للقضاء على خطر فيروس "كورونا"

حرب اللقاحات تشتعل من جديد بين مخابر الدواء العالمية

حرب اللقاحات تشتعل من جديد بين مخابر الدواء العالمية
حرب اللقاحات تشتعل من جديد بين مخابر الدواء العالمية
  • القراءات: 1152
م. م م. م

عادت الحرب الخفية بين مخابر الدواء العالمية قوية خلال اليومين الماضيين راح كل واحد منها يؤكد أنه على وشك إنتاج أول علاج لفيروس "كورونا" وسط مؤشرات  بتحقيق مكاسب بملايير الدولارات الأمريكية.

فمن بروكسل إلى برلين مرورا بلندن وباريس ووصولا إلى موسكو، تواترت تسريبات هذه المخابر مؤكدة أنها بدأت القيام بأولى التجارب السريرية على متطوعين ضمن آخر مرحلة للدخول في مرحلة الإنتاج الصناعي للقاحات مازالت مختلف الشعوب تنتظرها كآخر منقذ من تبعات هذا الفيروس الخفي الذي زرع الرعب في أوساط كل البشرية.

فبعد أن هدأت حرب البيانات بين مختلف المخابر الصيدلانية طيلة الشهر الماضي، ولكنها اشتعلت من جديد خلال اليومين الأخيرين وراح كل واحد منها يؤكد أن الخلاص من "كوفيدـ 19" في لقاحه وليس عند منافسيه. وأكدت سلطة الصحة الفيدرالية الألمانية أنها أعطت موافقتها لمخبر "كير فاك" الألماني للقيام بتجارب سريرية للقاح قالت إنه "مضمون وفعال" ضد هذا الفيروس للمواطنين الألمان ولغيرهم.

وأضاف المصدر الألماني أن التجارب تمت على 168 متطوعا يتمتعون بصحة جيدة بينهم 144 سيتم تلحقيهم طيلة الشهر ومتابعة مدى تحملهم لجرعات اللقاح والأعراض الجانبية المحتمل ظهورها ونتائج المناعة التي سيكتسبونها.

وفي محاولة منها لاحتكار هذا اللقاح فقد أكدت الحكومة الألمانية أنها ستدخل شريكا مع "كير فاك" بأكثر من 300 مليون أورو مقابل الحصول على 23 بالمئة من أسهم المخبر، بعد أن تأكدت أنه المخبر القادر على تحقيق السبق في إنتاج أول لقاح في العالم وضمن طريقة ذكية لمنع كل محاولة أجنبية لشراء براءة اختراع الدواء.

والإشارة واضحة باتجاه الولايات المتحدة التي لم يخف رئيسها، دونالد ترامب مع بدء تفشي وباء "كورونا" استعداده لدفع ملايين الدولارات لاحتكار كل لقاح يتم التوصل إلى إنتاجه بعد أن جعل من قضية مواجهة تفشي كورونا قضية تجارية محضة يحكمها عامل الربح والخسارة.

وكانت فرنسا وإيطاليا وألمانيا وهولندا وقعت اتفاقا مع مجموعة "استرا ـ زنيكا" الصيدلانية البريطانية صفقة لتموينها بأكثر من 300 مليون جرعة لقاح لم ينتج بعد. ودعت اورسيلا فون دير لاين، رئيسة اللجنة الأوروبية ضمن هذا المسعى الاحتكاري إلى تكثيف جهود مختلف الدول الأوروبية لتسريع التوصل إلى إنتاج أول لقاح وضمان حجزه حتى قبل التوصل إلى إنتاجه. ووضعت دول الاتحاد الأوروبي لذلك خطة بقيمة 2,4 مليار أورو  أسمتها "استراتيجية اللقاحات" وضعها وزراء الصحة بداية الأسبوع لضمان إنتاج وفير للقاحات موجهة لدول الاتحاد.

ولم تشأ السلطات الروسية البقاء خارج هذه الحرب الطبية عندما أكدت هي الأخرى، أمس، أنها بدأت تجارب سريرية على متطوعين لمشروعي لقاحين شمل 76 شخصا يتم إخضاعهم لفترة عزل طبي لمدة 28 يوما للوقوف على مدى نجاعة اللقاحين في وقف تطور الفيروس والحد من خطورته على حياة الإنسان وكذا الأعراض الجانبية التي يمكن أن تترتب عن تناول اللقاحين.

ويأتي الكشف عن هذه التجارب عشية القمة العالمية المنتظر عقدها يوم 27 من الشهر الجاري ضمن اجتماع قمة مكمل لقمة الدول المانحة في الرابع ماي الماضي والتي عقدت ذروة تفشي الوباء في كل العالم والتي تم خلالها الاتفاق على تحصيل حوالي 10 مليار دولار لتوفير الدواء لإنقاذ حياة 7,8 مليار نسمة في كل العالم.

وكان باحثون بريطانيون أكدوا من جهتهم أنهم سجلوا طفرة في معالجة المصابين بالوباء بفضل استعمال مركب دواء "ديكساميتازون" مما مكنهم من تقليص عدد الوفيات بأكثر من الثلث وخاصة لدى المرضى الذين وصفت حالاتهم بـ"الخطيرة جدا" جعل منظمة الصحة العالمية تثمن ما وصفته بالاختراق العلمي كون العلاج مكن من تقليص عدد الوفيات في صفوف الخاضعين لأجهزة التنفس الاصطناعي بشكل لافت.

وجاء ترحيب تيدروس ادهانوم جبريسيس المدير العام لمنظمة الصحة العالمية بهذا العلاج بعد أن كان وجه انتقادات للعلاج بدواء مركب "كلوروكين" الذي اعتمدته عديد دول العالم للحد من عدد الوفيات لديها وهو ما عرضه لموجة انتقادات حادة من طرف مخابر شجعت على استخدام هذا الدواء وإتهمته بالعمل لصالح لوبيات ومخابر دواء منافسة.