بعد تقدم جو بايدن في عمليات فرز ولاية بنسلفانيا

حلم دونالد ترامب بالبقاء رئيسا يتبخر

حلم دونالد ترامب بالبقاء رئيسا يتبخر
  • القراءات: 647
م. مرشدي م. مرشدي

فقد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أمس، كل امل للبقاء رئيسا  للولايات المتحدة بعد أن تمكن منافسه الديمقراطي جو بادين، من زحزحة تقدمه في عمليات فرز الأصوات في ولاية بنسلفانيا  وقبلها بولاية جورجيا، بما حسم مصير انتخابات رئاسة أمريكية لم يسبق أن عرفت مثل هذه الشحناء السياسية.

وقطع بايدن، مساء أمس، خطوة أخرى باتجاه البيت الأبيض بعد أن تمكن من تقليص هامش التأخر الذي كان يفصله عن الرئيس الجمهوري في هذه الولاية " المفتاح" قبل أن يتمكن مع استمرار عملية الفرز من تسجيل أول تقدم  شكل "قطرة باردة" نزلت على الرئيس دونالد ترامب، وجعلته يستفيق من حلم البقاء على عرش اكبر قوة عالمية للأربع سنوات القادمة. وفي نفس الوقت الذي تأرجحت فيه كفة نتائج عمليات الفرز بولاية بنسلفانيا التي استقطبت اهتمام كل العالم لصالح المرشح الديمقراطي، واصل الرئيس ـ الملياردير تأكيد موقفه الرافض لنتائج الفرز التي وصفها بـ"المزوّرة" بعد أن طعن وفريقه الانتخابي في عملية التصويت عبر البريد، والتي اكد أن الحزب الديمقراطي افتعلها لـ"سرقة فوزه".

وكان تحقيق بايدن، تقدمه في ولاية ميشغن ثم جورجيا التي تأخرت فيها عملية الفرز النهائي مقارنة بولايات أمريكية أخرى اكبر مؤشر على أن ترامب، راحل لا محالة من البيت الأبيض، وان بايدن، سيخلفه هناك يوم 20 جانفي القادم. وعاش الأمريكيون أطول نهاية أسبوع وهم يترقبون معرفة رئيسهم الجديد في ظل حملة إعلامية وأخرى مضادة لفريقي المرشحين، راح كل واحد منهما يطعن في مواقف وتصريحات الآخر في سابقة في تاريخ الانتخابات الأمريكية. ويمكن القول إن الشك دب في صفوف الفريق الانتخابي للرئيس ترامب بمجرد رفعه دعاوى قضائية  أمام محاكم ولائية بتزوير الانتخابات، دون دليل منطقي قبل تراجعه عن بعضها ضمن تخبط انتخابي تأكد على إثرها أن ذلك لم يكن سوى "بارود" شرف قبل الاعتراف بهزيمته التي لم يكن يتوقعها.

وهي الحقيقة التي قد ينهض عليها الأمريكيون اليوم، وقد استبقت نانسي بيلوزي، رئيسة غرفة  النواب، الإعلان عن النتائج النهائية ليؤكد أن جو بايدن، هو الرئيس الأمريكي السادس والأربعين وقالت بلغة الواثقة من نفسها "لقد بات جليا اليوم، أن فريق بايدن ـ هاريس سيفوز بكرسي البيت الأبيض" ضمن عهدة رئاسية وصفتها بـ"القوية"والمؤكد أن الرئيس ترامب، ورغم القبضة الحديدية التي تمسك بها في حملته وأثناء عمليات الفرز مع منافسه لم ينتظر تصريحات بيلوسي، التي تكن له عداء سياسيا صريحا، للإقرار بطريقة ضمنية بهزيمته بعد أن راح مقربون منه يؤكدون انه بدأ يعد العدة للعودة إلى البيت الأبيض في انتخابات سنة 2024ورغم ذلك فإن مختلف وسائل الإعلام الأمريكية من صحف وقنوات تلفزيونية لم تشأ المغامرة واستباق الأحداث طيلة نهار أمس، رغم تأكد تقدم بادين، في عمليات الفرز غير النهائية، مفضّلة مواصلة ترقب العملية إلى نهايتها مخافة تطورات قد تخلط عليها تكهناتها ضمن ترقب لن يطول بعد دخول عمليات الفرز مراحلها النهائية.

ولكن السؤال الذي يطرحه المتتبعون لإحدى اكبر الانتخابات استقطابا في العالم، يبقى رد فعل مؤيدي الرئيس ترامب، الذين  يرفضون الإقرار بهزيمة مرشحهم الذي علّقوا عليه آمالهم في "إبقاء أمريكا قوية" لأربع سنوات إضافية وخاصة بعد أن خيب ناخبو ولاية بنسلفانيا تكهناتهم، حيث شكلت وعاءا انتخابيا هاما للرئيس ترامب، سنة 2016 قبل أن تميل كفتها هذه المرة ومعها 20 من كبار الناخبين إلى جانب المرشح الديمقراطي، تماما كما حصل بولاية جورجيا التي فضّل الناخبون فيها هذه المرة جو بايدن، بعد أن كانت منذ سنة 1992 ولاية "جمهورية".