اتفاقات لاحتواء الخلافات الأمنية والعسكرية

تفاؤل أممي بمخرج للأزمة الليبية

تفاؤل أممي بمخرج للأزمة الليبية
  • القراءات: 1021
ص. محمديوة ص. محمديوة

توصل الفرقاء الليبيون خلال مفاوضاتهم الجارية في إطار اللجنة العسكرية المشتركة المنعقدة بمدينة جنيف السويسرية تحت إشراف أممي إلى إجراءات ملموسة لاحتواء عدة خلافات ضمن خطوات ثابتة باتجاه مخرج يبدو أنه أصبح قاب قوسين أو أدنى لأزمة أمنية وسياسية تضرب ليبيا منذ قرابة عقد كامل.

وخرجت المبعوثة الخاصة للأمين العام الأممي ورئيسة البعثة الأممية في ليبيا بالنيابة، ستيفاني وليامز بعد يومين من محادثات مباشرة طبعها جو من التفاهم والتوافق بين وفدي الجانبين المتصارعين المشاركين في هذه المحادثات، وكلها تفاؤل بإمكانية التوصل إلى وقف شامل ودائم لإطلاق النار في هذا البلد المتوتر. وقالت وليامز في ندوة صحفية نشطتها أمس أنها بنت تفاؤلها الكبير على أساس الجو الجاد والالتزام الذي ميز أولى المحادثات المباشرة بين أعضاء وفدي اللجنة العسكرية الليبية المشتركة ”5+5” واللذين يمثلان طرفي السلطتين المتصارعتين في ليبيا في شرقها وغربها.

وأضافت إنه بلدهم وليبيا لليبيين.. لهذا فسأبقى جد متفائلة بتوصلهما إلى وقف دائم لإطلاق النار، معلنة في هذا السياق عن عدة اتفاقات وإجراءات ملموسة تم التوافق حولها على مدار اليومين الماضيين، منها اتفاق يقضي بخروج القوات الأجنبية في غضون 90 يوما تحت إشراف أممي. واتفق الطرفان المتفاوضان على فتح الطرق الداخلية بين شرق وغرب البلاد، عبر مسارات برية وجوية، مطالبين في هذا الإطار من سلطة الملاحة المدنية اتخاذ كل الإجراءات الضرورية لإعادة فتح الخطوط الجوية في أقرب وقت ممكن.

وأكدت وليامز التوصل أيضا إلى اتفاق للتمسك بقرار التهدئة على جبهات القتال وتجنب أي تصعيد عسكري، مؤكدة أن إجراءات بناء الثقة بين الأطراف دخلت حيز التنفيذ موضحة أن من بين بنود الاتفاق إعادة هيكلة حرس منشآت النفط لضمان استمرار تدفقه. كما اتفق الجانبان على زيادة إنتاج النفط مطالبين القوات المتنازعة على العمل مباشرة مع الشركة الليبية للنفط من أجل اقتراح إعادة هيكلة حراس المنشآت البترولية من أجل زيادة إنتاج البترول وضمان تدفقه.

وعلى الصعيد السياسي أوضحت المسؤولة الأممية أن اللجنة العسكرية المشتركة وافقت على وضع حد لخطاب الكراهية في وسائل الإعلام ووسائط التواصل الاجتماعي لضمان استمرار الهدوء الذي يميز الخط الأمامي حاليًا ودعم الجهود المستمرة لإطلاق سراح السجناءولكن وليامز عادت وحذرت الليبيين من مخاطر التدخل الأجنبي وخاصة فيما يتعلق بحظر بيع السلاح بعد أن شكل طيلة عشرية كاملة واحدا من بين أهم الأسباب التي حالت دون توصلهم إلى احتواء خلافاتهم بالطرق السلمية. والمؤكد أن النجاح الذي حققته محادثات اللجنة العسكرية التي تمثل المسار الأمني المنبثق عن مؤتمر برلين سيكون له أثره الايجابي كما سبق وأكدت على ذلك ستيفاني وليامز على المساريين السياسي والاقتصادي الذي من المفروض أن تحتضن تونس بداية من الشهر قادم المحادثات الخاصة بهما.

ويدعم التفاؤل الأممي تقارب سبق وطبعته تصريحات القادة الليبيين المتنازعين في شرق وغرب ليبيا خاصة منها إعلان فايز السراج رئيس حكومة الوفاق الوطني المعترف بها دوليا عن نيته التنحي من منصبة من أجل فتح المجال أمام عملية سياسية تفضي بانتخابات عامة في البلاد للمّ شملها تحت سلطة موحدة.