اقتحمه بدباباته وآلياته العسكرية وطرد المرضى والأطفال إلى الشارع

"جريمة ضد الإنسانية" يقترفها الكيان الصهيوني في مجمع الشفاء الطبي

"جريمة ضد الإنسانية" يقترفها الكيان الصهيوني في مجمع الشفاء الطبي
  • القراءات: 650
ص. م ص. م

❊ قوات الاحتلال تقطع الماء والكهرباء والأوكسجين عن كل أقسام المستشفى

"جريمة حرب" و"جريمة ضد الإنسانية" أقل وصف يمكن إطلاقه على ما اقترفته قوات الاحتلال الصهيوني في حق المتواجدين بمجمع الشفاء الطبي من أطباء ومرضى وجرحى ونازحين وقد اقتحمته بأبشع الطرق وتعدت على الطابع القدسي للمستشفيات باعتبارها منشآت مدنية محمية بموجب القانون الدولي.

اقتحمت قوات الاحتلال الصهيوني، التي تبحث منذ 40 يوما عن صور "نصر" تقدّمها لرأيها العام الداخلي وللعالم، فجر أمس، مجمع الشفاء الطبي بغزة بعد أيام من حصاره من جميع الاتجاهات وسط هجمات وإطلاق نار كثيف في محيطه ودهسوا بآلياتهم العسكرية كل ما جاء في طريقهم من سيارات المدنيين وأبوابه وحتى الشجر والحجر.

وكشفت السلطات الصحية في غزة عن مشاهد مفزعة ومرعبة يندى لها جبين الانسانية تلخص مدى بشاعة هذا المحتل الصهيوني الماضي في إبادة سكان غزة وتطهيرهم عرقيا أمام أنظار العالم الذي لا زال عاجزا عن اتخاذ خطوة جريئة تنهي واحدة من أبشع مآسي الإنسانية في العصر الحديث ويكتفي فقط بالتنديد والاستنكار.

وأكد المكتب الإعلامي الحكومي أن قوات الاحتلال اعتدت بالضرب على عديد المرضى والجرحى والنازحين وعدد من الطواقم الطبية داخل مجمع الشفاء وأجبروهم على خلع ملابسهم ورفع أياديهم موجهين لهم الإهانة والشتائم. وطلبوا من الطواقم الطبية النزول من أماكن عملهم في المباني الطبية من أجل إجراء التحقيق معهم تحت تهديد القتل والسلاح.

كما أكد نفس المصدر أن جنود الاحتلال أخذوا صورا "إنسانية" لإظهار أنهم جاؤوا لتقديم المساعدة للمستشفى والمرضى، ولكن بنادقهم وسلاحهم وعتادهم العسكري يؤكد أنهم نزلوا إلى المستشفى لتنفيذ عملية عسكرية في جريمة واضحة تهدّد حياة الطواقم الطبية والجرحى والنازحين.

وأقدم جنود الاحتلال على طرد عدد من الأطفال وبعض المرضى إلى الشارع وحرمانهم من تلقي العلاج وتركوهم يواجهون مصير الموت تحت القصف والقتل تحت تهديد السلاح والقناصة والطائرات المسيرة القاتلة.

المكتب الإعلامي الحكومي: الاحتلال يتحمّل مسؤولية سلامة المتواجدين في مجمع الشفاء

وأمام هذا الوضع المأساوي والمؤلم، حمل المكتب الإعلامي الحكومي في غزة الاحتلال الصهيوني المسؤولية الكاملة تجاه حياة وسلامية الطواقم الطبية والجرحى والمرضى والأطفال الخدج والنازحين، وقال إن ما تقترفه قوات الاحتلال في مشفى الشفاء الطبي جريمة حرب، وجريمة ضد الانسانية.   

أما مدير المشفى، محمد أبو سلمية، فقد دحض كل أكاذيب الاحتلال التي يريد من خلالها تلميع صورته والظهور بمظهر إنساني، بعد أن أكد في تصريحات أمس أن جيش الاحتلال المتواجد بمبنى غسيل الكلى لم يكلف نفسه بإحضار الوقود لإعانة المرضى، بل أنه قطع المياه والكهرباء والأوكسجين عن كل أقسام المستشفى ويطلق النار على كل من يتحرك.

كما أكد أن أقسام المستشفى مغلقة على المحتجزين ولا يمكن الخروج منها أو الدخول إليها ولا يمكن التواصل مع الأطباء للاستفسار عن وضع المرضى خاصة الأطفال الخدج، بل حذر من أن جروح المصابين بدأت تتعف بشكل كبير ورائحة الموت تفوح من كل مكان.

ويضم مجمع الشفاء الطبي 1500 مواطن بين طواقم طبية ومرضى وجرحى من ضمنهم أطفال خدج ونحو 7 آلاف نازح في ظروف صعبة نتيجة انقطاع التيار الكهربائي وخروج المستشفى عن الخدمة بعد نفاذ الوقود.

ويتعرض مجمع الشفاء الطبي لحصار مشدّد لليوم السادس على التوالي  وخرج عن الخدمة بسبب انقطاع التيار الكهربائي والمياه بسبب نفاد الوقود وعدم السماح لمركبات الإسعاف من الخروج منه أو الدخول إليه  كما تعرضت معظم مبانيه للقصف من قبل طائرات الاحتلال ومدفعيته.

واستشهد أكثر من أربعين فلسطينيا من المصابين والمرضى في وحدة العناية المكثفة وأطفال خدج جراء انقطاع الأوكسجين بسبب قصف محطة التوليد ونفاد الوقود في المجمع، في وقت جرى فيه الحديث عن دخول أول شاحنة محملة بالوقود، لكن الأمم المتحدة أكدت أنها غير كافية تماما لتلبية الاحتياجات الهائلة من هذه المادة وخاصة وأن إسرائيل تضيق الخناق على عملية توزيعها وإيصالها إلى مستحقيها.

وبسبب استهداف قوات الاحتلال لكل ما يتحرك في ساحات المستشفى وعدم السماح لأحد بالخروج منه أو الدخول إليه، دفنت جثامين 179 شهيد في قبر جماعي داخل المجمع، فيما لا تزال عشرات الجثامين تنتشر في ساحات وممرات المستشفى جراء انقطاع التيار الكهربائي عن ثلاجات الموتى  مع عدم السماح بدخول أي كمية من الوقود إلى قطاع غزة منذ بدء العدوان في السابع اكتوبر الماضي.

وإلى جانب مستشفى الشفاء الذي يروّج الاحتلال جاهدا لإقناع العالم بأنه مقر تابع للمقاومة لتبرير تدميره وقتل من فيهم، يواصل هذا الاحتلال هجمته الدنيئة على باقي مشافي غزة من القدس إلى الاندونيسي والرنتيسي والأقصى.. التي توجد جميعا في مرمى نيران المدفعية الصهيونية والطائرات الحربية التي لا تتوانى في دكها في أي لحظة.

وقد أكد مدير مستشفى شهداء الأقصى، إياد أبو زاهر، في تصريحات إعلامية أمس أن المستشفيات في غزة أصبحت مقابر جماعية، حيث بات القائمون عليها عاجزين عن تقديم الخدمات للجرحى، إلى درجة أن المياه التي تصل إلى الأطفال في الحاضنات غير صالحة للشرب، بما جعله يطالب العالم بأن يراجع إنسانيته.

وذكر بأن السلطات الصحية في غزة طالبت مرارا وتكرارا بإرسال لجان تحقيق أممية ودولية للتحقق من زيف الرواية الصهيونية بوجود عسكرين بالمستشفيات لكن لا حياة لمن تنادي. وتواصل قوات الاحتلال اقتراف سلسلة مجازر ومذابح لا متناهية بقصف المباني السكينة ومنازل المواطنين ومراكز الايواء والمدارس والمساجد والكنائس، مخلفة في كل مرة وعلى مدار 40 يوما متوالية سقوط المئات يوميا من شهداء وجرحى والعشرات تحت الأنقاض غالبيتهم العظمى من الأطفال والنساء العزل.

 


 

صدمة أممية أمام رعب المذبحة الصهيونية المتواصلة.. تنديد متصاعد باقتحام قوات الاحتلال مجمّع الشفاء في غزة

أثار اقتحام قوات الاحتلال العنيف لمجمع الشفاء الطبي في غزة، فجر أمس، وتهديد حياة كل من فيه من أطباء وجرحى ومرضى ونازحين يعدون بالآلاف، موجة استنكار دولية عارمة لما يقترفه هذا المحتل المختل من محرقة متواصلة أودت لحد ساعة بحياة أكثر من 11 ألف شهيد فلسطيني.

قال وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، مارتن غريفيث، في بيان له، أمس، أنه "مع وصول المذبحة الصهيونية في غزة إلى مستويات جديدة من الرعب كل يوم، لا يزال العالم يشعر بالصدمة عندما تتعرض المستشفيات لإطلاق النار، ويموت الأطفال الخدج، ويحرم السكان بأكملهم من الموارد الضرورية لكسب العيش"، مضيفا "هذا لا يمكن أن يستمر".

غريفتث الذي قال في تغريدة على منصة "إكس" بعد مشاهدته صور اقتحام الدبابات الصهيونية لمجمع الشفاء الطبي "ينتابني الذعر حيال أنباء الاقتحام العسكري لمستشفى الشفاء في غزة.. المستشفيات ليست ساحة حرب". شدّد على ضرورة أن تكون الحماية للأطفال حديثي الولادة والمرضى والطواقم الطبية وجميع المدنيين الأولوية على كافة الاهتمامات الأخرى.

من جهتهما عبرت كل من اللجنة الدولية للصليب الأحمر والمنظمة العالمية للصحة عن بالغ قلقهما إزاء اقتحام قوات الاحتلال لمستشفى الشفاء بكل ما يحمله ذلك من مخاطر وتهديد على حياة المتواجدين به من المدنيين العزل. وبينما شدّد الصليب الأحمر على ضرورة حماية المرضى والطاقم الطبي والمدنيين في كل وقت، مشيرا إلى أنه على اتصال بـ"السلطات المعنية"، قال مدير الصحة العالمية، تدروس أدهنوم غبريوزوس، في تغريدة على موقع "اكس" إن "المعلومات حول اقتحام عسكري لمستشفى الشفاء جد مقلقة". وشدّد على ضرورة حماية المرافق الصحية والعاملين فيها وسيارات الإسعاف والمرضى من كل أعمال الحرب.

وجاء أشد انتقاد للكيان الصهيوني من رئيس الحكومة الاسبانية، بيدرو سانشيز، الذي دعا إسرائيل إلى وضع حدّ لـ"القتل الأعمى للفلسطينيين" في قطاع غزة، كاشفا عن أن بلاده تعتزم العمل من أجل "الاعتراف بالدولة الفلسطينية".

وخرجت وزيرة الخارجية النرويجية، اسبان بارث إيدي، عن صمتها بعد أن أكدت في تصريح صحافي أمس أن ما يقترفه الاحتلال الصهيوني في القطاع "أمر مبالغ فيه ولا يمكن قبوله"، مضيفة أن "ذلك زاد في تفاقم الوضع الانساني المرعب أصلا في غزة".    

وأعربت فرنسا عن انشغالها العميق إزاء العمليات العسكرية الاسرائيلية في مجمع الشفاء. وقالت وزارة خارجيتها أمس، إن "باريس تشير إلى الضرورة المطلقة لامتثال إسرائيل للقانون الإنساني الدولي، الذي ينص بشكل خاص على حماية البنية التحتية للمستشفيات ويفرض في جميع الأوقات وفي جميع الأماكن مبادئ واضحة للتمييز والضرورة والتناسب والحيطة".

ويبدو أن المسؤولين الغربيين بدؤوا في الاستفاقة ولو بوازع الإنسانية، حيث دعا الوزير الأول الكندي، جوسين ترودو، أمس إسرائيل إلى "ممارسة أقصى درجات ضبط النفس" في غزة، مشيرا إلى أن موت "النساء والأطفال والرضع يجب أن يتوقف". أما الولايات المتحدة التي لا زال ترفض لحد الآن المطالبة بوقف إطلاق النار، فقد قالت على لسان متحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الابيضلن نعلق بالتفصيل على العملية العسكرية الإسرائيلية الجارية"، مضيفا "كما قلنا سابقا، نحن لا نؤيد الضربات الجوية ضد مستشفى ولا نريد أن نرى تبادلا لإطلاق النار في مستشفى حيث يقع الأبرياء والمعوزون والمرضى الذين يبحثون عن الرعاية في مرمى النيران.. يجب حماية المستشفيات والمرضى".

وكانت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، اتهمت الرئيس الأمريكي، جو بادين، بالتورط في العدوان الصهيوني على القطاع. وشدّدت، أمس، على أن "تبني البيت الأبيض والبنتاغون لرواية الاحتلال الكاذبة بأن المقاومة تستخدم مجمّع الشفاء الطبي لأغراض عسكرية، أعطى الاحتلال الضوء الأخضر لإسرائيل لارتكاب المزيد من المجازر بحق المدنيين". وأدانت وزارة الخارجية الفلسطينية اقتحام قوات الاحتلال الصهيوني لمجمّع الشفاء الطبي وغيره من المستشفيات والمراكز الصحية في قطاع غزة في انتهاك صارخا للقانون الدولي والقانون الإنساني الدولي واتفاقيات جنيف.

وأوضحت في بيان أن اقتحامات مستشفيات غزة يشكل امتدادا لمجمل الانتهاكات والجرائم التي يرتكبها الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني وأن استهدافه المتواصل للمراكز الصحية والطواقم الطبية والإسعاف يؤدي إلى حرمان المواطن الفلسطيني من أبسط حقوقه المتعلقة بحقه في العلاج وتلقي الخدمة الطبية. وحملت الخارجية الفلسطينية الاحتلال المسؤولية الكاملة عن سلامة الطواقم الطبية والآلاف من المرضى والجرحى والأطفال، بمن فيهم الخدج، والنازحون المتواجدون في المجمّع وطالبت بتدخل دولي عاجل لتوفير الحماية لهم.

 


 

صدمة مسؤولة "اليونيسيف" مما رأته في جنوب القطاع

نددت المديرة التنفيذية لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسيف" كاثرين راسل، بالمشاهد المفجعة التي رأتها خلال زيارة قامت بها إلى جنوب قطاع غزّة، في خضم العدوان الصهيوني المستمر منذ 40 يوما على هذا الجزء من الأراضي الفلسطينية المحتلّة مطالبة بـ"إيقاف هذا الرعب". وقالت راسل، التي زارت جنوب القطاع إن "ما رأيته وسمعته كان مفجعا.. لقد تحمّلوا القصف والخسارة والنزوح المتكرر داخل القطاع.. لا يوجد مكان آمن ليلجأ إليه أطفال غزّة ، مضيفة "وحدهم أطراف النزاع هم الذين يمكنهم إيقاف هذا الرعب حقا".