كوبلر يؤكد:

خمسة مبادئ غير قابلة للتعديل في اتفاق ليبيا

خمسة مبادئ غير قابلة للتعديل في اتفاق ليبيا
  • القراءات: 978
ص. م ص. م

حدد مارتن كوبلر المبعوث الاممي إلى ليبيا خمسة مبادئ أساسية حاكمة للاتفاق السياسي الليبي الذي لا يزال ينتظر موافقة البرلمانيين المتخاصمين في هذا البلد من أجل تطبيقه على أرض الواقع. وينص المبدأ الأول على ضرورة أن يشكل الحوار السياسي الليبي أساس كل المباحثات، حيث أكد كوبلر إنه ليس هناك بديل عنه. بينما ينص الثاني على عدم حصول مبادرات موازية وان تتم كل المبادرات برعاية الأمم المتحدة. ويتعلق المبدأ الثالث، الذي حدده كوبلر، بضرورة أن تكون العملية جامعة، حيث قال "إنني أبذل كل جهودي لدفع الأطراف المتنازعين إلى دعم الحوار السياسي الليبي". في حين يكمن المبدأ الرابع في أهمية مبدأ الانتقال السلمي للسلطة. وينص الخامس والذي وصفه المبعوث الأممي بالأهم على أن تكون هذه العملية عملية جميع الليبيين.

واعتبر الدبلوماسي الألماني أن هذه المبادئ الخمسة ستكون حاكمة للاتفاق السياسي الذي تم توقيعه برعاية الأمم المتحدة قبل أسبوعين وأكد أنه لن تطاله أي تعديلات. وقال بأنه "يحظى بدعم المجتمع الدولي وهو نافذ على جميع الأطراف". ولكن المبادئ التي جال بها كوبلر بين طبرق وطرابلس خلال اليومين الماضيين لم تكن كافية لافتكاكه موافقة رئيسي البرلمانين المتخاصمين على هذا الاتفاق القاضي بتشكيل حكومة وفاق وطني لإنهاء ازدواجية السلطة في ليبيا. وقد قطع عوض عبد الصادق نائب رئيس المؤتمر الوطني المنتهية عهدته والذي يتخذ من العاصمة طرابلس مقرا له الشك باليقين عندما جدد رفض هذا الأخير للاتفاق في ظل ما اعتبره "عدم الاستجابة للشروط التي حددها قبل التوقيع".

وقال عبد الصادق إن "المؤتمر له شروطه لينضم إلى الاتفاق ولابد من تعديل بعض النقاط الجوهرية" في مضمونه. وأضاف "سألنا المبعوث الدولي عن بعض البنود التي تمس السيادة الوطنية ولم يعطينا إجابات شافية كما أنه لم يقدم لنا ضمانات واضحة لخروج القائد العام للجيش الليبي خليفة حفتر من المشهد الليبي". للإشارة، فإن مصير الجنرال حفتر يعد اكبر نقطة خلافية بين السلطتين المتصارعتين في ليبيا، حيث يتمسك به برلمان طبرق ويصر غريمه في طرابلس على ضرورة رحيله من المشهد الليبي. وعدم التوصل إلى تسوية توافقية بخصوص هذه النقطة بالتحديد قد تصعب من مهمة المبعوث الاممي الذي قال إنه جاء إلى طرابلس وقبلها الى طبرق من أجل "إقناع من لم يلتحقوا بالاتفاق السياسي ودعوتهم للالتحاق به قريبا".

يذكر أن الاتفاق ينص على تشكيل حكومة وفاق وطني تقود مرحلة انتقالية تنتهي بإجراء انتخابات تشريعية في حدود عامين كحد أقصى وتوسيع المجلس الرئاسي ليتكون من تسعة أشخاص رئيس وخمسة نواب وثلاثة وزراء دولة.  للإشارة، فإن كوبلر كان التقى يوم الخميس الأخير بعقيلة صالح رئيس برلمان طبرق قبل أن ينتقل الى العاصمة طرابلس، حيث التقى بنوري ابو سهمين رئيس المؤتمر الوطني المنتهية عهدته وأعضاء من المؤتمر إضافة إلى رئيس الأركان العامة التابعة للمؤتمر ومسؤولين في المخابرات الذين تباحث معهم إمكانية تسهيل عملية نقل مقر البعثة الأممية إلى طرابلس. من جهة أخرى، حذر المبعوث الاممي من خطورة الوضع في مدينة سرت الواقعة في قبضة تنظيم "الدولة الإسلامية" وقال إنها "تموت ويجب إنقاذها". في نفس الوقت الذي كشفت فيه مصادر طبية ليبية أن ما لا يقل عن 403 جندي من قوات الجيش الليبي لقوا مصرعهم خلال العام الماضي بمدينة بنغازي لوحدها في وقت أصيب فيه قرابة ثلاثة آلاف آخرين.