بنفس لغة التهديد والوعيد الصهيو ـ أمريكي

خامنئي يرد على ترامب ويحذّره من عواقب التدخل

خامنئي يرد على ترامب ويحذّره من عواقب التدخل
  • 163
ص. محمديوة ص. محمديوة

تصاعدت حرب التصريحات بين المسؤولين الإيرانيين من جهة  والإسرائيليين وحلفائهم من الأمريكان والأوروبيين من جهة أخرى بنفس حدّة وتيرة المواجهة العسكرية المستمرة منذ أسبوع بين طهران والكيان الصهيوني، وسط مخاوف من توسعها لتشمل دول أخرى، وبكل ما تحمله مثل هذه المقامرة من عواقب وخيمة على منطقة الشرق الأوسط والعالم أجمع.

في رده على وعيد وتهديد الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، الذي طالب إيران بـ"الاستسلام دون قيد أو شرط" وأكد أن الولايات المتحدة قادرة على قتله، شدد المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي، أمس، على أن بلاده "لن تستسلم أبدا". وحذّر واشنطن من "أضرار لا يمكن إصلاحها" إذا تدخلت في الصراع بين الجمهورية الإسلامية وإسرائيل.

وقال خامنئي، في خطاب نقله أمس، التلفزيون الرسمي الإيراني أن "الأمة الإيرانية تعارض بشدة فرض الحرب، كما ستعارض بشدة فرض السلام.. هذه الأمة لن تستسلم أبدا تحت ضغط أحد". وأضاف أن "الأمريكيين يجب أن يعلموا أن أي تدخل عسكري من جانبهم سيؤدي بالتأكيد إلى أضرار لا يمكن إصلاحها"، منتقدا تصريحات ترامب "غير المقبولة".

وحذّر المرشد الأعلى الإيراني، من أن اسرائيل ارتكبت خطأ فادحا وستلقى جزاء عملها، مضيفا أن "إيران لن تغفر ولن تنسى دماء شهدائها" في تأكيد واضح على أن طهران ماضية في هجماتها المدمرة التي أثارت الرعب والهلع في قلب الكيان الصهيوني وألحقت به دمارا هائلا.

وهو ما أكده السفير الإيراني لدى الأمم المتحدة في جنيف، علي بحريني، الذي قال إن بلاده سترد على عدوان الكيان الصهيوني على أراضيها "بقوة"، مضيفا في تصريح صحفي "لن نظهر أي تردد في الدفاع عن شعبنا وأمننا وأرضنا.. سنرد بجدية وقوة".

ويأتي الوعيد الإيراني في ظل تزايد التكهنات حول تدخل أمريكي مباشر محتمل في الصراع، خرج الرئيس ترامب أول أمس، وكعادته بتصريح مثير لكنه ليس غريبا عن طبعه عندما قال إن "الولايات المتحدة تعرف بالضبط أين يختبئ ما يسمى بالزعيم الأعلى، لكن ليس لديها نية القضاء عليه.. على الأقل ليس بعد".

ومثل هذا التصريح ما كان ليمر مرور الكرام في إيران، خاصة وأن هذه الأخيرة تعرضت لعمليات جوسسة على أعلى مستوى راح ضحيتها قادة في أعلى هرم الحرس الثوري وعلماء ذرة ومسؤولون سامون. وهو ما رآه كثيرون أنها ضربة موجعة لإيران التي كان عليها إعادة ترتيب بيتها وأوراقها لمواجهة عدوان مباغت من كيان غاصب يجد في الولايات المتحدة وحلفائه من الغرب كل الدعم والتأييد رغم أنه المعتدي.وتمارس إدارة ترامب، أسلوب "السوسبانس" في سياق دعاية مغرضة وحرب نفسية تكتم الأنفاس تتخللها تصريحات متناقضة من رئيسها تميل تارة إلى شد الحبل وتارة أخرى إلى إرخائه، تريد من خلالها واشنطن إظهار نفسها على أنها متمسكة في زمام المبادرة، وأن اسرائيل تخوض "حرب وجود" كانت مجبرة على شنّها لوضع حد لما يروّج له الغرب بأنه "تهديد نووي" إيراني. وهو ما يبقي عنصر المفاجأة سيّد الموقف في مواجهة مسلّحة علنية لم تتكشف بعد كل خباياها، في انتظار ما سيفعله ترامب الداعم لهذا العدوان والذي يزيد بمواقفه المثيرة وتصريحات المتضاربة من درجة سخونة مشهد متفجّر في منطقة لا تعرف الهدوء.