بعد أن وصفها الرئيس ترامب بـ «الحثالة»

جولة قادمة لكاتب الخارجية الأمريكي إلى إفريقيا

جولة قادمة لكاتب الخارجية الأمريكي إلى إفريقيا
  • القراءات: 513
م. مرشدي م. مرشدي

كشف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن جولة إفريقية سيقوم بها وزيره للخارجية ريكس تليرسون شهر مارس القادم، تشمل عددا من دول القارة، ضمن أول خرجة يقوم بها إلى إفريقيا منذ تعيينه كاتبا للخارجية الأمريكية.

ولم يحدد الرئيس ترامب في رسالة بعث بها إلى قمة الاتحاد الإفريقي في دورتها الثلاثين بالعاصمة الإثيوبية، الدول التي ستشملها جولة تليرسون، واكتفى بالقول إنها ستكون جولة طويلة؛ في تلميح إلى أن عدد الدول المعنية سيكون كبيرا أيضا.

وكشف الرئيس الأمريكي عن هذه الجولة في مراسلة إلى قادة الدول الإفريقية بمناسبة انعقاد قمتهم الثلاثين ليعبر لهم عن احترامه العميق للأفارقة، أنه مستعد لاستقبال رؤسائهم في البيت البيض متى شاءوا.

وأراد الرئيس الأمريكي من وراء هذه الالتفاتة، التكفير عما بدر منه من تصريحات جارحة باتجاه قارة إفريقيا ودولها والنعوت الشنيعة التي كالها لها قبل أسبوعين، وصف من خلال الدول الإفريقية  بـ «الحثالة» متسائلا: «لماذا يهاجر السود والهنود إلى الولايات المتحدة وليس النرويجيين»؛ في إيحاء حمل حقدا دفينا وعنصرية غير مبررة تجاه الأفارقة وحتى السود الأمريكيين الذين ينحدرون من هذه القارة.

وأضاف الرئيس الأمريكي متقلب الأطوار والمثير للجدل بسبب مواقفه وتصريحاته الارتجالية في رسالته إلى القمة الإفريقية، أن الولايات المتحدة تحترم الشراكات والقيم  التي تتقاسمها مع الاتحاد الإفريقي والدول الأعضاء فيه والمواطنين الأفارقة في كل مناطق القارة، قبل أن يختم رسالته التي تم تداولها على نطاق واسع على مختلف شبكات التواصل الاجتماعي، بأنه حريص على تأكيد أن الولايات المتحدة تحترم الأفارقة».

وكشف الرئيس دونالد ترامب في سياق هذه الرسالة، عن تواجد عسكري أمريكي في القارة لم يسبق الحديث عنه بشكل رسمي. وقال مؤكدا على عمق العلاقات الأمريكية ـ الإفريقية، «إن جنودنا يحاربون جنبا إلى جنب نظرائهم الأفارقة من أجل القضاء على الإرهاب. كما أننا نعمل سويا من أجل تكثيف التجارة الحرة بيننا بشكل عادل».

وكان سفراء مختلف الدول الإفريقية المعتمدون في الولايات المتحدة والأمم المتحدة، أصدروا بيانا شديد اللهجة يوم 13 جانفي الجاري، نددوا من خلاله بتصريحات الرئيس ترامب، الذي وصف الدول الإفريقية وهايتي والسلفادور بـ «الحثالة « وبلدان...»، قبل أن يعقدوا اجتماعا مع سفيرة الولايات المتحدة في الأمم المتحدة نيكي هالي، عبّروا لها عن سخطهم إزاء هذه التصريحات، وطالبوها باعتذار رسمي على ما صدر من الرئيس ترامب من عبارات خرجت عن إطار اللباقة الدبلوماسية.

ورفضت هايلي الاعتذار، واكتفت فقط بـ «التأسف» على تصريحات رئسيها، وأكدت أنها ستقوم بنقل الانشغال الإفريقي إلى الرئيس ترامب، قبل أن يتم نصحها باستغلال موعد انعقاد قمة الاتحاد الإفريقي لتوجيه رسالة تحية للقمة والمشاركين فيها، وهو ما فعله الرئيس ترامب.

ولكن مصادر إفريقية بالعاصمة الإثيوبية أكدت أن القادة الأفارقة من المحتمل أن يضمنوا بيانهم الختامي مساء اليوم بإصدار تنديد بتصريحات الرئيس الأمريكي، التي لم يسبق لأي رئيس أمريكي أن فعلها، بل إن سابقه الرئيس باراك أوباما حرص طيلة سنوات حكمه، على إيلاء أهمية خاصة للقارة الإفريقية، واعتبرها بمثابة عمق استراتيجي للولايات المتحدة بعد أن أدرك حقيقة التنافس الاقتصادي والاستراتيجي على قارة توصف بـ «العذراء».