الانتخابات الأمريكية

جو بايدن يستفيق من كبوته ويستعيد المبادرة إلى البيت الأبيض

جو بايدن يستفيق من كبوته ويستعيد المبادرة إلى البيت الأبيض
  • القراءات: 741
م. م م. م

كان ”الثلاثاء الكبير” أول أمس، بمثابة المنعرج الحاسم بالنسبة للمرشح الديمقراطي، جو بايدن بتحقيقه لأكبر إنجاز انتخابي بفوزه بأصوات أكبر عدد من ممثلي الولايات الأمريكية بما قد يؤهله لقيادة الحزب الديمقراطي لخوض السباق إلى البيت الأبيض في الثالث نوفمبر القادم، أمام منافسه الجمهوري، الرئيس الحالي، دونالد ترامب.

وتمكن نائب الرئيس الأمريكي السابق، باراك أوباما من تحقيق فوزه على منافسه بيرني ساندرز بمناسبة الانتخابات الأولية لحزبه التي شملت أول أمس 14 ولاية التي شاركت في ”الثلاثاء الكبير” الذي تعد نتيجته في عرف الانتخابات الأمريكية بمثابة مؤشر لمن يبتسم له الحظ للجلوس على مقعد البيت الأبيض في العشرين جانفي من العام القادم.

وتمكن بادين من خلط الأوراق الانتخابية لمنافسيه والعودة بقوة إلى واجهة الحزب الديمقراطي بعد أن ضمن انتخابات ولاية كارولينا الجنوبية الذي تضم أكبر وعاء انتخابي للأمريكيين من أصول إفريقية والذي يبقى الورقة الرابحة للحزب الديمقراطي في كل المواعيد الانتخابية.

وزاده قوة انسحاب مرشحين من هذه الإنتخابات أمثال، بيت بيتيجايج وعضوة مجلس الشيوخ، السيناتورة، إمي كلوبيشار والمرشح، بيتو أورورك الذين قرروا الانضمام إلى صف جو بادين على حساب بيرني ساندرز الذي حذر من جهته الناخبين الديمقراطيين بأن المراهنة على جو بايدن يعني بصورة تلقائية تمهيد الطريق أمام الرئيس، ونال ترامب لضمان عهدة رئاسية ثانية.

وجعلت هذه النتيجة، متتبعين لأطوار الانتخابات الأولية الأمريكية يصفونه دون بادين بالفنيق الذي انبعث من رماده بعد انتكاساته في بداية هذه الانتخابات وخاصة بولايتي نيوهامشير وإيوا والتي أرجعها إلى التركيبة البشرية في هاتين الولايتين والمنحدر سكانها من عرقيات وأجناس ليست بالضرورة من أنصار الحزب الديمقراطي.

وتمكن بايدن من تحقيق عودة قوية رشحه متتبعون لأن يكون المنافس المحتمل للرئيس الأمريكي الحالي رغم المقاومة التي مازال يبديها، بيرني ساندرز الملقب بـ«المرشح اليساري” لخلط الأوراق والفوز بتزكية الناخبين الكبار في مختلف الولايات الأمريكية.

واستطاع بايدن تحقيق فوز مؤثر في صيرورة انتخابات الحزب الديمقراطي ضمن تحول خالف كل التوقعات التي سادت أوساط الحزب قبل أسبوعين، والتي رشحت ساندرز لأن يكون مرشح حزب الحمار” الذي يأمل أن يكون الرئيس الأمريكي السادس والأربعين في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية.

وحقق نائب الرئيس الأمريكي السابق هذا الإنجاز بعد أن فاز بولاية تكساس التي تضم أكبر عدد من الممثلين الانتخابيين الذين عادة ما يحسمون نتائج الانتخابات في هذا البلد، بالإضافة إلى ولايات فرجينيا وكارولينا الجنوبية وألباما وأوكلاهما وتنيسي وأركنساس ومينيسوتا وماساشوستس، حيث شارك ملايين الناخبين الأمريكيين في عملية التصويت بمناسبة ”الثلاثاء الكبير” لاختيار مرشح الحزب.

ورشحت توقعات أخرى، ساندرز المرشح الديمقراطي الأكثر يسارية والبالغ من العمر 78 عاما، الفوز بأصوات ممثلي ولاية كاليفورنيا التي تبقى حاسمة في الحسابات الإنتخابية، وجعلت هذا الأخير يطمئن أنصاره بأنه ”سينجح في رهانه النهائي والفوز بالانتخابات الأولية وهزم الرئيس الأكثر خطورة في تاريخ الولايات المتحدة”.

وبنفس درجة الثقة، راح جو بايدن المتمرس على خبايا السياسة في أمريكا، مقارنة بمنافسيه الآخرين في الحزب الديمقراطي يقدم نفسه  كمرشح ضامن للنتيجة النهائية في مقابل ما وصفها بـ«الوعود الثورية ” التي حملها ساندرز في بلد يبقى رمز الرأسمالية والعالم الحر.

ومهما كانت خبايا اللعبة الإنتخابية الأمريكية، فإن نتيجة ”الثلاثاء الكبير” أعطت صورة تقريبية لمشهد ”المعاهدة الديمقراطية” المقررة لشهر جويلية القادم والتي سيتم خلالها وبصفة نهائية تحديد اسم مرشح الحزب الديمقراطي لخوض السباق إلى البيت الأبيض.