ضمن معارك لا غالب فيها ولا مغلوب في ليبيا

حرب دعائية بين قوات السراج وحفتر

حرب دعائية بين قوات السراج وحفتر
  • القراءات: 633
م.م م.م

يستمر سجال الحرب بين قوات حكومة الوفاق الوطني الليبية وقوات المشير خليفة حفتر قويا، استخدم فيه المتحاربون المدفعية والطائرات بدون طيار والطائرات المقنبلة، دون أن يتمكن أيا منهما من حسم المعركة لصالحه أربعة أشهر منذ اندلاعها.

وأكدت مصادر حكومة الوفاق الوطني المعترف بها دوليا، ضمن حرب البيانات، بينها وبين قوات المشير خليفة حفتر، أن طائراتها الحربية تمكنت ليلة الجمعة إلى السبت من قصف قاعدة الجفرة الجوية التابعة لقوات خليفة حفتر في وسط البلاد ضمن ضربة قوية أخرى للجهد العسكري الذي تقوم به قوات هذا الأخير من أجل الإطاحة بحكومة غريمه الوزير الأول الليبي فايز السراج.

وأكدت قيادة القوات الحكومية أن طائراتها تمكنت من قصف هذه القاعدة التي تأوي عناصر قوات المرتزقة الذين تمكن خليفة حفتر من تجنيدهم في صفوف قواته ضمن عملية استعادة السيطرة على العاصمة طرابلس، وتم خلالها تدمير عدة طائرات بدون طيار كانت مخبأة في مخازن القاعدة الجوية.

وأكدت حكومة الوفاق أن هذه الطائرات تابعة لدولة أجنبية لم تحدد هويتها وإن كانت الإشارة واضحة إلى الإمارات العربية المتحدة التي سبق لحكومة الوفاق أن اتهمتها بدعم قوات حفتر في هجومه على العاصمة طرابلس.

وأضافت قوات حكومة الوفاق أن وحداتها تمكنت أيضا من تدمير مخزن للذخيرة الحربية لمختلف الأسلحة وطائرة "ايليوشين ـ 76" تجارية تستخدمها قوات المشير خليفة حفتر في نقل الذخيرة والمرتزقة ضمن هذه الحرب.

وثمنت قيادة القوات الليبية في العاصمة طرابلس هذه العمليات "النوعية" التي مكنتها من تدمير أهدافها بفضل ما وصفته بـ«المعلومات الاستخباراتية والعمليات العالية الدقة".

وتعيش ليبيا منذ الرابع أفريل الماضي على وقع حرب حقيقية بين القوات الحكومية وقوات المشير خليفة حفتر الذي قرر الزحف على العاصمة طرابلس بمبرر تطهيرها من عناصر التنظيمات الإرهابية التي قال إن حكومة الوفاق الوطني تقوم بحمايتها.

ويتبادل الجانبان تهما بتجنيد مرتزقة والاعتماد على دول أجنبية ضمن حرب بالوكالة يقوم الليبيون بتنفيذها خدمة لمصالح اقتصادية واستراتيجية لقوى إقليمية ودولية.

ولم تؤكد قوات خليفة حفتر ولم تنف هذه العمليات، في وقت أكدت قناة "ليبيا الحدث" المحسوبة على قوات الجيش الوطني الليبي على عملية قصف قاعدة الجفرة دون توضيحات أخرى.

وتكتسي هذه القاعدة الواقعة على بعد 600 كلم إلى الجنوب من العاصمة طرابلس أهمية استراتجية كبيرة في حسابات المتحاربين، وهو ما جعل قوات حفتر تبسط سيطرتها عليها وجعلت منها قاعدة لإدارة عملياتها العسكرية والقيام بعمليات الإمداد بين مدن شرق وغرب البلاد.

وأكدت قوات خليفة حفتر في سياق هذه الحرب الدعائية أنها تمكنت من تدمير أكثر من عشرة أهداف تم اختيارها بدقة من بينها قاعدة سيرت في شرق البلاد ومراكز لإدارة المعارك ومنصات الدفاعات الجوية ومخازن أسلحة، بالإضافة إلى مقر الكلية العسكرية في مصراتة الواقعة على بعد 200 كلم إلى الشرق من العاصمة الليبية.

وأكدت منظمة الصحة العالمية في آخر إحصائية لها، مقتل 1093 ليبي وإصابة أكثر من 6 آلاف آخرين منذ اندلاع المواجهات، إضافة إلى نزوح 105 آلاف شخص ممن وجدوا أنفسهم بين فكي كماشة نيران قوات المتحاربين.