في مأدبة عشاء نظمها الكونغرس وحضرها ترامب

تكليف مندوب البوليزاريو التحدث باسم الدول الإفريقية

تكليف مندوب البوليزاريو التحدث باسم الدول الإفريقية
  • القراءات: 4160
مليكة .خ مليكة .خ

أقام الكونغرس الأمريكي مساء الخميس مأدبة عشاء حضرها الرئيس ترامب (فطور الصلاة الوطني السنوي)، وحضرتها عديد الممثليات والمدعوين ووفود الدول الإفريقية المشاركة في هذا العشاء، الذي كان فرصة لتبادل وجهات النظر وآفاق التعاون بين الولايات المتحدة الأمريكية والدول المدعوة، سواء ما تعلق بأهم الملفات الدولية أو ما يمس العلاقات الثنائية.

الحدث الأبرز الذي أثار «اهتمام» المدعوين هو ليس دعوة السيد مولود سعيد ممثل البوليزاريو في واشنطن إلى هذا العشاء فحسب، بل تكليفه بتناول الكلمة باسم الوفد الإفريقي. كلمة ممثل البوليزاريو شكلت حدثا استثنائيا بامتياز، لأنها جاءت أسبوعا فقط بعد اختتام أشغال القمة الإفريقية بأديسا أبابا وعودة المغرب إلى الاتحاد. لذلك أدرج المحللون حضور وتكليف ممثل البوليزاريو بالتحدث باسم الأفارقة على أنها «رسالة قوية» للمعنيين و»أولي الأمر» في المنطقة بأن تحولا كبيرا منتظرا في القضية الصحراوية في عهد ترامب.

موازاة «للحدث» الذي صنعه حضور ممثل البوليزاريو وتحدثه باسم الأفارقة في مأدبة العشاء بحضور أعضاء وأوزان الكونغرس بغرفتيه، أعربت واشنطن عن ارتياحها لجهود الجزائر من أجل استقرار المنطقة، مبرزا «مساهمتها النوعية» في تسوية الأزمة الليبية، مشيرة إلى أن الجزائر وواشنطن تبذلان جهودا لجمع الليبيين حول حل شامل يحفظ لليبيا وحدتها وسيادتها الترابية وتماسك شعبها. كما أكدت على المستوى الثنائي، استعداد المتعاملين الاقتصاديين الأمريكيين للمساهمة في هذه الجهود إذا ما استمرت الجزائر في تحسين مناخ الأعمال. 

جاء ذلك خلال لقاء نائب مساعد كاتب الدولة الأمريكي لمصر والمغرب العربي، جون ديسروشر بوفد برلماني جزائري يزور واشنطن ويضم عضو مجلس الأمة السيدة حفيظة بن شهيدة ونائب رئيس المجلس الشعبي الوطني جمال بوراس والناطق باسم التجمع الوطني الديمقراطي صديق شهاب ورئيس مجموعة الصداقة البرلمانية الجزائرية-الأمريكية عبد الكريم مهني. وجرت هذه المحادثات بحضور سفير الجزائر بواشنطن مجيد بوقرة.   

السيد ديسروشر أوضح أن الولايات المتحدة تشيد باستقرار الجزائر الذي يسمح بالعمل معا من أجل تحقيق الاستقرار في المنطقة، كما تناولت محادثات الطرفين الإصلاحات السياسية في الجزائر والتي توجت بمراجعة الدستور الذي كرّس دولة القانون وحماية الحريات، إضافة إلى المسألة المتعلقة بالدور الهام الذي تضطلع به الهيئة العليا المستقلة لمراقبة الإنتخابات في ترسيخ المسار الديمقراطي. 

الوفد البرلماني الجزائري الذي شارك الخميس الماضي في فطور الصلاة الوطني السنوي، كانت له فرصة لتبادل وجهات النظر حول آفاق تطوير العلاقات الثنائية. 

على صعيد آخر، توالت خطابات الود لواشنطن تجاه الجزائر مؤخرا، ففي ظرف يومين فقط، أكدت كتابة الدولة الأمريكية في بطاقة فنية حول الجزائر، بأن هذه الأخيرة شريك هام بالنسبة لواشنطن، يضطلع بدور بناء وترقية الاستقرار الإقليمي، مثمّنة حالة الاستقرار التي تنعم بها في ظل حالة الالتهاب التي تحيط بها من دول الجوار.

كما أبرزت جهود الجزائر من أجل تعزيز التعاون الدولي في مجال مكافحة الإرهاب، مشيرة إلى أن الجزائر عضو فاعل في المنتدى العالمي ضد الإرهاب.

متتبعون للشأن الجزائري الأمريكي يراهنون على ألّا تتأثر العلاقات الثنائية في عهد ترامب كما كان الحال مع الديمقراطيين، بل أن التاريخ يشهد التقارب الكبير بين الجزائر والجمهوريين خلال الفترات السابقة، علاوة على تطابق وجهة نظر الطرفين إزاء العديد من القضايا في المنطقة العربية والمغاربية والساحل الإفريقي.