تزامنا مع بدء رفع الحجر الصحي في العالم

حرب اللقاحات تستعر بين الدول الكبرى

حرب اللقاحات تستعر بين الدول الكبرى
حرب اللقاحات تستعر بين الدول الكبرى
  • القراءات: 855
م. مرشدي م. مرشدي

بمجرد أن شرعت مختلف دول العالم في الخروج التدريجي من قيود الحجر الصحي الذي فرضه فيروس "كورونا"، تمهيدا لعودة الحياة إلى سياقها الطبيعي، عادت "الحرب الخفية" بين الدول الكبرى ومختبراتها الصيدلانية لإنتاج أول لقاح تكتسح به الأسواق العالمية بالنظر إلى حاجة البشرية إلى دواء يخلصها من شبح هذه الجائحة.

وتوالت بيانات الدول والمخابر العالمية بشكل لافت خلال اليومين الأخيرين كاشفة عن درجة التقدم التي بلغتها في سياق إنتاج أول علاج للوباء الذي أودى إلى غاية أمس بحياة أكثر من ربع مليون نسمة بينما مازال أكثر من 3,5 ملايين مصاب من 193 دولة يترقبون مصيرهم  بين الموت المحتوم أو الأمل في إمكانية النجاة بلقاحات وعلاجات أكدت فعاليتها في معالجة فيروسات أخرى اجتاحت مناطق العالم خلال العقود الأخيرة.

ويبدو أن شركة الدواء الألمانية "بيونتك" قطعت مرحلة متقدمة على طريق إنتاج أول لقاح عندما أكدت أنها حصلت على موافقة رسمية في برلين للبدء في إجراء أولى التجارب السريرية للقاح "بي. أن. تي ـ 162" الذي أكدت أنها طورته في مخابرها ضد الفيروس.

وبنفس السرعة لم تتأخر جامعة "أوكسفورد" البريطانية الشهيرة في الترويج من جهتها وقبل الأوان للقاح "ChAdOx1" الذي توشك على وضع تركيبته وأكدت انه يبقى "الأنجع" في محاربة فيروس "كوفيد ـ19" انطلاقا من النتائج المحصل عليها من أولى مراحل التجارب البشرية والتي ينتظر أن تكشف عنها منتصف الشهر القادم بدلا من شهر سبتمبر الذي سبق أن حددته للكشف عن مدى تجاوب المصابين مع هذا اللقاح.

ولم تبق مسالة إنتاج هذا اللقاح قضية جامعة "أكسفورد" لوحدها بل تبنته الحكومة البريطانية التي  سارعت إلى تخصيص 25 مليون أورو لدعم أبحاثها  ويكون للمملكة المتحدة السبق في التوصل إلى إنتاج أول لقاح بدلا من ألمانيا والولايات المتحدة.

ولم تشأ هذه الأخيرة البقاء خارج اطار هذه اللعبة وجعلت كتابة الخارجية الأمريكية  تؤكد أن واشنطن أنفقت هي الأخرى اكثر من مليار دولار لتطوير لقاح ضد فيروس "كوفيد-19" بشراكة مع قطاع صناعة الأدوية المحلي والعالمي.

وأكدت الخارجية الأمريكية في هذا الشأن بوجود مشروعين للقاحين اثنين رعت الحكومة الأمريكية جهود تطويرهما دخلا المرحلة الأولى من التجارب السريرية وقد تم تطوير أحدهما بشراكة مع التحالف الدولي للقاحات والتحصين الموجود مقره  بالعاصمة النرويجية.

ولكن السؤال المحوري في كل ذلك يبقى متى يتم إنتاج اللقاح ويصبح في متناول البشرية على اعتبار أن التجارب السريرية لم تعد تخيف كورونا المواصل انتشاره في كل بقاع الدنيا؟

ففي الوقت الذي أكد فيه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أنه يتوقع إنتاج اللقاح بحلول نهاية العام الجاري وقال إنه واثق جدا في إمكانية تحقيق  هذا الإنجاز إلا أن وزير الصحة الألماني، ينس شبان، بدا واقعيا عندما أكد أنه "سيكون مسرورا إذا نجح الأمر خلال شهور وقال أن تطوير هذ اللقاح يمكن أن يستغرق سنوات. في نفس سياق تصريح وزيرة البحث العلمي الألمانية، أنيا كارليتسيك، التي حذرت من المبالغة في التوقعات بشأن تطوير هذا اللقاح خلال فترة قصيرة وأنه لا ينبغي أن ننتظر "معجزة" قبل منتصف العام القادم على أقرب تقدير.