كشف عنها فريق محقّقين صحفيين دوليين

رؤساء وأثرياء ومشاهير في قلب فضيحة مصرفية "مزلزلة"

رؤساء وأثرياء ومشاهير في قلب فضيحة مصرفية "مزلزلة"
  • القراءات: 767
م. مرشدي م. مرشدي

بدأت تداعيات فضيحة "باناما بيبرز" تتدحرج أشبه بكرة الثلج زاحفة على كثير من العواصم الدولية والشخصيات النافذة، فاضحة الكثير من عمليات التحايل الضريبي تم من خلالها تهريب أموال طائلة باتجاه الجنان المصرفية عبر إنشاء شركات وهمية. فمن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الى مقربين من الرئيس الصيني ومسؤولين سامين في أعلى هرم للسلطة الصينية والإسلندية والأوكرانية، وصولا إلى نجل الرئيس الكونغولي مرورا بمشاهير في عالم كرة القدم والريغبي والغولف وأثرياء ومشاهير السينما. وفضح تحقيق أنجزته صحف مؤثرة من سبعين دولة ما قد يتحول إلى فضيحة مالية بأبعاد دولية قد تهزّ كيانات الكثير من الدول.

وكان إدراج أسماء أكثر من 140 شخصية سياسية عالمية وأثرياء ونجوم كرة القدم ومشاهير عالم السينما أحدثت هزّة قوية بارتدادات قد تتواصل لاحقا بعد أن ضمّت أسماء رؤساء الصين وروسيا والمكسيك وأوكرانيا وسوريا، والوزير الأول الإسلندي والوزير الأول الباكستاني وعشرات المسؤولين المقربين منهم، بالإضافة إلى 16 من مشاهير عالم كرة القدم القدامى والحاليين على رأسهم الأرجنتيني لوينيل ميسي والفرنسي ميشال بلاتيني. واستفاق العالم أمس، على هذه الفضيحة التي غطّت على كل الأحداث الدولية الأخرى بعد أن تحولت إلى حديث العام والخاص في مختلف عواصم العالم رغم أن التسريبات كانت بـ"التقطير" إلا أن وقعها كان قويا بدليل ردود الفعل التي بدأت تأتي من هذه العاصمة وتلك في انتظار ما تخفيه العلبة السرية لهذا التحقيق. وحسب هذه الحقائق التي سربت من مكتب محاماة في دولة باناما فإن مسؤولين عالميين أقدموا على إنشاء شركات وهمية في الجنان الضريبية لتهريب ثرواتهم الطائلة بعيدا عن أعين أجهزة الضرائب في بلدانهم ضمن أكبر عمليات تبييض للأموال في العالم.

ووضع عشرات الصحفيين العاملين ضمن مجمع المحققين الصحفيين الدوليين أيديهم على كنز إعلامي بإمكانه إحداث هزة سياسية في الكثير من حكومات مختلف دول العالم، بعد أن حول مشاهير وساسة عاملون ومتقاعدون الجزر العذراء البريطانية في منطقة بحر الكارييبي وجهة لتفريخ شركات وهمية ضمن أكبر عمليات تهرب ضريبي وأكبر صفقات تبييض أموال في العالم.  وفي أول رد فعل لها لم تبق السلطات الروسية صامتة إزاء إقحام اسم الرئيس فلاديمير بوتين ومقربين منه في هذه الفضيحة، واعتبرت ذلك بمثابة مؤامرة حاكتها وكالة المخابرات المركزية "سي.أي.إي"  ضد الرئيس الروسي بقناعة أن التحقيق أنجزه ضباط متقاعدون في الوكالة عملوا ضمن الفريق الصحفي بنشر أخبار وهمية واتهامات هدفها زعزعة استقرار روسيا. وقال ديمتري بيسكوف، الناطق باسم قصر الكريملين أن "الهدف الخفي من هذه الاتهامات يبقى ضرب انتخابات الرئاسة الروسية القادمة وزعزعة استقرار روسيا". وأضاف أن "درجة الكره التي أصبحت تطال الرئيس الروسي جعلت هؤلاء لا يقولون شيئا ايجابيا بخصوص روسيا". 

ولم تكن القارة الإفريقية في منأى عن هذه الفضيحة بعد أن تم فضح دونيس كريستال نجل الرئيس الكونغولي دونيس ساسو نغيسو المعروف باسم "كيكي البترولي" والعديد من أنباء الرؤساء والشخصيات الإفريقية البارزة من بينهم جون كيفيور نجل الأمين العام السابق للأمم المتحدة كوفي عنان وكذا علاء مبارك النجل الأكبر للرئيس المصري المطاح به حسني مبارك واحد أحفاد رئيس جنوب إفريقيا جاكوب زوما. ويشد كل من في بطنه تبن ـ كما يقال ـ أحشاءه وخاصة وأن منجزي التحقيق الصحفي الذي اعتمد على 11 مليون وثيقة سرية تعهدوا أمس، بمواصلة نشر حقائق مذهلة طيلة الأسبوع الجاري، بما يعني أن تداعيات الهزّة ستكون أكثر وقعا إذا سلّمنا بوجود نواب ورجال أعمال وأثرياء وفرق كروية عالمية وبنوك في العديد من دول العالم وجدت نفسها في قلب هذه الفضيحة التي شملت 214 ألف شركة وهمية تورطت في عمليات مصرفية مشبوهة في أكثر من 200 دولة.