عشية إحياء الذكرى الـ45 لإعلان الجمهورية الصحراوية

دعوات لتمكين الصحراويين من حقهم السيادي على كامل أراضيهم

دعوات لتمكين الصحراويين من حقهم السيادي على كامل أراضيهم
  • القراءات: 914
ق. د ق. د

يحيي الصحراويون هذه الأيام الذكرى الـ45 لإعلان الجمهورية الصحراوية، في ظرف جد حساس يميزه استئناف الكفاح المسلح في الصحراء الغربية بعد أكثر من 29 سنة من حالة "لا سلم ولا حرب" استغلها المحتل المغربي لمواصلة تنصله من كل التزاماته ازاء قضية عادلة مصنفة لدى الأمم المتحدة في خانة قضايا تصفية الاستعمار.

وعشية إحياء هذه الذكرى دعا السفير الصحراوي لدى جنوب افريقيا، محمد يسلم بيسط، الدول الإفريقية إلى مساندة شعب بلاده في حقه غير القابل للتصرف في تقرير مصيره، وتمكينه من حقه السيادي على كامل ربوع أراضيه، والتنديد بتواطؤ الشركات الأوروبية مع الاحتلال المغربي في النهب غير الشرعي للثروات الطبيعية من الأراضي الصحراوية المحتلة.  وطالب بيسط، في كلمته التي ألقاها خلال مشاركته في المؤتمر الافتراضي الافريقي لإحياء الذكرى الـ45 لإعلان الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية انطلاقا من العاصمة بريتوريا، بإطلاق سراح المعتقلين الصحراويين السياسيين. وقال "ونحن نحتفل اليوم نتذكر 19 من المعتقلين الصحراويين في أحداث اكديم ازيك.. لا لشيء إلا لأنهم تظاهروا سلميا رفضا للاحتلال المغربي، فاعتقلوا وصدرت في حقهم أحكام جائرة تتراوح ما بين 20 إلى 30 سنة سجنا"، مذكر بأكثر من 500 مفقود صحراوي في سجون الاحتلال المغربي وما يفوق عن 200 الف لاجئ صحراوي في الجزائر. وعاد السفير الصحراوي في كلمته الى التطورات الحالية على أرض المعركة، والتي كشفت عن تحول المغرب من وضع العراقيل السياسية إلى دخول المغامرة العسكرية لعرقلة الجهود الأممية منذ 13 نوفمبر الماضي، تاريخ العدوان المغربي على مدنيين صحراويين في منطقة الكركرات العازلة، وتصعيد انتهاكات حقوق الانسان في المدن المحتلة ونهب الثروات من دون وجه حق.

واحتضنت أمس، عاصمة جنوب افريقيا بريتوريا، احتفالا افتراضيا على مستوى القارة الافريقية تخليدا للذكرى الـ45 لإعلان الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية، شاركت فيه عدة شخصيات وحركات دولية متضامنة مع الشعب الصحراوي من 45 دولة تم التأكيد خلاله على مساندتها ودعمها لحقه في تقرير مصيره. ودعا المشاركون في الاحتفال الافتراضي لإنهاء الاحتلال المغربي من آخر مستعمرة في إفريقيا، مشددين في الوقت نفسه على ضرورة دعم حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره من أجل الحرية والاستقلال. في هذا السياق اعتبر رئيس اللجنة الوطنية الجزائرية لمساندة الشعب الصحراوي، سعيد عياشي، أن "الوقت قد حان لاسترجاع ملف الصحراء الغربية كاملا من قبل الاتحاد الافريقي وإرغام أعضائه على احترام بنود العقد التأسيسي". واقترح  في كلمة له بالمناسبة تنظيم "تجمع افريقي سياسي ثقافي فني نهاية السنة الجارية للتضامن مع الشعب الصحراوي وتعبيرا عن دعم الأفارقة لنضاله الانساني ضد الاحتلال المغربي". وطالب الأمين العام الأممي أنطونيو غوتيريس ومجلس الأمن الدولي بالإيفاء بالتزاماتهم في إطار احترام القانون الدولي وتطبيق ميثاق الأمم المتحدة فيما يخص قضايا تصفية الاستعمار وتفعيل اللوائح العديدة المصادق عليها، داعيا إلى "تعيين مبعوث خاص دون إطالة من أجل تنظيم استفتاء تقرير المصير في أقرب الآجال وهو حق معترف به مرارا وتكرارا لفائدة الشعب الصحراوي".

من جانبه رئيس البرلمان الناميبي، بيتر كاتجافيفي، كفاح الشعب الصحراوي ضد الاحتلال المغربي وحث الأفارقة على مناصرة القضية الصحراوية وكفاح شعبها من أجل الحرية والاستقلال. وهو ما ذهب إليه الوزير السابق والمتحدث باسم الحزب الوطني الزيمبابوي، مومبو ينغاغي، الذي أكد دعم قرار الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية التصدي للعدوان العسكري المغربي. وبينما أعرب النائب الأول لرئيس نقابة العمال بجنوب إفريقيا، مايك شينجانج، عن استعداد بلاده مواصلة دعم الشعب الصحراوي في نضاله من أجل انتزاع حقه في تقرير المصير والاستقلال، أشارت المحامية الدولية البرتغالية المدافعة عن المعتقلين السياسيين الصحراويين، ازابيل تافاريس لورينسو، إلى أن الوضع الحالي في الاراضي المحتلة يتطلب تواجد بعثة تابعة للجنة الدولية للصليب الأحمر. ودعت سعيدة بوناب، رئيسة المجموعة البرلمانية للأخوة والصداقة الجزائر- الصحراء الغربية، الأمم المتحدة ومجلس الأمن إلى تحمل مسؤولياتهما تجاه الشعب الصحراوي. وهو نفس ما طالبت به عضو المكتب السياسي لحزب جبهة التحرير الوطني إليمي فريدة التي للتعجيل في تعيين مبعوث أممي جديد الى الصحراء الغربية وتفعيل عملية تصفية الاستعمار من الإقليم المحتل.

وحث عضو التجمع الوطني الديمقراطي الجزائري محند برقوق كل الدول الإفريقية إلى "الانخراط التام في الدفع من أجل إيجاد حل للقضية الصحراوية وإيجاد آلية دولية لمراقبة وضمان إحترام حقوق الإنسان في الأراضي المحتلة". كما ندد عضو حركة البناء الوطني الجزائرية عبد العزيز منصور بـ"حملات الاعتقال والترهيب ضد المدنيين الصحراويين والانتقام من المعتقلين السياسيين في السجون المغربية". بالتزامن مع ذلك جدد رئيس بوتسوانا، موغويتسي ماسيسي، في رسالة تهنئة لنضيره الصحراوي ابراهيم غالي التزام حكومته ودعمها المستمر للشعب الصحراوي في سعيه لنيل حقه غير القابل للتصرف في تقرير المصير.