في تأكيد على تواجد عسكري أمريكي متزايد في إفريقيا

تنظيم أكبر مناورات عسكرية في بوركينا فاسو

تنظيم أكبر مناورات عسكرية في بوركينا فاسو
  • القراءات: 883
م.م م.م

يشارك أكثر من ألفي عسكري ينتمون إلى جيوش 33 دولة إفريقية منذ أمس، في أضخم مناورة عسكرية بالقرب من العاصمة البوركينابية واغادوغو، بمشاركة قوات أمريكية ضمن تدريبات عسكرية لتدعيم القدرات العملياتية لمحاربة الإرهاب في دول منطقة الساحل.

وأكدت قيادة هيئة أركان الجيش البوركينابي أن المناورات التي تتواصل إلى غاية الفاتح من شهر مارس القادم، تهدف إلى تمكين الوحدات القتالية المشاركة فيها من تبادل التجارب والخبرات وكسب تقنيات ومعلومات جديدة في إطار الحرب وتكتيكات مواجهة التنظيمات الإرهابية المتنامي خطرها في هذه المنطقة.

يذكر أن القيادة الأمريكية في إفريقيا «أفريكوم» دأبت منذ سنة 2005 على تنظيم مثل هذه المناورات بهدف وضع تصوراتها الشاملة لتسيير النزاعات والأزمات التي يخلفها الإرهاب في منطقة الساحل.

وقال الجنرال الأمريكي مارك هيكس، قائد العمليات الخاصة لقوة «أفريكوم» إن مناورات «فلينت لوك ـ 2019» العسكرية تهدف إلى وضع خطط عملية لمواجهة التهديدات الحقيقية للتنظيمات الإرهابية في منطقة الساحل والصحراء من خلال تحسين آليات التعاون والمساعدة لصالح ضحايا الهجمات الإرهابية وخاصة تلك التي تستهدف السكان المدنيين.

وقال وزير الدفاع البوركينابي شريف صاي إن تنظيم هذه المناورات تزامن والتدهور الذي عرفته الوضعية الأمنية في الساحل والصحراء بسبب تزايد الأنشطة الإرهابية في وسط مالي والنيجر وبوركينا فاسو ضمن تطورات أصبحت تبعث على القلق وتحولت إلى أكبر انشغال لدولنا بسبب هشاشة أقاليمنا أمام استفحال آفة الأعمال الإرهابية والجريمة المنظمة وتهريب السلاح والمخدرات.

وأضاف أن هذه الوضعية تحتم علينا جميعا تجنيد كل إمكانياتنا وخبراتنا الميدانية لوضع تصورات للقيام بعمليات فورية لمواجهة الخطر الإرهابي في المنطقة والتوصل إلى وضع رؤية مشتركة لكيفية الرد الذي يتعين اتخاذه من أجل القضاء على هذه الظاهرة.

وأكد آندرو يونغ السفير الأمريكي في بوركينا فاسو، من جهته على ضرورة إقامة تعاون إقليمي ضد الإرهاب الذي قال إنه أصبح يشكل تهديدا عالميا وإقليميا ما يستدع مواجهته. وأضاف أن هذه المهمة لن تكلل بالنجاح ما لم نحاربه بصفة جماعية وأن عملية «فلينت لوك ـ 2019» تمثل الفرصة المواتية لاكتساب خبرة العمل جنبا إلى جنب.

وجاءت هذه المناورات للتأكيد على الدور العسكري الأمريكي المتنامي في دول منطقة الساحل وكل القارة الإفريقية ضمن خطة مدروسة للبنتاغون من أجل إيجاد موطأ قدم لقواته في هذه القارة التي بقيت ولعدة عقود حكرا على الدول الاستعمارية السابقة.

وهو ما يدفع إلى القول أن الولايات المتحدة تريد بطريقة سلسة إضعاف عملية «بارخان» العسكرية التي بادرت بها القوات الفرنسية في مالي قبل أن توسع نطاق عملياتها إلى دولتي النيجر وبوركينا فاسو، وصولا إلى تشاد، حيث توجد أكبر قاعدة جوية لها في هذا البلد ولكن نتائج عملياتها الميدانية بقيت محدودة الأثر إذا أخذنا بعدد العمليات المسلحة التي تعرضت لها قوات دول الساحل وحتى القوة الأممية في مالي.

كما أن تنظيم هذه المناورات بشكل دوري جاء ليؤكد على فشل التدخل العسكري الفرنسي في تحييد مقاتلي التنظيمات الإرهابية التي تمكنت في وقت قياسي من إعادة تنظيم صفوفها بعد العمليات الأولى التي شنتها ضدها القوات الفرنسية وتمكنت من اتخاذ وسط دولة مالي كأكبر معقل لها وجعلت منه نقطة انطلاق لتنفيذ عملياتها في كل منطقة الساحل مدعومة بجماعة بوكو ـ حرام الإرهابية في نيجيريا.