اختتام فعاليات أيام الإعلام الإفريقي للتغيرات المناخية

حديث عن نقص المعطيات والمدن المرنة

حديث عن نقص المعطيات والمدن المرنة
  • القراءات: 507
هشام. ب هشام. ب

اختتمت أول أمس الجمعة، بمدينة جنيف السويسرية فعاليات أيام الإعلام الإفريقي الخاصة بالتغيرات المناخية بعد خمسة أيام من العمل تم خلالها إثارة ومناقشة الكثير من التحديات التي تواجهها الدول الإفريقية في مواجهة مخاطر التغيرات المناخية وأهمها ضعف الموارد المالية، ونقص المعطيات والاستماع إلى عرض الكثير من الخبراء حول مختلف المسائل المتعلقة بهذه الظاهرة كالهجرة والمدن المرنة القادرة على المواجهة.

وجرت فعاليات اليوم الأول بقصر هيئة الأمم المتحدة ثم بمقر المنظمة العالمية للأرصاد الجوية، التي احتضنت فعاليات اليومين الثاني والثالث، أما اليومان الأخيران فقد خصصها المنظمون لزيارة جامعة "أو،بي أف أل" المرموقة، حيث استمع المشاركون إلى محاضرة الأستاذ جيروم، حول المدن الذكية وتبادلوا معه  النقاش حول واقع هذه المدن في القارة الإفريقية.

من بين أهم المشاكل التي تواجهها الدول الإفريقية هو نقص المعطيات والمعلومات الخاصة بالمناخ في هذه المنطقة، حيث أكد الباحث والفران موفوما، عن المنظمة الدولية للأرصاد الجوية، أنه باستثناء دول شمال إفريقيا فإن أغلب الدول الإفريقية لا تملك أنظمة رصد جوي جيدة يسمح لها برصد حالة الطقس والتنبؤ به، وأخرى ليست لها حتى الإمكانيات لإعداد نشرة جوية وهو عائق كبير يقوض كل مساعي هذه الدول في مواجهة التغيرات المناخية، ويعرقل عمل الباحثين الدوليين المكلفين بإعداد تقارير علمية حول هذه الظاهرة التي استفحلت خلال السنوات الأخيرة.

كما أثار المشاركون مشكلة نقص الدعم المالي الموجه لمواجهة التغيرات المناخية في الكثير من الدول وتملص القوى الكبرى في تمويل صناديق المناخ التي تم إنشاؤها لمساعدة الدولة الفقيرة في تمويل برامجها الخاصة بالتأقلم على غرار الصندوق الأخضر للمناخ وصندوق التأقلم مع التغيرات المناخية التي تأخرت كثيرا في تقديم الدعم، وهو ما أكده الباحث الإيراني أمير ديلوج الخبير في التغيرات المناخية.

وتحدث ديلوج في معرض حديثه عن المفاوضات التي تجريها دول العالم كل عام في إطار الندوة الدولية للتغيرات المناخية، حيث أكد بأن هناك عدة تحديات تواجه الدول الفقيرة في الدفاع عن مصالحها بسبب وجود تكتلات تسيطر على مسار المفاوضات على غرار المجموعة الأوروبية التي تحاول دائما كسب المعارك سياسيا من خلال تقديم الوعود دون تنفيذها على أرض الواقع.

بالإضافة إلى ضعف الدعم المالي وقلة المعطيات،تعرف الدول الإفريقية تفاقم ظاهرة الهجرة بسبب الظواهر المناخية المتطرفة على غرار الزلازل والفيضانات، حيث أكد الخبير والتر كالين، عن المنظمة الدولية للهجرة أن هناك 28 مليون شخص في العالم يضطر كل عام للهجرة بسبب الكوارث الطبيعية 15 بالمائة منهم في إفريقيا وخاصة في دول الساحل حيث قال: "الظواهر المناخية المتطرفة أصبحت تحدث باستمرار وبشدة في عالمنا اليوم وهي تضطر الكثيرين إلى الهجرة وذلك يعتبر عبئا كبيرا على حكومات الدول الفقيرة".

وحسب توقعات الخبراء في التغيرات المناخية فإن كل دول العالم تواجه مخاطر الظواهر المتطرفة بسبب التغيرات المناخية وفي هذا الصدد قالت المديرة العامة للبرنامج الأممي، للتخفيف من مخاطر الكوارث بريجيت ليوني أن هناك العديد من المدن الساحلية مهددة بخطر التسونامي، وقالت في تصريح لـ "المساء" أن الجزائر ليست في منأى عن ذلك وأن الحكومات مطالبة باتخاذ التدابير الضرورية لذلك.

وانتهت أيام الإعلام الإفريقي الخاص بالتغيرات المناخية،بالإعلان عن ميلاد شبكة الصحفيين الإفريقيين المختصين في قضايا البيئة والتغيرات المناخية التي تضم حاليا 14 صحفيا من 14 دولة إفريقية التي تعمل بالشراكة مع جمعية إفريقيا 21 وهي تحضر لإبرام شراكة مع برنامج الأمم المتحدة للبيئة والمنظمة الدولية للأرصاد الجوية.   

على هامش هذه الأيام التي نظمتها جمعية "إفريقيا 21" قام الوفد الصحفي بزيارة للبرلمان السويسري بمدينة برن العاصمة، حيث حظي باستقبال السيد كلاوديو فيشر،رئيس العلاقات الدولية للمجلس الفدرالي الذي قدم عرضا حول آليات سير النظام السياسي السويسري الذي يعتبر فريدا في العالم و تحدث السيد فيشر عن الإجراءات والقوانين التي صادق عليها البرلمان السويسري في مجال الحفاظ على البيئة، علما أن البرلمان السويسري يضم 19 نائبا يمثلون حزبين ينشطان في مجال البيئة وهما الحزب الإيكولوجي السويسري والحزب الأخضر الليبرالي.