وسط مطالب بتوفير حماية دولية للفلسطينيين

دمار وخراب بعد هجوم المستوطنين على سكان بلدة الحوارة

دمار وخراب بعد هجوم المستوطنين على سكان بلدة الحوارة
  • 587
ص. م ص. م

استيقظ سكان مدينة الحوارة الفلسطينية أمس، على وقع آثار الدمار والخراب الذي خلّفه الهجوم الهمجي الذي نفذه مستوطنون يهود أول أمس، ضد هذه البلدة الصغيرة بالضفة الغربية انتقاما لمقتل مستوطنين في عملية إطلاق نار استهدفت سيارة كانا على متنها بالقرب من البلدة المذكورة.

وتجلى حجم الدمار الذي خلفه الهجوم العنيف من جدران البنايات والمنازل التي تلطخت باللون الأسود بعد أن أضرم المستوطنون فيها النار، ونوافذ الزجاج المحطمة وهياكل السيارات التي أحرقها هؤلاء بحجة إفراغ غضبهم على أهل البلدة الصغيرة باعتبار أن قتل المستوطنين تم بالقرب منها بما جعل أصابع الاتهام موجهة إلى سكانها. واقتحم عشرات المستوطنين، أول أمس، الحوارة وعاثوا فيها فسادا أمام مرأى جنود قوات جيش الاحتلال التي لم تتدخل  لوقف عمليات رشق سكانها بالحجارة وإضرام النار في المباني والسيارات والأشجار حولت البلدة الصغيرة إلى شبه كومة من الفحم.

وأكد وجيه عدي، أحد أعضاء مجلس البلدية أن الهجوم تسبب في إحراق أكثر من 100 سيارة وتضرر 30 منزلا.

وراح رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتانياهو، يطالب المستوطنين بلغة مهادنة بـ«عدم تحقيق العدالة" بأنفسهم، وأن يتركوا قواته تقوم بمهمتها وهو الذي تتغير نبرته ولهجته بالوعيد والتهديد والتصعيد عندما يتعلق الأمر بالفلسطينيين وكأن هؤلاء ليسوا بشرا ويستباح قتلهم في الشوارع وفي بيوتهم من دون التفريق بين المرأة والطفل والشاب والشيخ. ويبدو أن نتانياهو أراد الظهور بمظهر من يمد يده للسلام باعتبار أن ردة فعل قوات الاحتلال على عملية الحوارة، لم تكن بتلك الحدة والعنف الذي اعتادت ممارسته عندما ينفذ فلسطينيون عمليات استشهادية يقتل فيها اسرائيليون. لكنها بالمقابل وعن قصد لم تمنع هجوم المستوطنين اليهود على الحوارة وتركتهم يعيثون فسادا فيها.

وكان يرجى من اجتماع العقبة المنعقد بالأردن بين وفد عن السلطة الفلسطينية بآخر عن حكومة الاحتلال بحضور دولي واقليمي، التوصل إلى إجراءات للتخفيف من حدة التصعيد الذي تعيشه الأراضي الفلسطينية، والذي يؤشر في حال بقاء الوضع على حاله على انفجار وشيك لا تحمد عقباه. ولكن عملية الحوارة والهجوم عليها جاء ليخلط حسابات المجتمعين بالعقبة، الذين جددوا التأكيد على ضرورة العمل من أجل التخفيف من حدة التوتر وتفادي كل موجة عنف جديدة ضمن مهمة أقل ما يقال عنها صعبة إن لم تكن مستحيلة بدليل اقرار المستشار الأمريكي للأمن القومي في البيت الأبيض، جاك سوليفان، الذي حضر الاجتماع بأن " عملا كبيرا يتعين القيام به خلال الأسابيع والأشهر القادمة من أجل بناء مستقبل مستقر ومزدهر سواء للإسرائيليين أو للفلسطينيين".

والمؤكد أن بناء هذا المستقبل المستقر والمزدهر يتطلب أولا حماية الفلسطينيين من كل الاعتداءات الصهيونية سواء تلك التي تقترفها قوات الاحتلال أو المستوطنين وتمكينهم من كل حقوقهم المسلوبة على أرضهم. وهو المطلب الذي جدده أمس، الرئيس الفلسطيني محمود عباس، الذي دعا المجتمع الدولي إلى توفير الحماية للشعب الفلسطيني.