فيلم "ظل البدو" يفضح جرائم الاحتلال المغربي في الصحراء الغربية
حزب إسباني يدعو إلى الامتثال لقرار محكمة العدل الأوروبية

- 95

طالب حزب "سومار" الإسباني، حكومة بلاده بالمساهمة في ضمان امتثال الاتحاد الأوروبي لقرار محكمة العدل الأوروبية، الذي ألغى اتفاقيات الشراكة واتفاقيات الصيد مع المغرب، التي تشمل اقليم الصحراء الغربية المحتل، والموافقة على إجراء مشاورات مع جبهة البوليساريو الممثل الوحيد والشرعي للشعب الصحراوي.
وحسب ما أورده الموقع الإسباني "بريس ديجيتال"، أشار النائب المساعد لحزب "سومار" وزعيم حزب الوحدة اليسارية، إنريكي سانتياغو، خلال مؤتمر صحفي إلى أن محكمة العدل الأوروبية أصدرت في أكتوبر 2024، قرارها بإلغاء الاتفاقيات المذكورة بين الاتحاد الأوروبي والمغرب لأنها طبّقت على أراضي الصحراء الغربية دون موافقة الشعب الصحراوي.
وأوضح أنه "لأسباب تتعلق بالاستقرار القانوني وتجنب تبعات سلبية على العمل الخارجي للاتحاد الأوروبي، تم تمديد العمل بالاتفاقيات لمدة 12 شهرا، إلا أن هذه الفترة تنتهي في 4 أكتوبر القادم"، مشيرا إلى أن "رئاسة الاتحاد الأوروبي الدورية بدأت مفاوضات للتوصل إلى اتفاق يوفر استقرارا قانونيا للأطراف المشاركة في النّهب غير القانوني للموارد الطبيعية الصحراوية".
وحثّ حزب "سومار" أيضا الحكومة الإسبانية على "اتخاذ التدابير اللازمة لضمان أن تصنّف منتجات الصحراء الغربية على أنها من هذا الإقليم، وفقا لما أقرته محكمة العدل الأوروبية، التي تؤكد أن هذه التصنيفات يجب ألا تشير إلى المغرب بأي شكل من الأشكال".
واختتم سانتياغو، بالقول "نحن نرى أن هذه مسألة أساسية يجب على الحكومة الإسبانية، كما هو الحال مع الحكومات الأخرى في الاتحاد الأوروبي، الامتثال للقانون الدولي والالتزام التام بالقرار الصادر عن محكمة العدل الأوروبية".
وفي سياق آخر، شكل العرض الأول للفيلم "ظل البدو" في مهرجان تورونتو السينمائي الدولي محطة فارقة في إعادة إحياء النقاش حول القضية الصحراوية، إذ تحول العمل إلى شهادة بصرية تفضح واقع الاحتلال المغربي، وتكسر جدار الصمت المفروض على شعب يعيش عقودا من القمع والتعتيم.
وحسبما أوردته الوكالة الإسبانية للأنباء "ايفي"، الفيلم الذي أخرجته اليابانية ـ الأمريكية إيمي إيمانيشي، وجسدته بعمق الممثلة الصحراوية نذيرة محمد "لم يكن مجرد عمل فنّي، بل رسالة سياسية وثقافية حملت معاناة الشعب الصحراوي إلى واحدة من أهم المنصات السينمائية العالمية".
وأوضحت الوكالة، أن القصة التي تتمحور حول شخصية مريم الشابة الصحراوية، قدمت "رواية إنسانية تضع الاحتلال في مواجهة مسؤوليته التاريخية عن مآسي متواصلة". وأكدت كل من المخرجة إيمانيشي، وبطلة الفيلم أن هدفهما هو إثارة التعاطف لدى الجمهور وتسليط الضوء على قضية عادلة مطموسة منذ عقود.
وتناولت صحف ومجلات عالمية أخرى الفيلم، مشيدة بالأداء المؤثر وجمالياته البصرية وصدق روايته. فبحسب "سينما إكسبرس" يقدم "ظل البدو" طرحا مختلفا عن قصص المهاجرين التقليدية، حيث يعيد المشاهد إلى أرض المنشأ وتكابد البطلة مريم، واقعا متحوّلا وقمعا صامتا وهوية ممزقة بين ما تركته وما تجده أمامها.
ونوّهت "سينما إكسبرس" بجرأة الفيلم في فضح واقع السيطرة والاضطهاد، مؤكدة أن المشاهد يجد نفسه أمام ملحمة صراع بين الذّاكرة والسلطة بين الأرض المسلوبة والهوية التي تقاوم الطمس.
أما مهرجان "تورونتو" فاعتبر العمل "شريطا أول استثنائيا يفتح الباب أمام مقاربة جديدة لقضية الاستعمار المستمر في الصحراء الغربية"، مبرزا أن "أهمية الفيلم لا تكمن في جمالياته البصرية فقط، بل في جرأته على مساءلة الروايات الرسمية التي حاول المغرب فرضها لعقود".
وفي منصات أخرى مثل "ليتربوكسد" و«فيلم مستقل"، فقد اعتبرت أداء نذيرة محمد "تجسيدا لصمود المرأة الصحراوية"، فيما أشادت مقالات نقدية بإخراج إيمانيشي، الذي قدم "صورة حقيقية لمعاناة الشعب الصحراوي تحت نير الاحتلال".
كما أجمع النّقاد الدوليون، الذين تابعوا العرض على أن "ظل البدو" ليس مجرد فيلم آخر عن الهجرة أو البحث عن الهوية، بل عمل يعيد الاعتبار لقضية طمست طويلا من طرف المغرب بعدما حول الصحراء الغربية إلى فضاء للحرمان والصمت المفروض.
وفي سياق فعاليات التضامن مع القضية الصحراوية، ستحتضن مدينة دونستيا شمال إسبانيا، سلسلة من الفعاليات والأنشطة الثقافية والاجتماعية التي تهدف إلى تسليط الضوء على المعاناة المستمرة للشعب الصحراوي تحت نير الاحتلال المغربي.