قرّر مقاطعة مراسم أداء اليمين الدستورية هذا الأربعاء

دونالد ترامب يغادر البيت الأبيض من الباب الضيق

دونالد ترامب يغادر البيت الأبيض من الباب الضيق
الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته دونالد ترامب
  • القراءات: 774
ص. محمديوة ص. محمديوة

يغادر الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته دونالد ترامب فجر الأربعاء المقبل، ليس فقط البيت الأبيض، وإنما العاصمة واشنطن ككل من الباب الضيق بعد أن رفض حضور مراسم تسليم واستلام المهام الرئاسية لخليفته الديمقراطي، جون بايدن، في مشهد نادر خالف تقاليد الرؤساء الأمريكيين المتعاقبين.

وسيكون ترامب، الذي رفض إلى حد الآن تهنئة بايدن، في تصرف آثار الكثير من الجدل والسجال على الساحة الأمريكية وصاحبته حتى أعمال عنف وتمرد لم يسبق أن شهدها تاريخ الانتخابات والسياسة عموما في بلاد العم سام، غير مرغوب فيه يوم أداء اليمين الدستورية للرئيس 46 للولايات المتحدة هذا الأربعاء. وبذلك يغادر ترامب منصبه وهو يجر أذيال الخيبة بعدما تربع على عرش البيت الأبيض طيلة أربع سنوات، وكان حلمه مواصلة مغامرته المثيرة والمتهوّرة في كثير من المحطات سواء داخليا أو خارجيا لأربع سنوات أخرى، لكن الحظ لم يسعفه ليجد نفسه يهوى من أعلى قمة السلطة إلى أسفل الدرجات وجعلت خليفته، جو بايدن، لا يريد حتى حضوره في مراسم تسلّم مهام الرئاسة. وسيكون ترامب أول رئيس أمريكي منذ 150 سنة يقفز على العرف الأمريكي ولا يحضر مراسم أداء اليمين الدستورية، سواء كان مخيرا أو مكرها، والتي عادة ما تتميز بيوم احتفالي بهيج يحتضنه مبنى الكابيتول بقلب العاصمة واشنطن التي تحوّلت هذه المرة إلى مدينة أشباح، إلا من آلاف أعوان الأمن والجيش الذين تم تسخيرهم  لتأمين عملية تسلم الرئيس الجديد مهامه وتفادي كل محاولة لأنصار الرئيس المغادر تهديد مقار الهيئات الرسمية في العاصمة الفيدرالية.

ويبدأ ترامب رحلة نهاية مغامرته الرئاسية بامتطاء طائرة هليكوبتر انطلاقا من حدائق البيت الأبيض، ستكون في انتظاره ساعات قليلة قبل بدء مراسم أداء اليمين الدستورية، ووجهته هذه المرة ناديه الفخم المتواجد بولاية فلوريدا حيث ينوي الاستقرار. وبدأت رحلة الوداع، تسليم قبل يومين أكوام من الصناديق الكرتونية الفارغة إلى مبنى المكتب التنفيذي في البيت الأبيض لبدء حزم أمتعة الرئيس المنتهية ولايته ومسؤولي إدارته في ظل تخطيط إدارة الرئيس المنتخب للقيام بحملة تنظيف شاملة لمقر الرئاسة تنصب في تصرف ينطوي على رغبة جامحة لطي صفحة ترامب نهائيا ودون رجعة. وتأكدت درجة خيبة الأمل التي يعيشها ترامب المحروم من حسابه على التوتير في ظل بقائه منعزلا في البيت الأبيض في آخر أيام عهدته، في حين يظهر نائبه مايك بينس يوما بعد يوم في ثوب المسؤول الأول. وأكثر من ذلك، فبعد رفضه الاعتراف بنتائج الانتخابات الرئاسية طيلة الشهرين الماضيين خرج رجل الرئيس الملياردير مؤخرا بصورة المنهزم، ليؤكد أنه يوافق على تسليم السلطة دون عقبات لكن أيضا دون تهنئة منافسه الديمقراطي ضمن تصرف أضر بصورة أمريكا، التي أراد أن يجعل منها الدولة "الأقوى دائما" ولكنه هوى بها إلى مصاف جمهوريات الموز الديكتاتورية في أمريكا اللاتينية.