كشف دورها الهام في السماح بإبادة أقلية التوتسي" في رواندا عام 1994

تقرير أمريكي يتهم فرنسا بالتغاضي على جريمة كانت وشيكة

تقرير أمريكي يتهم فرنسا بالتغاضي على جريمة كانت وشيكة
  • القراءات: 643
و. ا و. ا

اتهم تقرير أعده مكتب "ليفي فايرستون ميوز" للمحاماة  بالعاصمة الأمريكية، واشنطن صدر أول أمس الاثنين، فرنسا بالتغاضي عن وقوع حرب الإبادة الجماعية التي طالت عرقية التوتسي في رواندا عام 1994.

وقدم التقرير الذي جاء في 600 صفحة وأعده مكتب محاماة أمريكي بتكليف من الحكومة الرواندية، للتحقيق حول دور فرنسا في الإبادة الجماعية ضد عرقية "التوتسي"، "قراءة مغايرة لمجرى أحداث تلك الإبادة التي أدت إلى إبادة أكثر من 800 ألف شخص في عام 1994" بعد أن التزمت باريس حيادا مشبوها ولم تحرك ساكنا لوقف إبادة عرقية "التوتسي" على يد قوات الحكومة الرواندية التي كانت حينها تحت سيطرة أنداك عرقية "الهوتو". وأكد التقرير الأمريكي  إنه بعد 27 عاما من الإبادة الجماعية  تحاول فرنسا والحكومة الرواندية إزالة كل غموض اكتنف الأحداث  المأساوية التي رافقت إراقة دماء آلاف المدنيين الأبرياء إلا لكونهم من عرقية أخرى غير تلك التي كانت تحكم هذا البلد في وسط إفريقيا على امل تحسين العلاقات الثنائية بينهما.

وأضاف التقرير أن الحكومة الفرنسية حينها "لم تكن عمياء ولا فاقدة للوعي فيما يتعلق بقرب وقوع إبادة جماعية ولكنها استمرت في دعمها الثابت لحكومة الرئيس الرواندي أنداك، جوفينال هابياريمانا المنتمي إلى عرقية "الهوتو"، متهما حكومة الرئيس الفرنسي فرانسوا ميتران فعل ذلك "بنية تعزيز نفوذ فرنسا ومصالحها في قلب القارة الإفريقية". وكانت رواندا وهي دولة غير ساحلية ويبلغ عدد سكانها أكثر من 12 مليون نسمة في وسط إفريقيا، مستعمرة بلجيكية حتى استقلالها في عام 1962. لكن أثناء الإبادة الجماعية أرسلت فرنسا التي كانت تربطها علاقات وثيقة بحكومة هابياريمانا قواتها إلى كيغالي ضمن عملية عسكرية بتفويض من الأمم المتحدة.

ولفت التقرير إلى قيام مسؤولين فرنسيين بـ"تسليح وتقديم المشورة والتدريب والتجهيز والحماية للحكومة الرواندية، غير مكترثين بنزوع نظام هابياريمانا للتجرد من إنسانيته وبلغ به الأمر حد، إبادة وقتل عرقية التوتسي". كما اتهم التقرير السلطات الفرنسية  بـ"التستر" على دورها في الإبادة الجماعية التي وقعت على مدى 100 يوم تقريبًا و"حماية أولئك الذين شاركوا في عمليات القتل وحجب الوثائق والشهادات الهامة التي من شأنها أن تلقي مزيدًا من الضوء على أفعالها".

ولم يجد معدو التقرير أي دليل على أن مسؤولين أو موظفين فرنسيين شاركوا "بشكل مباشر في قتل "التوتسي" خلال تلك الفترة، في حين اعتمد تقرير المؤسسة على مجموعة من المصادر بما في ذلك التقارير الحكومية ومقاطع الفيديو والأفلام الوثائقية والمقابلات مع أكثر من 250 شاهد. ودار جدل بين فرنسا ورواندا لسنوات حول روايات عن كيفية حدوث الإبادة الجماعية ومدى التواطؤ الفرنسي، لكن العلاقات بدأت تتحسن تدريجيا.