استهدف بالرصاص الحي وفدا دبلوماسيا على مشارف جنين

تنديد أوروبي شديد اللهجة بالاعتداء الصهيوني

تنديد أوروبي شديد اللهجة بالاعتداء الصهيوني
  • 165
ص. محمديوة ص. محمديوة

أثار إطلاق نار متعمّد من قبل قوات الاحتلال الصهيونية أمس، ضد وفد دبلوماسي يضم أوروبيين وعرب كان بصدد زيارة مخيم جنين بالضفة الغربية، الذي يتعرض منذ فترة طويلة لعدوان صهيوني جائر، موجة استنكار أوروبية واسعة لما شكله من انتهاك خطير تعدى كل الخطوط الحمراء، وأزال النقاب عن الوجه الدموي والمروّع لاحتلال لا يفقه إلا لغة الرصاص والدم. شاهد العالم لقطات مصورة تظهر قوات الاحتلال الاسرائيلية تطلق النار بشكل كثيف من داخل مخيم جنين باتجاه الوفد الدبلوماسي الذي يقوم بجولة ميدانية في محيط المخيم للاطلاع على حجم المعاناة الكبيرة التي يتعرض لها المواطنون في المحافظة. 

وحاولت حكومة الاحتلال وكعادتها التغطية على جرائمها التي طالت حتى الأجانب بالرغم من أن جنودها وجهوا طلقات تحذيرية للوفد الدبلوماسي بعد انحرافه عن مساره ودخل في منطقة قتال، ولكن المثير أن قوات الاحتلال وحسب ما أكدته السلطة الفلسطينية استخدمت الرصاص الحي وليس المطاطي الذي يستعمل عادة في الطلقات التحذيرية بما يثبت نواياها المبيّتة لقتل كل من يسعى إلى كشف الحقيقة وفضح جرائمها.

والحقيقة أنه عذر أقبح من ذنب باعتبار أن جيش الاحتلال يشن منذ فترة طويلة عدوانا همجيا على مدينة جنين ومخيمها، وعاث فاسدا من قتل للفلسطينيين بكل برودة دم واعتقالات تعسفية وتهديم للمنازل وتهجير للسكان وغيرها من الجرائم البشعة.كما أن ذلك يثبت بأن جيش الاحتلال تعمّد إطلاق النار ضد الوفد الدبلوماسي الذي يضم 30 سفيرا وقنصلا من أجل ترهيبه ومنعه من الوقوف على حقيقة الوضع المزري، وكشف وما خلّفته آلة التقتيل والدمار الصهيونية في المخيم. وأدانت مختلف العواصم الأوروبية من روما مرورا بمدريد ووصولا إلى بلجيكا بشدة تعدي الاحتلال الصهيوني على هذا الوفد الدبلوماسي الذي من المفروض أنه محمي بقوة القانون الدولي.

واستدعت وزارة الخارجية الإيطالية، السفيرة الاسرائيلية مباشرة بعد استنكار وزير الخارجية انطونيو تاياني، الذي وصف إطلاق النار بأنه تهديد غير مقبول، وقال "إننا نطالب الحكومة الاسرائيلية بتوضيحات فورية حول ما حدث"، مضيفا أن "التهديدات ضد الدبلوماسيين غير مقبولة".وجاء احتجاج روما شديد اللهجة بالنّظر إلى أن مساعد القنصل الإيطالي، الكسندرو توتينو، كان من ضمن أعضاء الوفد الذي تعرض للاعتداء الصهيوني في جنين. نفس موقف الإدانة عبّر عنه وزير الخارجية البلجيكي، ماكسيم بريفوت، الذي طالب حكومة الاحتلال بتقديم تفسير مقنع لإطلاق الرصاص على الدبلوماسيين. وقال على موقع "إكس" إنه "بحالة جيدة لحسن الحظ" في إشارة إلى الدبلوماسي البلجيكي الذين كان أيضا ضمن أعضاء الوفد. 

أما مدريد المعروف عنها مواقفها الرافضة والمنتقدة بشدة للعدوان الصهيوني على قطاع غزّة والتي اعترفت بدولة فلسطين، فقد أدانت بشدة الاعتداء. وقالت وزارة الخارجية الإسبانية، إنها تحقق في حيثيات ما حدث، مشيرة إلى وجود إسباني ضمن المجموعة وهو في حالة جيدة.  وحمّلت الخارجية الفلسطينية، حكومة الاحتلال المسؤولية الكاملة والمباشرة عن "هذا الاعتداء الجبان"، مؤكدة أنه لن يمر دون محاسبة، داعيةً المجتمع الدولي وخصوصا الدول التي ينتمي إليها أعضاء الوفد المستهدف إلى اتخاذ مواقف واضحة.


"الغارديان" تؤكد  أن الشعب الفلسطيني يحتاج إلى أفعال لا إلى أقوال

بريطانيا تصعّد من لهجتها ضد الكيان الصهيوني

صعّدت الحكومة البريطانية من لهجتها ضد الاحتلال الصهيوني، بسبب مواصلته إراقة الدم الفلسطيني بكل برودة دمّ وتجويع سكان غزة المحاصرين منذ عدة أشهر والمحرومين من أدنى متطلبات الحياة.

أكد وزير البيئة البريطاني، ستيف ريد، أمس، أن المملكة المتحدة لا يمكنها التسامح مع أفعال الكيان الصهيوني في قطاع غزة، مشدّدا على أن تعريض الفلسطينيين لخطر المجاعة أمر "غير مقبول". وقال في تصريح لوسائل إعلام بريطانية إنّ إسرائيل تجاوزت حدود الدفاع عن النفس بتجدد عملياتها العسكرية في قطاع غزة، مضيفا "نعتقد أن الوضع الآن بات لا يطاق.. لقد تجاوز هذا مجرد الدفاع عن النفس وأصبح هجوما لم نعد قادرين على التسامح معه".

ويأتي تحذير الوزير البريطاني غداة التوتر الذي نشب بين الطرفين بسبب الإجراءات العقابية التي أعلنت عنها لندن أول أمس، للضغط على حكومة الاحتلال والتي تعد سابقة وخطوة رآها كثيرون أنها متقدمة من قبل بريطانيا، التي بدأت تتجه من القول إلى الفعل الملموس لفكّ الحصار عن قطاع غزة ووقف العدوان.

وأكدت "الغارديان" البريطانية أن الشعب الفلسطيني في قطاع غزة يحتاج إلى أفعال لا أقوال من أجل تجاوز المعاناة التي يتعرّض لها في الوقت الراهن، بسبب ممارسات الكيان الصهيوني في القطاع. وأشارت في مقال افتتاحي إلى أن الاحتلال الصهيوني يواجه إدانات دولية ضخمة بسبب ممارساته في قطاع غزة ضد الشعب الفلسطيني، موضحة أن تلك الإدانات لا تكفي لإنقاذ الشعب الفلسطيني مما يعانيه وأن المطلوب هو إيصال المزيد من المساعدات لسكان القطاع والتوصّل لوقف إطلاق النار.

  ولفتت إلى أن مسؤول إدارة المساعدات الإنسانية في الأمم المتحدة، توم فليتشرن أعرب عن مخاوفه بأن هناك آلاف الأطفال في غزة يواجهون خطر الموت جوعا إذا لم تصل المساعدات الإنسانية في أقرب وقت ممكن، مشيرة إلى أنه بعد مرور شهرين من توقف جميع أشكال المساعدات الإنسانية للقطاع ما زال الاحتلال الصهيوني ينكر الحقيقة الواضحة وهي أن قطاع غزة على شفا المجاعة. وأوضحت أنه على الرغم من سماح رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، بدخول كميات من المساعدات لسكان القطاع إلا أنها تبقى ضئيلة جدا ولا تفي باحتياجات سكان القطاع ويهدف إلى ضمان استمرار حرب تمكّنه من الاستمرار في منصبه.

وأضافت أن وصول تلك المساعدات إلى الفئات الأكثر احتياجا في القطاع "أمر غير مضمون ويحاط بالكثير من المخاطر بسبب استمرار القصف المكثف خاصة بعد تعهد نتنياهو عزمه الاستيلاء على قطاع غزة بالكامل". وأشارت صحيفة "الغارديان" إلى أن بعض قادة الدول الغربية "خرجوا أخيرا عن صمتهم بعدما تعرّض الشعب الفلسطيني في القطاع إلى مجاعة حقيقية". واعتبرت أن "الموقف الأهم من تلك الإدانات هو الموقف الأمريكي، حيث تشهد العلاقات بين الولايات المتحدة والكيان الصهيوني في الوقت الحالي تباعدا واضحا".

"أطباء بلا حدود" تتهم إسرائيل باستغلال المساعدات الإنسانية

اتهمت منظمة "أطباء بلا حدود" إسرائيل، أمس، بالسماح بدخول مساعدات إلى غزة "غير كافية بشكل مثير للسخرية" لتلبية احتياجات القطاع وذلك فقط لتجنّب اتهامها "بفرض التجويع على السكان". وقالت منسقة الطوارئ في المنظمة في خانيونس بغزة، باسكال كويسارد، في بيان إنّ "هذه الخطة هي وسيلة لاستغلال المساعدات وتحويلها إلى أداة لخدمة الأهداف العسكرية للقوات الإسرائيلية".

وأكدت المنظمة أن كمية المساعدات التي بدأ الكيان السماح بدخولها إلى غزة تعد مجرد ستار للتظاهر بأن الحصار انتهى، مشيرة إلى أن القصف الذي شنّه الاحتلال مؤخرا أدى إلى تدمير أو إغلاق نحو 20 منشأة طبية في غزة جزئيا أو كليا خلال الأسبوع الماضي. ودعت الكيان الصهيوني إلى إنهاء حصارها المفروض على القطاع ووقف تدمير نظامه الصحي، الذي يأتي ضمن حملتها للتطهير العرقي. 

"الصحة العالمية" تحذّر من إجهاد المنظومة الصحية في القطاع

حذّرت منظمة الصحة العالمية من أنّ تصعيد الاحتلال الصهيوني لعدوانه على قطاع غزة وأوامر الإخلاء الجديدة يؤديان إلى إجهاد النظام الصحي إلى ما هو أبعد من نقطة الانهيار. وأشار المدير العام للمنظمة، تيدروس أدهانوم غيبريسوس في منشور على منصات التواصل الاجتماعي ، إلى أن "المستشفى الإندونيسي ومستشفى كمال عدوان ومستشفى العودة إلى جانب ثلاثة مراكز للرعاية الصحية الأولية وأربع نقاط طبية أصبحت ضمن منطقة الإخلاء المعلن عنها يوم أمس". وأوضح أن مستشفى كمال عدوان أصبح خارج الخدمة بسبب استهدافه من قبل الاحتلال الصهيوني وأن المستشفى الإندونيسي الذي لا يزال الوصول إليه غير ممكن بسبب الوجود العسكري، فيما أصبح مستشفى العودة وهو آخر مستشفى عامل في شمال قطاع غزة مكتظا ومعرضا لخطر الإغلاق بسبب انعدام الأمن وقيود الوصول إليه.

أما بالنسبة لجنوب القطاع، أبرز المدير العام أن "مستشفى غزة الأوروبي المعطل، إلى جانب ثمانية مراكز للرعاية الأولية وتسع نقاط طبية ضمن مناطق الإخلاء التي أُعلن عنها الاثنين، فيما يقع كل من مستشفى ناصر والأمل والأقصى، بالإضافة إلى مستشفى ميداني واحد وخمسة مراكز للرعاية الأولية و17 نقطة طبية على بعد 1000 متر من المنطقة.