الأزمة الخليجية

تليرسون يفشل في إعادة الثقة المفقودة بين العواصم الخليجية وقطر

تليرسون يفشل في إعادة الثقة المفقودة بين العواصم الخليجية وقطر
  • القراءات: 671
 م. مرشدي م. مرشدي

عقد وزير الخارجية الأمريكي ريكس تليرسون، أمس، بمدينة جدة لقاء مع نظرائه السعودي والإماراتي والبحريني والمصري لبحث الموقف من الأزمة الدبلوماسية المستفحلة بين هذه العواصم ودولة قطر. 

وألقت الولايات المتحدة بكل ثقلها الدبلوماسي في هذه الأزمة في محاولة لإيجاد مخرج تفاوضي لها بعد أن بدأت تداعياتها تؤثر على علاقاتها الإستراتيجية مع دول منطقة الخليج.

وإذا كان الرئيس دونالد ترامب، سار في سياق تأييد الموقف السعودي ـ الإماراتي ضد قطر بمجرد انفجار قنبلة القطيعة السعودية ـ القطرية إلا أن إدارته عادت لتصويب الموقف وراحت تضغط من أجل إصلاح ذات البين بين أطراف «الأسرة الخليجية»، حرصا منها على المحافظة على مصالحها في منطقة بأهمية الخليج العربي.

وهو ما يفسر الزيارات المكوكية التي يقوم بها تليرسون، بين عواصم مختلف الدول الخليجية واضعا نصب عينيه عدم تفويت هذه الفرصة لإعادة المياه إلى مجاريها حتى وإن اعترف أن مهمته تبقى صعبة ومعقّدة.

وهي القناعة التي انتهى إليها خاصة وأن الكويت الدولة العضو في مجلس التعاون الخليجي فشل أميرها الشيخ صباح الأحمد آل الصباح، قبله في رأب الصدع الذي ضرب التجانس الذي كان يطبع علاقات دول مجلس التعاون الخليجي ضمن نتيجة مساعي أكدت تباين مواقف أطراف هذه الأزمة.

وعكس رفض الدول الأربعة للاتفاق الأمريكي ـ القطري أول أمس، والخاص بمنع تمويل الإرهاب هوة الخلافات وتعقيدات الأزمة بعد أن وصفت الاتفاق بغير الكافي ولا يلبي شروطها الـ13 التي وضعتها من أجل السماح للدوحة بالعودة إلى أحضان أسرتها الطبيعية، وقال وزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتي، أنور قرقاش، إن حلا مؤقتا لا يعد مبادرة جيدة في رفض دبلوماسي للاتفاق القطري ـ الأمريكي

وبررت العواصم الأربعة موقفها بعدم ثقتها في السلطات القطرية التي أخلّت بالتزامات سابقة اتخذتها على نفسها في وقت سابق بخصوص محاربة الإرهاب وتمويله، وهو ما جعلهم يقررون الإبقاء على الحصار المفروض على قطر منذ الخامس جوان الماضي، ما لم تمتثل للشروط المذكورة.

وعكس اللقاء الذي جمع العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، بكاتب الخارجية الأمريكي مجرد وصوله إلى مدينة جدة قبل لقائه بوزراء الخارجية الأربعة صعوبة مهمته، وهو الذي حاول استغلال الثقل المعنوي للعاهل السعودي للتأثير على نظرائه من أجل تليين مواقفهم وخاصة بخصوص الشروط المذكورة التي سبق لقطر أن رفضتها بقناعة أنها غير مقبولة وانتهاك صارخ لسيادتها.

ولا تبدو السلطات القطرية مكترثة لمواقف جيرانها وشروطهم بعد أن أكدت وزارة الدفاع القطرية وصول خامس دفعة من الجنود الأتراك إلى القاعدة العسكرية التركية لديها والتي طالبت الدول الأربعة بغلقها في نفس الوقت الذي باشرت فيه استيراد 4 آلاف بقرة حلوب للقفز على الحظر الذي فرضته عليها العربية السعودية.

وتؤكد مساعي كاتب الخارجية الأمريكي حرصه على إنهاء الأزمة على رغبة أمريكية ملحة لقطع الطريق أمام الدول الأوروبية التي تريد الاستثمار في هذه الأزمة بكيفية تحافظ فيها على مصالحها القوية مع دول الخليج.

وهو ما يفسر الجولة التي يعتزم وزير الخارجية الفرنسي جون ايف لودريان، القيام بها يومي السبت والأحد القادمين، إلى دول المنطقة مقتفيا آثار نظيريه الألماني والبريطاني اللذين أنهيا جولة مماثلة، حيث اطمئنا على مصالح بلديهما في منطقة تريد الولايات المتحدة جعلها تحت أعينها خدمة لمصالحها دون سواها من القوى الكبرى