الحكومة اليونانية تبحث مع حلفائها إدخال المساعدات عن طريق البحر

توالي النداءات والدعوات لفتح ممرات آمنة في غزة

توالي النداءات والدعوات لفتح ممرات آمنة في غزة
  • القراءات: 469
ق. د ق. د

تستمر النداءات والدعوات المطالبة بضرورة الفتح الفوري لممرات إنسانية تسمح بإغاثة سكان قطاع غزة المنهكين والمحاصرين منذ 24 يوما بالطيران الحربي والمدفعية الصهيونية والمحرومين من أدنى الاحتياجات الأساسية للحياة من غداء ودواء وماء وكهرباء ومستلزمات طبية وغيرها.  

طالب رئيس الوزراء الفلسطيني، محمد أشتية، مجددا، أمس، بوقف العدوان الصهيوني وفتح ممرات إنسانية، مؤكدا أن ما يتعرض له أبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة من حرب إبادة "فاق كل وصف".

وقال إن "قتل الاحتلال لآلاف الأطفال وهم نائمون بين أحضان أمهاتهم وآبائهم وبين أجدادهم وجداتهم، يعكس المدى المفجع الذي بلغته تلك الحرب المجرمة، التي يجب أن تتوقف فورا بالتوازي مع فتح ممرات آمنة لتمكين مئات الشاحنات المحملة بالغذاء والدواء والوقود من الدخول لإغاثة الفلسطينيين في القطاع المحاصر بالنار والدخان وسط انقطاع الكهرباء والماء".

وشدد رئيس الوزراء الفلسطيني على أن "المطلوب الآن وفورا وقف العدوان والسماح بعلاج المصابين لإنقاذ حياة الآلاف الذين يتهددهم الموت وفتح ممرات إنسانية آمنة لإدخال الغذاء والدواء والماء والوقود ووقف التهجير القسري".

وضمن مسعى لإيجاد مخرج لإشكالية المساعدات الإنسانية العالقة في معبر رفح، أعلنت الحكومة اليونانية أمس أنها بصدد البحث مع الحلفاء بمن فيهم الولايات المتحدة والأمم المتحدة مسألة ادخال المساعدات الانسانية الى قطاع غزة عبر البحر في وقت لا يزال فيه معبر رفح البري الحدودي مع مصر مغلق ولا يسمح بالعبور منه الا لعدد محدود من شاحنات الاغاثة التي لا تلبي الحجم الهائل لاحتياج سكان غزة المنكوبين.

وقال المتحدث باسم الحكومة اليونانية، بافلوس مريناكيس، بلاده تدرس مع كل الحلفاء ومن ضمنهم الولايات المتحدة والامم المتحدة إرسال المساعدات الانسانية الى المدنيين في غزة عبر البحر، مضيفا أن "الأمر يتعلق بإجراءات صعبة ومعقدة ولا نملك الكثير من التفاصيل في الوقت الحالي".

ويأتي المسعى اليوناني بعد أيام قليلة من تأكيد الوزير الأول اليوناني، كرياكوس ميتسوتاكيس، أن أثينا واعتبارها عضو في الاتحاد الاوروبي وحلف الناتو وبحكم موقعها الجغرافي جنوب شرق المتوسط المناسبة لفتح ممرات انسانية واحلال هدنة انسانية.

دخول 30 شاحنة إغاثة من معبر رفح الى القطاع

لا يزال معبر رفح البري الحدودي مع مصر والذي يشكل المتنفس الوحيد لقطاع غزة على العالم الخارجي مغلقا، حيث لا يتم فتحه الا بصفة مؤقتة للسماح بعبور عدد محدود من شاحنات الاغاثة لا تكفي لتلبية الاحتياجات الهائلة لأكثر من مليوني نسمة حكم عليهم الكيان الصهيوني بعدوانه الغاشم المتواصل منذ 24 يوما بالموت المحتوم إما بالقصف أو بالجوع والعطش أو بانعدام الدواء والمعدات الطبية او التهديد بالأمراض المعدية واللأوبئة.

وأعلن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية "أوتشا" أمس دخول 33 شاحنة محملة بمساعدات إنسانية إلى قطاع غزة عبر معبر رفح وذلك في اكبر قافلة انسانية تدخل القطاع الفلسطيني المحاصر منذ الاستئناف المحدود لتسليم المساعدات الإنسانية في 21 أكتوبر الجاري.

وذكر المكتب في تقريره اليومي عن العدوان الصهيوني على قطاع غزة، أن هناك حاجة إلى حجم أكبر بكثير من المساعدات بشكل منتظم لتجنب مزيد من التدهور في الوضع الإنساني المتردي، بما فيها الاضطرابات المدنية.

وبينما شدد على ضرورة الإدخال الطارئ للوقود لتشغيل المعدات الطبية ومرافق المياه والصرف الصحي على وجه التحديد، أضاف مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، أن 117 شاحنة مساعدات تمكنت من دخول غزة منذ 21 أكتوبر. وأوضح أن معظمها تحوي معدات طبية بما يمثل 70 شاحنة واحتوت 60 أخرى على أغذية ومنتجات غذائية و13 شاحنة على مياه ومعدات صحية، في حين يحتاج القطاع  على الأقل لدخول 100 شاحنة يوميا لتوفير أساسيات الحياة لسكان غزة. 

وكانت وزيرة الصحة الفلسطينية، مي الكيلة، أكدت في مباحثاتها مع المبعوثة الألمانية الخاصة للقضايا الإنسانية، دايكي بوتزل، أن الوضع الصحي في غزة كارثي في ظل توقف العديد من المستشفيات فعلا عن العمل بسبب القصف والعدوان ونفاد الوقود. وأشارت إلى أن نسبة إشغال المستشفيات تصل إلى أكثر من 150 بالمئة، في حين أن مجمع الشفاء الطبي وصل عدد المرضى فيه إلى 5 آلاف مريض وهو مخصص لاستقبال 700 مريض فقط.

وناشدت وزيرة الصحة الفلسطينية المجتمع الدولي بالتدخل وكسر صمته لحماية المستشفيات والطواقم الطبية في قطاع غزة، التي طالها القصف والقتل والتدمير، وقالت إن استمرار الصمت العالمي هو ضوء أخضر لتنفيذ الاحتلال  تهديداتها بإخلاء مستشفى القدس، وما قد يعنيه ذلك من قصف وشيك.