بينما دعا غوتيريس المجموعة الدولية للتفاوض مع طالبان

تعهدات بتوفير 1.2 مليار دولار لمساعدة أفغانستان

تعهدات بتوفير 1.2 مليار دولار لمساعدة أفغانستان
  • القراءات: 608
ص. م ص. م

بلينكن: لقد ورثنا موعدا نهائيا ولم نرث خطة

أعلنت الأمم المتحدة عن التزام الدول المانحة بتوفير 1.2 مليار دولار من المساعدات لفائدة أفغانستان من دون أن تحدد المبلغ المخصص للمساعدة العاجلة في مبادرة رحبت بها حركة طالبان التي دعت الولايات المتحدة إلى إثبات سخائها على أرض الواقع. وقال وزير الخارجية في حكومة طالبان أمير خان متقي، أمس، أن هذه الأخيرة "ترحب وتحيي التزام العالم بتوفير نحو مليار دولار من المساعدات وندعوه لمواصلة مساعدته لأفغانستان"، مضيفا أن "الولايات المتحدة بلد كبير وعليها أن تثبت كرمها".

وكانت الأمم المتحدة طالبت بتوفير مساعدات عاجلة بقيمة 606 ملايين دولار أمريكي لتلبية الاحتياجات الأساسية لـ11 مليون أفغاني مع نهاية العام الجاري، حيث أعلنت فرنسا خلال المؤتمر على منح 100 مليون أورو، فيما توفر الولايات المتحدة حوالي 64 مليون أورو لفائدة المنظمات الانسانية الناشطة في هذا البلد. ولأن عهد طالبان أصبح أمرت واقعت لا مفر منه، فقد شدد الأمين العام الاممي انطونيو غوتيريس على ضرورة أن تتفاوض المجموعة الدولية مع الحكام الجدد في كابول من أجل تفادي وقوع كارثة انسانية في أفغانستان. وقال غوتيريس في مؤتمر المانحين المنعقد، أول أمس، في جنيف السويسرية لتقديم الدعم لأفغانستان، أنه "إذا أردنا تحقيق تقدم على مجال حقوق الإنسان بالنسبة للشعب الأفغاني، فالوسيلة الأفضل تبقى المضي قدما مع المساعدات الانسانية والتحاور مع طالبان والاستفادة من هذه المساعدات الإنسانية للضغط من أجل بلوغ هذه الحقوق".

بالمقابل لا يزال الانسحاب العسكري الأمريكي الفوضوي من أفغانستان الذي جاء بطعم الهزيمة لواحدة من أطول الحروب الأمريكية في العالم، يلاحق إدارة الرئيس جو بايدن التي وجدت نفسها في قفص الاتهام بسب سوء تقديرها لتداعياته. ودافع مجددا كاتب الدولة الأمريكي أنطوني بلينكن في جلسة استماع أمام مجلس النواب ليلة الاثنين الثلاثاء بشراسة عن قرار الانسحاب في مواجهة انتقادات الجمهوريين اللاذعة الذين وصفوه بأنه "كارثة" و"خيانة" و"استسلام غير مشروط" أمام طالبان التي استرجعت سلطتها الضائعة على أفغانستان. وبحزم أكبر، تحدى الدبلوماسي الأمريكي الاتهامات بعدم الاستعداد التي صيغت حتى داخل معسكره الديمقراطي ورد من خلال إلقاء اللوم على الرئيس السابق دونالد ترامب الذي حمله جزءا كبيرا من المسؤولية في هذه النهاية التي نظر اليها كثيرون على أنها انهزام لواشنطن في أفغانستان بعد 20 عاما من الحرب.

وقال بلينكن "لقد ورثنا موعدا نهائيا ولم نرث خطة" في إشارة إلى أن ترامب هو من قرر في بادئ الأمر سحب القوات الأمريكية في أفغانستان من دون أن يعد خطة لذلك، مذكرا بالاتفاق الذي توصلت إليه إدارة ترامب مع طالبان الذي تضمن الانسحاب النهائي من أفغانستان وإطلاق سراح 5 آلاف مسلح. وأضاف في هذا السياق أن الرئيس بايدن أكد على هذا الانسحاب الذي قرره سابقه في إطار اتفاقه مع طالبان ومن دون ذلك الاتفاق لم يكن ليفعل ذلك "بالضرورة وفق هذا الجدول الزمني" ولا "بهذه الطريقة". واعتبر بلينكن أنه عند وصول الرئيس بايدن الى البيت الابيض بداية شهر جانفي 2021 لم يكن أمامه أي خيار سوى "انهاء الحرب أو التصعيد" باعتبار أن "طالبان كانت أقوى عسكريا من أي وقت مضى" منذ الإطاحة بنظامها على إثر الغزو الأمريكي لأفغانستان بعد هجمات 11 سبتمبر 2001 على الولايات المتحدة.

ورغم أن الانسحاب العسكري الأمريكي من أفغانستان حظي بدعم فئة واسعة من الطبقة السياسية الأمريكية إلا أن طريقة تنفيذه التي غلبت عليها الفوضى وغابت عنها التقديرات الموضوعية لتداعياته، وضعت الادارة الديمقراطية في مواجهة سيل من الانتقادات اللاذعة خاصة من المعسكر الجمهوري الذي طالب بعض نوابه حتى باستقالة وزير الخارجية الأمريكي لفشله في تسيير هذا الملف. وهناك من اتهم الثنائي بايدن ـ بلينكن بعدم الايفاء بتعهداتهم في التخلي عن أي أمريكي في أفغانستان، يضاف إلى ذلك اعتبار آخرين أن وصول طالبان بكل تلك السهولة إلى سدة الحكم شكّل أكبر ضربة للولايات المتحدة التي اضطرت في الأخير ليس للتفاوض مع حركة مسلحة فشلت في محاربتها لـ19 عاما بل التعاون معها لتسهيل عمليات إجلاء الرعايا الأجانب والأفغان الراغبين في مغادرة البلاد.