الحكومة الحالية تعمل على احتوائها

توحيد المؤسسات الأمنية والعسكرية.. أهم التحديات بليبيا

توحيد المؤسسات الأمنية والعسكرية.. أهم التحديات بليبيا
  • القراءات: 786
ص. م ص. م

❊ واشنطنالانتخابات أفضل أمل للاستقرار

ألقت الاشتباكات التي اندلعت بالعاصمة طرابلس بضلالها على المشهد السياسي الليبي الذي تسابق مختلف أطرافه الزمن من أجل تذليل كل العقبات التي لا تزال تهدد مسار التسوية الرامي لتنظيم انتخابات عامة في موعدها المحدد نهاية العام الجاري، لاحتواء معضلة ليبية استمرت لعشرية كاملة. وتعد مسألة توحيد المؤسسة العسكرية والأمنية تحت سلطة واحدة تكون هي الآمرة والناهية في ليبيا، واحدة من أهم العقبات التي تعمل الحكومة الحالية مدعومة أمميا ودوليا على احتوائها في أقرب الآجال، بما يساعد في احلال الاستقرار الذي عاد نسبيا الى ليبيا لكن ليس كليا.

وهو التحدي الذي تدركه جيدا الحكومة الليبية التي تحركت سريعا من أجل منع تكرار مثل ذلك الانفلات الأمني بالعاصمة طرابلس التي شهدت أمس، وقفة احتجاجية رافضة لكل محاولات تأجيل انتخابات الـ24 ديسمبر. وذكرت تقارير اعلامية محلية أن رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية المؤقتة، عبد الحميد الدبيبة، ترأس أمس، جلسة مساءلة بحضور قادة عسكريين ووزير الداخلية بشأن أحداث منطقة "صلاح الدين" جنوب طرابلس. من جهتهم دعا المشاركون في الوقفة الاحتجاجية من منتسبي بعض النقابات والاتحادات والأحزاب ومنظمات مجتمع مدني وقوى وطنية، مجلسي النواب والأعلى للدولة بسرعة إصدار القانون الانتخابي لإتمام الاستحقاق الانتخابي في أقرب وقت وفقا لآليات والضوابط المحددة بخارطة الطريق للمرحلة التمهيدية للحل الشامل، محذرين من أنه في حالة عدم التزامهما أوتباطؤهما سيتم تجاوزهما واللجوء للبدائل وطرح حلول تقضي بضمان تنفيذ الاستحقاق الانتخابي في موعده المحدد.

وشهدت العاصمة الليبية طرابلس صباح ليلة الخميس الى الجمعة اشتباكات مسلحة بين فرقة "اللواء 444 قتال" التابعة لرئاسة الأركان وقوة "دعم الاستقرار" التابعة للمجلس الرئاسي، جعلت الولايات المتحدة تجدد التأكيد أن الانتخابات الليبية المنتظر إجراؤها أواخر العام الجاري، هي "أفضل أمل" للاستقرار في ليبيا. وقال المبعوث الأمريكي الخاص وسفير واشنطن إلى ليبيا، ريتشارد نورلاند، في تغريدة نشرتها السفارة الأمريكية، إن "الزعماء السياسيين من جميع الأطراف يتحملون مسؤولية الاتفاق الفوري على حل وسط يسمح بإجراء الانتخابات في موعدها المحدد"، مؤكدا أن بلاده "ستدعم هذه العملية". جاء ذلك في تعليق لريتشارد نورلاند، حول الاشتباكات التي شهدتها العاصمة طرابلس فجر الجمعة، حيث قال إن "الليبيين لا يرغبون في رؤية الصراع الأهلي من الماضي يتكرر"، معتبرا أن "أفضل أمل للاستقرار يكمن في الانتخابات المقرر إجراؤها في ديسمبر المقبل".

وكان القائد الأعلى للجيش الليبي رئيس المجلس الرئاسي، محمد المنفي، أمر أول أمس، جميع القوات التي اشتبكت أو في حالة اشتباك في بطرابلس بالتوقف الفوري والعودة إلى مقراتها وثكناتها "دون تأخير مهما كانت الأسباب". كما أمر باتخاذ الإجراءات الفورية حيال القوات المتورطة في الاشتباك وممارسة ما يخوله له القانون من صلاحيات تحقق السيطرة على الموقف. وكلف المسؤول الليبي المدّعي العام العسكري، بفتح تحقيق فوري مع تلك القوات والمتسببين في تلك الاشتباكات واتخاذ الإجراءات القانونية حيالهم والموافاة بما اتخذ، مشددا على جميع الوحدات العسكرية والأمنية "ضرورة الانضباط والتقيد بما يصدر من تعليمات وبلاغات تحظر التحرك، إلا بإذن مسبق، ووفقا للسياق المعمول به". من جانبها، أعربت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا عن "قلقها البالغ" من الاشتباكات المسلحة في طرابلس ودعت إلى "الوقف الفوري للأعمال العدائية". كما ناشدت "جميع الأطراف ممارسة أقصى درجات ضبط النفس".

ص.م