بولصونارو يفوز بكرسي الرئاسة في البرازيل
ثامن قوة في العالم تنتقل من حكم اليسار إلى اليمين المتطرف

- 687

تمكن مرشح اليمين المتطرف في البرازيل، جاير بولصونارو من تحقيق حلمه في اعتلاء كرسي الرئاسة في برازيليا بعد أن حسم نتيجة الدور الثاني من انتخابات رئاسية جعلت البرازيل يميل إلى اليمين بدلا من اليسار الذي حكمها لأربع عهدات متتالية.
وحسب نتائج الفرز التي انتهت إليها المحكمة العليا البرازيلية، فقد حصل مرشح الحزب الليبرالي اليميني على 55,54 بالمئة من الأصوات المعبّر عنها، بينما حصل منافسه فرناندو حداد، مرشح حزب العمال اليساري على 44,46 في المائة.
وتمكن بولصونارو الذي شغل مقعدا نيابيا عن ولاية ريو دي جانيرو لمدة 27 عاما من الفوز بكرسي الرئاسة رغم مواقفه المتشددة وغير المنتظرة التي سوّقها طيلة الحملة الانتخابية ليس عبر تجمعات انتخابية ولكن باستخدام وسائط التواصل الاجتماعي، رافضا بذلك طلبا من المرشح اليساري بتنظيم مناظرات تلفزيونية ربما حتى لا يكشف عن نقاط ضعفه أمام فرناندو حداد، الأستاذ الجامعي المعروف بمواقفه العقلانية في مواجهة مشاكل البرازيل الآنية.
وبرر بولصونارو رفضه بتعرضه بداية سبتمبر الماضي لاعتداء بالسلاح الأبيض دفعه إلى خوض حملته انتخابية عبر شبكات التواصل الاجتماعي.
وقال الرئيس البرازيلي الجديد في أول تصريح له بعد إعلان فوزه إنه «لا يمكن أن نواصل العمل في إطار الاشتراكية والشعبوية اليسارية» في إشارة إلى السنوات التي حكم فيها حزب العمال، البرازيل طيلة 16 عاما.
وتجمع الآلاف من أنصار بولصونارو أمس، أمام مقر سكناه للتعبير عن فرحتهم العارمة بانتصاره وطي صفحة اليسار الاشتراكي في مشهد شهدته أيضا مختلف كبريات مدن البلاد.
ورفض فرناندو حداد المرشح الخاسر تهنئة غريمه وقال في خطاب ألقاه أمس، على ضرورة احترام الخمسة وأربعين مليون برازيلي الذين صوتوا لصالحه. وحذر في هذا السياق من كل محاولة للمساس بالحقوق المدنية والسياسية ومكاسب العمال في الحماية الاجتماعية التي قال إنها أصبحت مهددة بعد فوز مرشح اليمين بهذه الانتخابات، حيث أكد أنه يتحمل مسؤولية تمثيل المعارضة البرازيلية التي تصر على وضع مصالح الأمة البرازيلية فوق كل اعتبارات أخرى، قبل أن يرد عليه بولصونارو نافيا كل ما بدر من منافسه الخاسر وقال إن حكومته التي ستبدأ مهمتها شهر جانفي القادم، ستعمل على حماية دستور البلاد والديمقراطية وكل الحريات.
ولكن فرناندو حداد أصر على اتهاماته غير المباشرة اعتمادا على مواقف منافسه المثيرة للجدل بخصوص النساء والسود والسكان الأصليين والأكثر من ذلك حنينه للديكتاتورية العسكرية التي حكمت البرازيل ما بين سنتي 1964 و1985 بدليل اختيار الجنرال المتقاعد هاملتون موراو نائبا له في رئاسة البلاد.