشاعر جمهور إيطالي يعاني في الجزيرة الفقيرة ما تعانيه أقاليم جنوب إيطاليا، بتقديم نفسه على انه قائد وطني، من خلال تأكيده بأنه لن يسمح أن تكون إيطاليا معسكر أوروبا للجوء.

ولم يعد شريكه في الحكم، حركة "خمس نجوم"، يتحمل استمرار "غياب مصداقية" سالفيني، حسبما ذهب إلية مؤسس الحركة الشعبوية الاحتجاجية بيبي غريللو، بعد اجتماع قيادة الحركة يوم الأحد الماضي  في روما، لا سيما بعد أن تبين بان جوهر الخلاف بين الطرفين لم يعد خافيا في إيطاليا، فحركة "خمس نجوم" ورغم أنها شعبوية الطابع، لم يعد يروق لمؤسسها وساستها هذا التطرف القومي الذي يقوده سالفيني.

وتسعى "خمس نجوم" للتركيز أكثر فأكثر على قضايا بيئية وتطبيق ما تسميه "الديمقراطية المباشرة" أكثر من النخبوية التي سادت إيطاليا خلال العقود الماضية، وهي أصلا حركة انطلقت للاحتجاج على الواقع السياسي الإيطالي.

فرغم أن الطرفين اضطرا إلى التحالف بعد انتخابات مارس من العام الماضي، إلا انه سرعان ما تبين بأن التيار لم يعد يمر بينهما، بعد معارضة حركة "خمس نجوم" لمشروع سكة حديدية يربط بين تورينو الإيطالية وليون الفرنسية، بمبالغ كبير بعيد عن سعره الأساسي.

وأدخلت الحركة عامل "الحفاظ على البيئة" وصرف الأموال لحل مشاكل اجتماعية كشعار لمعارضة حماسة سالفيني في البرلمان، في حين وجد سالفيني في فوز حزبه "ليغا"، في انتخابات البرلمان الأوروبي، في ماي الماضي وتقدمه على شريكه في الحكم فرصة لتعزيز موقعه كأكبر الأحزاب الإيطالية المتطرفة.

وشدد سالفيني لهجته ضد الاتحاد الأوروبي على ضوء الأزمة التي تواجه بلاده والتي ربطها بأزمة اللاجئين والعلاقة مع الأوروبيين عندما قال "لدينا المال، لكننا نخضع فقط للقواعد الأوروبية التي تحول دون استخدامها، فإذا أردنا أن ننجز ميزانيتنا التي يفترض أن تتقيد بقوانين الاتحاد الأوروبي وتحترم متطلباته بالنسبة لديوننا وغيرها من القضايا، فلن نتمكن حينها من إنجاز أي شيء لأي مواطن إيطالي، ولهذا السبب علينا أن نجعل مشروع الميزانية يعود بالفائدة على الاستثمارات العامة والخاصة التي توفر النمو، وتقديم إعفاءات ضريبية لملايين الإيطاليين".

ورغم تكهنات أنصار سالفيني بإمكانية دعوة رئيس الوزراء كونتي أو الرئيس الإيطالي سيرجيو مارتيللي، إلى تنظيم انتخابات مبكرة، يبدو من المبكر التوقع بنتائج ما ستؤول إليه هذه الأزمة المستمرة. فمؤخرا بدأ يطفو على السطح ما يشبه تقاربا بين حركة "خمس نجوم" و«الحزب الديمقراطي"، ما يطرح إمكانية أن يكون الخيار حكومة ائتلافية بعيداً عن حزب سالفيني.