بعد مقتل 18 جنديا إسرائيليا في غزة

جيش الاحتلال يستفيق على زيف حقيقة قوته

جيش الاحتلال يستفيق على زيف حقيقة قوته
  • القراءات: 838
م.مرشدي م.مرشدي
ندما تضرب المقاومة الفلسطينية قلب قوة غيلاني، رأس حربة القوات الخاصة الإسرائيلية، فتلك قمّة الابتهاج لدى الفلسطينيين لأنهم تمكنوا لأول مرة من دحض مقولة الجيش الذي لا يُقهر، وتحول بفعل إرادتهم إلى الجيش المندحر.
فليس من السهل أن تقتل 13 جنديا في يوم واحد من عناصر هذه القوة التي تتباهى إسرائيل بها في ترعيب الجيوش العربية، قبل أن يتأكد أنها مجرد "قوة من كارتون" ويكفي فقط مواجهتها الند للند حتى يتأكد زيف الهالة الإعلامية المحاطة بها.
وبقدر ما كان القضاء على 13 جنديا إسرائيليا من هذه القوة ضربة لتعداد جيش الاحتلال، فهي قبل ذلك ضربة للروح القتالية للجنود الإسرائيليين في الوحدات الأخرى الذين توجه الآلاف منهم إلى قطاع غزة، وهم لا يعرفون مبررا مقنعا واحدا يجعلهم يصمدون في وجه مقاومة غيّرت أساليبها القتالية.
فقد تيقن جنود الاحتلال أن دخول قطاع غزة لا يعني بالضرورة مغادرتها سالمين، يقتلون ويعبثون كيفما يشاؤون ويدمرون ثم يعودون غانمين مبتهجين بنصرهم المزعوم. وكان لوقوف عناصر المقاومة الفلسطينية فوق رؤوس وحدات غيلاني، مع عامل المفاجأة الذي أحدثه مثل هذا الإنجاز الميداني، فتلك الفاجعة التي لم يكن عناصره يتوقعونها أو حتى يتصورونها لولا جثث زملائهم الذين حملوهم سرا في نعوش مشمّعة.
وعندما اعترفت قيادة جيش الاحتلال أن 150 جنديا أصيبوا في معركة ما وراء الحدود الدولية، وإصابة 11 منهم بجروح "جد خطيرة" فإن ذلك يعكس درجة الاستعداد النفسي للجندي الإسرائيلي في مواجهة إرادة المقاومة لدى عناصر المقاومة الفلسطينية.
ومهما يكن فإن العقيدة العسكرية لجيش الاحتلال ستتغير على خلفية المفاجآت التي صنعتها المقاومة الفلسطينية، سواء بدكها لأهداف على بعد مئات الكيلومترات بصورايخ القسام أو بفضل خطط المواجهة الميدانية التي فرضت عليه.
وهي الخطط التي لا يريدها الجندي الإسرائيلي الذي يفضّل عادة القنبلة الجوية والبرية، أما معارك المواجهة المفتوحة والقتال المتلاحم فهو ما يمقته بسبب حبّه للحياة على الموت المحتوم.
والواقع أن انتكاسة القوات الإسرائيلية كان لها وقعها على المجتمع الإسرائيلي الذي استفاق على زيف حقيقة جيشه الذي لا يقهر، ودخل في حالة حزن واكتئاب مرضي وهو يقوم بدفن رفات جنوده ليلا بعيدا عن الأعين وفي محاولة يائسة للمحافظة على معنويات شعب يحن لحياة الملاجئ كلما دوّت صافرات إنذار حتى وإن كانت كاذبة.
ولم تخطئ الصحف الإسرائيلية بمختلف توجهاتها للقول أمس، أن الكيان عاش يوما أسود منذ حرب جنوب لبنان قبل ثماني سنوات، وسيكون قاتم السواد لو تأكد وقوع الجندي شاؤول أرون، في أسر كتائب عز الدين القسام، في تكرار لمسلسل سابقه جلعاد شاليط، الذي شكل نقطة سوداء في تاريخ الجيش الإسرائيلي وجهاز الموساد الذي عجز عن تحديد مكان أسره.