رفض شعبي متزايد ضد التواجد الفرنسي في مالي

تنظيم أكبر تجمّع احتجاجي غدا في قلب العاصمة باماكو

تنظيم أكبر تجمّع احتجاجي غدا في قلب العاصمة باماكو
  • القراءات: 638
ق. د ق. د

ينتظر أن تنظم عدة أحزاب ومنظمات المجتمع المدني في مالي، يوم غد، تجمّعا حاشدا أمام نصب الاستقلال في قلب العاصمة باماكو، للمطالبة بإنهاء التواجد العسكري الفرنسي في هذا البلد الافريقي الذي لا يزال يعاني من أزمة سياسية وأمنية حادة. 

وتعالت في الآونة الأخيرة أصوات داخلية، مطالبة برحيل القوات الفرنسية المنتشرة في هذا البلد تحت غطاء عملية "بارخان" التي أطلقتها فرنسا منذ سنوات بحجة محاربة الإرهاب في منطقة الساحل الافريقي، دون أن تحقق النتائج المرجوة منها في ظل استمرار نشاط الجماعات الإرهابية والمسلحة وتنامي مختلف أنواع الجريمة والاتجار بالمخدرات والبشر وغيرها. وتواجه فرنسا استياء شعبيا كبيرا في مالي منذ أشهر ازدادت حدته على خلفية قصف نفذته القوات الفرنسية استهدف حفل زفاف في قرية "باونتي" بمدينة "دوينتزا" في الثالث جانفي الجاري، وأسفر عن سقوط عشرات القتلى في صفوف المدنيين، ولا تزال قيادة قوة "بارخان" ترفض فتح تحقيق في ذلك وأعلنت بالمقابل أنها استهدفت مسلحين تم رصدهم بعد عملية عسكرية استمرت عدة أيام. وأمام هذا الغليان الشعبي التزمت السلطة الانتقالية المالية الصمت إزاء هذا الهجوم الدامي، بل وأكثر من ذلك فقد خرج رئيس المجلس الوطني الانتقالي، العقيد مالك دياو، ليصدم الرافضين للتواجد العسكري الفرنسي بتأكيده للدعم الرسمي المالي لذلك.

وراح مالك دياو يبدي "أسفه" إزاء التصريحات الأخيرة ضد التواجد الفرنسي الصادرة عن حركات ينتمي إليها عدد من أعضاء المجلس الوطني الانتقالي، مؤكدا أن "هذه التصريحات لا تلزم إلا أصحابها" وتأكيده على "دعم المجلس الوطني الانتقالي لكافة الشركاء العاملين إلى جانب مالي في مكافحة الإرهاب". وهو ما أثار ردود فعل واسعة على شبكات التواصل الاجتماعي واحتجاجات من طرف عدد من أعضاء المجلس الانتقالي في مالي المعارضين للتواجد العسكري الفرنسي في مالي، على غرار أداما بن ديارا الذي يعد من بين الأعضاء المنظمين لمظاهرات الغد. وكشفت هذه التطوّرات عن انقسام الداخل المالي حول هذه المسألة التي زادت في توتر وضع أمني هو في الأصل معقد، إلى درجة دفع بالأمم المتحدة إلى إيفاد وكيل الأمين العام للأمم المتحدة لعمليات السلام، جان بيار لاكروا إلى مالي في مهمة لبحث مع الفعالين في هذا البلد المضطرب "سبل دعم المسار الانتقالي والمساعدة في الجهود الجارية للتعامل مع القضايا الأمنية والمشاكل الأخرى التي تؤثر على هذا البلد". ويأتي إرسال مسؤول عمليات السلام الأممي إلى مالي بعد الأحداث الدامية الأخيرة التي شهدها مالي، مؤخرا، على إثر مقتل خمسة من عناصر القوات الأممية في مالي بمنطقتي تمبوكتو وتساليت.