تقدم كخارطة طريق في ختام الاجتماع الـ 13 لـ "كايارت"

توصيات عملية لتحسين التعاون والتصدي للإرهاب

توصيات عملية لتحسين التعاون والتصدي للإرهاب
  • القراءات: 405
ق. د ق. د

ينتظر أن تتوج أشغال الاجتماع الـ13 لنقاط الارتكاز للمركز الإفريقي للدراسات والأبحاث حول الإرهاب "كايارت" بعد ثلاثة أيام من المناقشات بالجزائر العاصمة، بتوصيات عملية لتعميق تنسيق التعاون بين الدول الأعضاء لتصد أكثر نجاعة للتهديدات الإرهابية.  وأكد غبيفلو ـ لارتي اسك، مدير المركز أمس، تقديم جملة توصيات حددت كخارطة طريق يتعين على البلدان الإفريقية اتباعها للحد من الخطر الإرهابي الذي يتهدد إفريقيا وخاصة دول منطقة الساحل.

وتواصلت لليوم الثاني أمس، أشغال هذا الاجتماع في جلسات مغلقة، سمحت للخبراء والمختصين الأفارقة، بتحيين الوضع وتحديد درجة خطر الظاهرة الإرهابية في إفريقيا على أمل وضع آلية تنسيق بين مختلف الدول وتحديد الوسائل الكفيلة بتحقيق أهداف إستراتجية لمواجهة هذا الخطر.  وكان مدير المركز، الذي يشغل أيضا منصب الممثل الخاص للاتحاد الإفريقي للتعاون ضد الإرهاب، قد أشرف على انطلاق أشغال الاجتماع، بحضور مفوض السلم بالاتحاد الإفريقي إسماعيل شرقي، وممثل عن وزارة الخارجية، إلى جانب ممثلين عن السلك الدبلوماسي المعتمد بالجزائر.

وبما أن السلم غير قابل للتجزئة والإرهاب أصبح ظاهرة كونية ولا يعترف بالحدود، فقد أكد إسماعيل شرقي أنه "يتعين على جميع بلدان العالم إقامة تنسيق وثيق بينها من أجل وضع تصور مشترك لمواجهته"، مؤكدا في كلمة ألقاها على أن مكافحة الإرهاب لا ينبغي أن تركز فقط على الوسائل المسلحة بقدر ما يتعين التركيز على القضاء على أسباب التهديد الإرهابي، من خلال مراجعة طريقة الحكامة الاقتصادية ومكانة الشباب والفئات المهمشة في المجتمع".

يذكر أن الاتحاد الإفريقي أنشأ المركز الإفريقي للدراسات والأبحاث حول الإرهاب الذي يتواجد مقره بالجزائر العاصمة، شهر أكتوبر 2004 بمبادرة من الجزائر خلال الاجتماع الأول حول الإرهاب الذي انعقد في سبتمبر 2002 لتنسيق الجهود الحكومية، الفردية والجماعية لمواجهة خطر الإرهاب.  ويهدف المركز إلى ضمان إطار لتبادل المعلومات حول تحركات الجماعات الإرهابية والمساعدة المتبادلة للدراسات والخبرات في المجال.

2,4 مليون شخص بحاجة إلى مساعدات عاجلة في الساحل

وتزامن انعقاد هذا الاجتماع في وقت أكد فيه، هيرفي فيرهوسل الناطق باسم برنامج الغذاء العالمي، أن "أكثر من 2,4 مليون شخص في دول منطقة الساحل في حاجة إلى مساعدات غذائية فورية. وأرجع فيرهوسل في تصريح صحفي بمدينة جنيف السويسرية هذا الوضع المزري إلى المواجهات المسلحة بين مختلف التنظيمات الإرهابية التي أرغمت آلاف السكان على النزوح من مناطقهم الأصلية إلى جانب الآثار السلبية للتغيرات المناخية. وقال إن "العالم لم يدرك بعد مدى الأزمة الإنسانية المتصاعدة التي تغذيها المواجهات الدامية في دول مالي والنيجر وبوركينا فاسو، بما جعله يحذر من أن عدم تحرك العالم سريعا سيعرض "جيلا كاملا للخطر".

وأشار المسؤول الأممي إلى أن 20 مليون شخص يعيشون حاليا في المناطق المتأثرة بالصراع، مما أرغم أكثر من 860 ألف شخص على مغادرة منازلهم ومازالوا مشردين داخليا، بينما يعيش أكثر من 270 ألف لاجئ في البلدان الثلاثة". وقال إن "الصراع يدمر الاقتصاد في حين أن طفلا من بين ثلاثة أصبح بدون تعليم في العديد من المناطق المتأثرة بالصراع".  وذكر بأن "بوركينا فاسو شهدت زيادة حادة في العنف حيث تجاوز عدد الهجمات في النصف الأول من عام 2019 العدد الإجمالي للعام السابق 2018، وسجلت الوفيات المدنية أربعة أضعاف إجمالي العدد المسجل في 2018، وأن انعدام الأمن أدى إلى إغلاق المدارس وترك المزارعين لحقولهم".