وسط تحذيرات من انزلاق الوضع بمنطقة الكركرات

حملة دبلوماسية صحراوية لفضح سياسة الأمر الواقع المغربية

حملة دبلوماسية صحراوية لفضح سياسة الأمر الواقع المغربية
  • القراءات: 830
ق. د ق. د

باشرت جبهة البوليزاريو حملة دبلوماسية مكثفة عبر مختلف العواصم ووسائل الإعلام الدولية لفضح سياسة الأمر الواقع التي يسعى المغرب فرضها في الأراضي المحتلة وخاصة بمنطقة الكركرات التي تعيش منذ أسابيع على وقع توتر شديد ينذر بانزلاق كارثي.

وأكد أبو بشراي البشير عضو الأمانة الوطنية في جبهة البوليزاريو في سياق هذه الحملة، أن القضية الصحراوية تمر بمرحلة "مفصلية" إما العودة إلى مسار التسوية في شكله الأصلي أو الذهاب إلى خيارات أخرى الجميع يعرفها.

وشدّد المسؤول الصحراوي، خلال نزوله ضيفا على البرنامج الحواري "وجها لوجه" لقناة "فراس 24" الناطقة باللغة العربية بعنوان "هل ينهار اتفاق وقف إطلاق النار في ضوء التطوّرات الأخيرة"، على أن البوليزاريو لم ولن تقبل بمصادرة حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير. وجدّد ممثل جبهة البوليزاريو في أوروبا والاتحاد الأوروبي على أن الجبهة "تسعى في النهاية إلى الامتثال إلى المخطط الأصلي والاتفاق الوحيد الذي وقع بين طرفي النزاع تحت رعاية الأمم المتحدة والذي يقضي بتنظيم استفتاء تقرير المصير".

ونفى الدبلوماسي الصحراوي، أن تكون الحكومة الصحراوية قد زجت بعسكريين في المنطقة العازلة، مذكرا أن الممثل الوحيد والشرعي للشعب الصحراوي أبدى على الدوام "احترامه لوقف إطلاق النار". وأوضح حقيقة ما يجري في منطقة الكركرات التي قال بأنها "ثغرة تختزل الاحتلال المغربي للصحراء الغربية وحالة الانسداد الحالية في مسار التسوية وتختزل أيضا خرق المغرب لوقف إطلاق النار".

وهو ما دفع بممثلة جبهة البوليزاريو بألمانيا، نجاة حندي إلى التحذير من أن استمرار تبني الأمم المتحدة لنفس المقاربة في التعاطي مع القضية الصحراوية التي أدت إلى تقاعسها عن الوفاء بالتزاماتها، لن يترك أمام الصحراويين من خيار آخر سوى مواصلة النضال بكل الوسائل المشروعة من أجل انتزاع حقهم في تقرير المصير لتحقيق أهداف وتطلعات الشعب الصحراوي في الحرية والاستقلال. وقالت الدبلوماسية الصحراوية في حوار مع جريدة "يونجي فيلت" إن القرار الأممي الأخير خلف خيبة أمل كبيرة لدى الشعب الصحراوي، الذي كان ينتظر استجابة مجلس الأمن الدولي لرسائل جبهة البوليزاريو ودعوات البلدان الأعضاء لاستئناف المفاوضات المباشرة بين طرفي النزاع دون شروط مسبقة كخطوة أولى لإعادة قطار التسوية إلى سكته الصحيحة وإنهاء النزاع بما يتماشى مع مبادئ الأمم المتحدة.

وأشارت إلى أن بعثة "مينورسو" المتواجدة على الأراضي الصحراوية منذ 1991، والتي تم استحداثها من أجل تنظيم استفتاء تقرير المصير للشعب الصحراوي، فشلت طيلة 29 عاما في تنفيذ مهمتها وأيضا في حماية حقوق الإنسان في المناطق التي يحتلها المغرب، حيث يتعرض المدنيون الصحراويون للتعذيب الممنهج والاعتقالات التعسفية. وحذّر مسؤول أمانة التنظيم السياسي لجبهة البوليزاريو، خطري أدوه، هو الآخر من أنه سيتم الرد "وبكل حزم على أي مناورة يقوم بها الاحتلال المغربي وبلطجيته بثغرة الكركرات غير الشرعية". وجدّد المسؤول الصحراوي التأكيد خلال تجمع جماهيري حاشد للتضامن مع المعتصمين بالكركرات، على استعداد مقاتلي الجيش الصحراوي وجاهزيتهم للرد "وبكل حزم على قوات الاحتلال المغربي في حالة عبورها خطوة واحدة خارج حزام العار".

وكشف المسؤول الصحراوي أن "الاحتلال المغربي يحضر للتصعيد والمواجهة، كما يحضر المرتزقة والجنود والمستوطنون العاملون في المناطق المحتلة للقيام بالتغطية على التدخل العسكري في الكركرات". وهو ما جعله يدعو كافة الصحراويين والصحراويات أينما تواجدوا من أجل "رفع التحدي والاستعداد والتأهب إلى أي طارئ"، مشدّدا على "ضرورة التحاق كافة المناضلين بمواقعهم ومؤسساتهم الوطنية" كما دعاهم إلى "اليقظة والتجنّد أمام الاستفزازات المغربية المتكررة".