تحسبا لموعد الانتخابات الرئاسية في جوان القادم

حملة تطهير واسعة للمشهد الحزبي في موريتانيا

حملة تطهير واسعة للمشهد الحزبي في موريتانيا
  • القراءات: 653
م.م م.م

أقدمت الحكومة الموريتانية أمس، على أكبر عملية تطهير في الخارطة السياسية بإعلانها حل ثلاثة أرباع الأحزاب السياسية المعتمدة في البلاد من بين حوالي مائة حزب بمبرر محدودية انتشارها الشعبي.

وأكدت وزارة الداخلية الموريتانية في قرار نشرته أمس، على حل تلقائي لكل الأحزاب السياسية التي قدمت مرشحين عنها في الانتخابات المحلية لسنوات 2013 و2018 والتي حصلت على أقل من 1 بالمائة من الأصوات المعبر عنها أو تلك التي امتنعت عن المشاركة في هذين الموعدين الانتخابيين.

واستندت الحكومة الموريتانية في اتخاذ قرارها إلى قانون صدر سنة 2012 وتم تعديله سنة 2018  والذي أكد على تقليص عدد الأحزاب السياسية  بهدف تمكين الأحزاب الوطنية من مساعدات الدولة حسب الثقل الشعبي لكل واحد منها. وبدخول هذا القرار حيز التنفيذ، تم شطب 76 حزبا سياسيا من المشهد السياسي الموريتاني ليتقلص عدد التشكيلات المتبقية إلى 28 حزبا فقط.

وتزامن هذا القرار مع تحركات سياسية مكثفة بادرت بها مختلف الأحزاب السياسية الكبيرة في البلاد، تحسبا للانتخابات الرئاسية المنتظر تنظيمها قبل نهاية شهر جوان القادم.

يذكر أن الحزب الحاكم، الاتحاد من أجل الجمهورية الذي يتزعمه الرئيس محمد ولد عبد العزيز، سبق وأن اختار نهاية الأسبوع الماضي، وزير الدفاع محمد ولد الشيخ محمد أحمد، المعروف باسم ولد الغزواني وأحد المقربين من الرئيس الحالي، لخوض هذا السباق.

وتم اختيار وزير الدفاع ليكون مرشحا للحزب الحاكم لاستحالة ترشح الرئيس محمد ولد عبد العزيز لعهدة رئاسية ثالثة بالنظر إلى مواد الدستور الموريتاني الذي حدد عهدات رئيس البلاد في عهدتين لا ثالث لهما.

وإذا كان حزب الاتحاد من أجل الجمهورية حسم أمر مرشحه إلا أن أحزاب المعارضة مازالت مشتتة في مواقفها بين فكرة الاتفاق حول مرشح إجماع عنها وبين فكرة تقدم كل حزب بمرشح عن كل واحد منها لهذا الموعد.

ولم يعلن إلى حد الآن سوى النائب، بيرام ولد اداه عبيد الناشط ضد العبودية ترشحه بشكل فردي.

وقال موسى فال، أحد متزعمي ”أرضية المعارضة” إن قيادات مختلف أحزاب المعارضة مازالت تجري مشاورات مكثفة على أمل التوصل إلى اتفاق لاختيار مرشح يحظى بإجماعها رغم اعترافه أن المهمة تبقى صعبة بسبب الخلافات الإيديولوجية العميقة بينها. وأضاف أن الخيار الوحيد الذي بقي بين هذه الأحزاب، إما اتفاقها على ترشيح شخصية مستقلة، وفي حال تعذر عليها ذلك، فإنها ستكون مضطرة لدخول السباق الرئاسي مشتتة من خلال مرشحين منفردين وهو احتمال يزيد من حظوظ مرشح السلطة للفوز بهذا الموعد الانتخابي الهام.