نزعة أوروبية للخروج من تحت المظلة الأمريكية

دعوات لتشكيل قوة عسكرية مشتركة خارج الحلف الأطلسي

دعوات لتشكيل قوة عسكرية مشتركة خارج الحلف الأطلسي
دعوات لتشكيل قوة عسكرية مشتركة خارج الحلف الأطلسي
  • القراءات: 735
م. م م. م

رفع القادة الأوروبيون الذين حضروا احتفالية العيد الوطني الفرنسي، أمس، شعارا مشتركا لإقامة تعاون عسكري أوروبي ضمن مطلب ملح غذته السياسة "العدائية" التي انتهجها الرئيس الامريكي دونالد ترامب تجاه الدول الأوروبية منذ وصوله الى البيت الأبيض قبل أكثر من عامين.

ويحاول الرئيس الفرنسي، ايمانويل ماكرون، منذ مدة الترويج لهذه الفكرة بدعم ألماني، بقناعة أن الوقت قد حان بالنسبة لأوروبا لأن تكرس استقلالها الإستراتيجي ضمن دعوة صريحة لفك الارتباط مع الولايات المتحدة بعد أن أبدى رئيسها نزعة حقيقية لإعادة النظر في طبيعة العلاقات العسكرية بين ضفتي الأطلسي والذي راح يؤكد في كل مرة أن بلاده لا يمكنها دفع أموال ضخمة لضمان أمن الأوروبيين الذين يتعين عليهم إدخال أيديهم في جيوبهم لضمان هذه المهمة.

وكانت مضمون الرسالة الأمريكية واضح وجعل مختلف العواصم الأوروبية تبدأ التفكير في ضرورة وضع الخطوط العريضة لسياسة أمنية مستقلة عن "العم صام" ضمن اكبر تحول في علاقات دول ضفتي الأطلسي منذ الحرب العالمية الثانية.

ولكن الرئيس الفرنسي المبادر بفكرة الدفاع الأوروبية وحتى لا يثير غضب الرئيس ترامب حرص على التأكيد في كلمة ألقاها أمس أن العقيدة الجديدة لا تعني أبدا المساس بطبيعة العلاقة مع حلف الناتو التي قال إنها خط أحمر لا يجب القفز عليه. يذكر أن الدول الأوروبية التسعة التي وضعت قبل عام أول لبنة لما أصبح يعرف بـ«المبادرة الأوروبية للتدخل" تسعى لأن تجعل منها خطوة على طريق إقامة قوة دفاع أوروبية مشتركة بعيدا عن التأثيرات الأمريكية وحتى الكندية بنية تحقيق استقلالية عسكرية في معالجة قضايا التوتر في العالم  والتي تمت بمبادرات أمريكية وتحت لوائها وقيادتها.

وانضمت الى هذه المبادرة إلى حد الآن دول بلجيكا وألمانيا والدنمارك وهولندا واستونيا واسبانيا والبرتغال وفنلندا بالإضافة الى المملكة المتحدة.

وحتى تعطي لهذه الفكرة نظرة عملية فقد شهدت الاحتفالات بالعيد الوطني الفرنسي مشاركة طائرات مروحية اسبانية وأخرى المانية ومروحتين بريطانيتين في الاستعراضات الجوية التي شهدتها أجواء العاصمة باريس. 

كما أن الفكرة تأتي في سياق الاتفاق الفرنسي ـ الألماني ـ الاسباني الموقع هذا العام  بمناسبة معرض بورجي لسلاح الطيران، لتصنيع طائرة حربية مشتركة بما يعكس الرغبة الملحة لهذه الدول في تجسيد فكرة الاستقلالية العسكرية للدول الأوروبية.

وهي رغبة حملها تصريح المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل التي حضرت الاستعراض العسكري في شارع الشانزليزي في تعليقها  على الاستعراض الذي قامت به فرقة مشاة مشتركة فرنسية ـ ألمانية بأنها خطوة كبيرة من اجل صياغة سياسية دفاع أوروبية موحدة وتأكيد على قوة التعاون العسكري الألماني ـ الفرنسي.