تداعيات الأزمة الأمنية والسياسية في ليبيا

جولة مفاوضات "الفرصة الأخيرة" تنطلق اليوم بجنيف

جولة مفاوضات "الفرصة الأخيرة" تنطلق اليوم بجنيف
  • القراءات: 924
لم يتمكن المبعوث الاممي إلى ليبيا برناردينو ليون، من إقناع المؤتمر الوطني العام بحضور جولة المفاوضات التي يرعاها بين الفرقاء الليبيين والتي ينتظر أن تنطلق اليوم بمدينة جنيف السويسرية، على أمل توصل أطراف الأزمة الليبية إلى اتفاق بتشكيل حكومة وحدة وطنية.
ورغم المفاوضات التي أجراها ليون، مع وفد عن المؤتمر الوطني العام بمدينة اسطنبول التركية لهذا الغرض مساء الثلاثاء، إلا أن اللقاء لم ينته إلى أية نتيجة بعد أن أرجأ برلمان طرابلس الحسم في موقفه إلا بعد العودة إلى رئاسته التي عقدت اجتماعا طارئا لاتخاذ موقف نهائي. واكتفت بعثة الأمم المتحدة إلى ليبيا في بيان أصدرته مباشرة بعد هذا اللقاء بالإشارة إلى أن ليون، أثار خلال لقائه بأعضاء وفد برلمان طرابلس الخلافات القائمة ولكنه لم يتمكن من بحث كل المسائل الخلافية المطروحة.
وألح المبعوث الاممي خلال لقاء اسطنبول، على ضرورة مشاركة المؤتمر العام في هذه الجولة التي يعلق عليها آمالا كبيرة من أجل تحقيق اختراق في مساعيه وخاصة ما تعلق بتشكيل حكومة وحدة وطنية تشارك فيها كل الأطراف السياسية. ويراهن ليون، على تشكيل هذه الحكومة لأنها ستكون بمثابة بداية لإنهاء حالة انقسام السلطة في ليبيا بين هيئات تدعي أحقيتها بقيادة هذا البلد واحدة في العاصمة طرابلس، وأخرى في طبرق وهو ما عمّق الخلافات وزاد في حدة الصراع السياسي وحتى العسكري بين فرقاء الحرب في ليبيا.
والمؤكد أن نجاح ليون في تحقيق هذه الخطوة سيكون إنجازا يحسب له على اعتبار أن تشكيل حكومة الوحدة سيضع ليبيا على سكة الخروج من الأزمة، إذا سلّمنا أن مليشيات مسلحة كثيرة محسوبة على الحكومتين والبرلمانيين عززت الشرخ السياسي والأمني في بلد أصبح مهددا في وحدته الترابية بالنظر إلى التجاذبات السياسية التي تتقاذفه يمينا وشمالا. وإدراك المبعوث الأممي لأهمية مشاركة سلطات طرابلس في أية ترتيبات سياسية قادمة جعله يستعمل عبارات مهادنة تجاه المؤتمر الوطني العام، حاثا إياه على "المشاركة والتباحث وعرض وجهات نظره ومواصلة البحث عن تسوية ممكنة".
ورغم أن ما جرى في لقاء مدينة اسطنبول بقي طي الكتمان ويجهل ما دار فيه وخاصة ما عرضه ليون، على وفد المؤتمر الوطني العام إلا أن ذلك لا يمنع من القول إن سلطات طرابلس وجدت نفسها وسط ضغوط كبيرة من أجل المشاركة في جولة اليوم وخاصة في ظل تنامي تهديدات تنظيم الدولة الإسلامية، على كل تركيبة الخارطة السياسية والأمنية الليبية سواء في طبرق أو طرابلس وحتى في بنغازي ودرنة وسيرت.
كما أن المجموعة الدولية أصبحت تنظر إلى المؤتمر الوطني العام، على أنه المسؤول الأول عن تأخير تجسيد بنود اتفاق السلم والمصالحة الوطنية بسبب شروطه التي وضعها قبل توقيعه على نص هذا الاتفاق. وينتظر أن تتناول جولة مفاوضات اليوم في حال شارك فيها المؤتمر الوطني العام تقديم أسماء الشخصيات التي يقترحها كل طرف لكي تكون في تشكيلة حكومة الوحدة الوطنية.
وهو المبتغى الذي تريد الأمم المتحدة تحقيقه قبل 20 سبتمبر الجاري، قبل أن تباشر عملها شهرا بعد ذلك. يذكر أن برلمان طبرق صادق أول أمس، على أسماء 12 مرشحا من بينهم سيدة واحدة وضمنهم عبد الرحمن شلقم، وزير الخارجية الليبي الأسبق وممثلها الرسمي في الأمم المتحدة قبل أن ينشق عن نظام العقيد الليبي في فيفري 2011.