الصحفي المغربي السابق محمد الراضي

تطبيع المخزن مع الكيان الإسرائيلي "انتحار" والوضع "قابل للانفجار"

تطبيع المخزن مع الكيان الإسرائيلي "انتحار" والوضع "قابل للانفجار"
محمد راضي الليلي، الصحفي والمذيع السابق للأخبار بالتلفزيون المغربي الرسمي
  • القراءات: 1107
ق. د ق. د

أكد محمد راضي الليلي، الصحفي والمذيع السابق للأخبار بالتلفزيون المغربي الرسمي أمس أن تطبيع النظام الملكي لعلاقاته مع الكيان الإسرائيلي يعد بمثابة "انتحار" في ظل وضع داخلي "ينذر بالانفجار في أي لحظة".

وقال في تصريح لوكالة الأنباء الجزائرية انطلاقا من العاصمة الفرنسية باريس، إن النظام الملكي المغربي مستعد "لتقديم كل ما يطلب منه من تنازلات من أجل الاستيلاء على الصحراء الغربية حتى وإن بلغ به الأمر إلى إهداء القضية الفلسطينية بالمجان للكيان الإسرائيلي". واعتبر راضي الليلي "إبرام النظام الملكي لهذه الصفقة مقابل اعتراف غير شرعي وغير قانوني لرئيس يعد آخر أيامه في البيت الأبيض يدل على أن النظام المغربي في حالة انتحار، بسبب الوضعية الهشة التي يعيشها وفشله في فرض أطروحته" بشأن تسوية النزاع في الصحراء الغربية. وأكد بخصوص حقيقة العلاقات المغربية - الإسرائيلية، أن التعاون موجود منذ القديم لكنه كان خفيا وسريا أحيانا ومعلنا أحيانا أخرى من خلال اللقاءات الدينية للجالية اليهودية في المغرب والتي كان يغطيها التلفزيون الرسمي المغربي". وأضاف الراضي أنه "بحكم أني كنت مذيعا سابقا لنشرة الأخبار الرئيسية في التلفزيون الرسمي المغربي كانت هناك تغطية إعلامية دورية  خاصة في النشرات الإخبارية تنفيذا لتعليمات مباشرة من وزارة الداخلية المغربية لمديرية التلفزيون من أجل بث هذه التغطيات في أوقات الذروة لمشاهدتها من أكبر عدد ممكن من المشاهدين".

وتأسف الصحفي المغربي أن يتحول الموضوع إلى "مقايضة واضحة مع الكيان الإسرائيلي تقدّم القضية الفلسطينية بالمجان في وقت يوهم فيه النظام الملكي العالم الإسلامي والعربي أنه يناضل من أجل القضية الفلسطينية". وأضاف أن "الاحتلال المغربي فشل في أن ينتزع اعترافات دولية أو أن يحقق مكاسب دبلوماسية في هذا الموضوع كما فشل في "إقناع الصحراويين في المدن المحتلة وفي مخيمات اللاجئين بمقترح الحكم الذاتي وكذا بمراوغاته وإغراءاته للاستيلاء على ثرواتهم وأراضيهم". وقال إن المخزن "انتقل إلى السرعة القصوى" خلال الأسابيع الأخيرة بعد الإنجازات، التي حققتها جبهة البوليزاريو على الصعيدين السياسي والعسكري ردا على الخرق المغربي لاتفاق وقف إطلاق النار في 13 نوفمبر الماضي، معتبرا في نفس الوقت إقدام دول على فتح قنصليات لها في المدن الصحراوية المحتلة في خانة "المرور إلى السرعة القصوى لإقناع الرأي العام المغربي أنه يملك دبلوماسية قوية وأنه نظام كفؤ وناجع في إدارة هذا الملف، رغم اجتراره لنفس المقترحات منذ عقود طويلة". وأشار في هذا السياق إلى أن الرأي العام المغربي وقع ضحية عملية تضليل مقننة بسبب وسائل الإعلام المخزنية التي تنشط بكثافة".

الصحراء الغربية مسألة حياة أو موت بالنسبة للمخزن

ويجزم الصحفي المغربي على القول إن "من يعتقد أن التطبيع أمر طبيعي في هذا الصراع، فهو يكذب على نفسه، لأن مصير الصحراء الغربية لن يقرره لا ترامب ولا إسرائيل ولا الاحتلال المغربي وآلياته المخزنية بل الشعب الصحراوي وحده من يقرر مصيره" مذكرا بأن "الأمم المتحدة تنظر إلى القضية الصحراوية كمسألة استعمار".

ويرى الصحفي المغربي، أن قضية الصحراء الغربية أصبحت بالنسبة للمخزن، "مسألة حياة أو موت" في علاقته مع الرأي العام المغربي، مشيرا إلى أن المملكة "تعيش ظروفا اقتصادية واجتماعية صعبة للغاية". وقال إن العدوان العسكري المغربي على منطقة الكركرات، جاء نتيجة حتمية "لتضرر المملكة اقتصاديا مما جعلها تلجأ إلى خرق وقف إطلاق النار" لإلهاء الرأي العام المغربي بعد أن عجزت في إقناعه بالسيادة المزعومة على الأراضي الصحراوية  بعد أن أخطأ في حساباته عندما اعتقد أنه "سيفرض على  جبهة البوليزاريو رأيه وسيواصل دوره كطفل مدلل" إلا أن رد فعل جبهة البوليزاريو كان صارما باتخاذها قرار العودة إلى الكفاح المسلح". كما أكد أن التبعات كانت مكلفة جدا عسكريا للمغرب لأنه غير مستعد  لخوض هذه المعركة"  لمحدودية إمكانياته ولانخفاض معنويات جيشه إضافة إلى وضعه الداخلي الهش جدا بسبب تأثيرات كورونا. وأشار إلى أن الشعب المغربي بكل فئاته "يعيش حالة احتقان كبيرة بسبب ظروفه الاجتماعية الصعبة، رغم محاولات النظام المغربي إخفاء هذا الواقع القابل للانفجار في أي لحظة". وحث محمد راضي الليلي في الأخير الشعب الصحراوي على مواصلة كفاحه المسلح بقناعة أنه السبيل الوحيد "لإرغام المحتل المغربي على الاعتراف بحقيقة أنه لا سيادة له على الصحراء الغربية وأن ما يقوم به ما هي سوى حلول ترقيعية لربح الوقت ولإدامة وجوده كنظام سياسي في المغرب"