علماء الفيروسات يحذرون من كل تراخ في إجراءات الحجر الصحي

توقع موجة تفش ثانية لـ "كورونا" الخريف القادم

توقع موجة تفش ثانية لـ "كورونا" الخريف القادم
  • القراءات: 1586
م. مرشدي م. مرشدي

بدأ الأمل يعود من جديد لسكان الأرض وسط مؤشرات لبداية انزياح شبح فيروس "كورونا" الذي صنع الحدث الدولي وجثم على النفوس لأكثر من أربعة أشهر، مع عودة الحياة من جديد إلى كثير من دول العالم التي قررت رفعا تدريجيا لإجراءات الحجر الصحي بعد تسجيل تراجعا في أعداد الوفيات والمصابين بهذا العدو الشبح.

ويبقى هذا الوجه "المتفائل" لوجه عملة المعركة التي تخوضها البدلات البيضاء، ليل نهار ودون كلل من أجل التصدي لهذا الفيروس الذي احتفظ بكل أسراره القاتلة وبدأت تعطي نتائجها الإيجابية، وأما الوجه الثاني لهذه المعركة فيبقى "تشاؤميا" يطرح أصحابه سؤالا يثير المخاوف: ماذا لو عاد الفيروس في هجوم مضاد ضمن عملية تفشي جديدة الخريف القادم؟

والمؤكد أن السيناريو سيكون أكثر رعبا على اعتبار أن احتمالا كهذا سيجعل نفوس الناس اكثر هشاشة مقارنة مع أول شوط في معركة التصدي له، ويؤكد أيضا أن البشرية أصبحت في مواجهة عدو عنيد لا يريد أن يرمي المنشفة بالسهولة التي يريدها عامة الناس للعودة إلى حياتهم الطبيعية.

والتصور ليس من بدع الخيال ولكنه من خلاصة باحثين وعارفين بكنه الفيروسات وخباياها ممن  يتعاملون معها يوميا في مخابرهم ويدركون جيدا ما يقولون.

لذلك فان تصريحات، روبيرت ريفيلد مدير معاهد المراقبة والوقاية من الأمراض في الولايات المتحدة، لم تأت من فراغ، عندما أكد عدم استبعاده موجة عدوى جديدة للفيروس الخريف القادم ستكون أخطر من الحالية وخاصة وأنها ستتزامن مع ظهور الزكام الموسمي في تلميح واضح إلى خطورة تزاوجهما واقتحامهما لجسم الإنسان وعدم قدرة مناعته على الصمود في وجههما.

وقال إن الوباء وقع في نهاية فصل الشتاء وفعل كل ما فعل فما بالك لو تفشى مع بداية فصل البرد وقال أن "تزاوجهما سيكون صعبا، صعبا، صعبا " أعادها عدة مرات ليؤكد صدقية ما يقول.

وفي نفس سياق هذه المخاوف، لم يستبعد، تشانغ وون هونغ، رئيس فريق بحث مخبري في مقاطعة شنغهاي الصينية، ومدير قسم الأمراض المعدية في أحد أكبر مستشفياتها أن بلاده قد تشهد موجة تفشي ثانية لفيروس كورونا شهر نوفمبر القادم مرجعا ذلك إلى التراخي الذي قد يطبع مواقف الحكومات المحلية في ظل انخفاض عدد حالات الإصابة الجديدة وبالتالي تخفيف قيود الحجر الصحي وربما السماح باستئناف العمل.

وقال الخبير الصيني "إنه وسط احتمالات تمكن الدول من وضع الوباء القاتل تحت السيطرة بحلول فصل الخريف، فإن الشتاء قد يجلب موجة ثانية من العدوى في الصين وأماكن أخرى من العالم".

وتأتي تصريحات تشانغ في الوقت الذي شرع فيه المسؤولون الصينيون تدريجيا في تخفيف قيود الحجر الصحي، كجزء من الجهود الرامية إلى إنعاش اقتصاد البلاد.

ولكن تشانغ وون هونغ ثمن على تجربة بلاده في مكافحة الأوبئة وقال إن "أي ظهور للعدوى في وقت لاحق من هذا العام سيتم السيطرة عليه، ولن يتطلب تكرار الإجراءات المثيرة التي اتخذت للحد من انتشار الفيروس" دون أن يمنعه ذلك من المطالبة بتنسيق دولي في مكافحة الوباء من خلال  تشديد الفحوصات وتتبع المرضى والمحيطين بهم  إلى جانب دخول الحالات المؤكدة إلى المستشفى على الفور".