الرئيس الامريكي يصف السفير البريطاني بـ”السخيف" و”الساذج"

تصعيد قد يؤثر على علاقات أكبر حليفين على ضفتي الأطلسي

تصعيد قد يؤثر على علاقات أكبر حليفين على ضفتي الأطلسي
  • القراءات: 859
م. مرشدي م. مرشدي

لم يتجرع الرئيس الامريكي، دونالد ترامب، النعوت التي وصفه بها السفير البريطاني في واشنطن ليرد له الصاع صاعين عندما وصفه بـ”السخيف" والدبلوماسي "الساذج" ضمن تصعيد في اللهجة من شانه أن يحدث شرخا في علاقات اكبر حليفين على ضفتي الأطلسي.

وجاءت حدة العبارات التي استعملها الرئيس الامريكي، أمس، اشد وقعا ضد وصف السفير البريطاني كيم داروش الذي نعته فيها بالرئيس "متقلب الأطوار" وغير المؤهل لقيادة دولة بحجم وقوة الولايات المتحدة.

وعاد الرئيس الامريكي، أمس، إلى قضية السفير البريطاني في واشنطن واصفا إياه بـ”الأبله" في نفس الوقت الذي هاجم فيه الوزيرة الأولى البريطانية تريزا ماي التي قال إنها قادت  مفاوضات كارثية مع الاتحاد الأوروبي في رد على إعلان تضامنها مع سفير بلادها في الولايات المتحدة.

وكتب الرئيس ترامب في تغريدة على موقع "تويتر" "أنا لا أعرف هذا  السفير لكنه ليس محبوبا في الولايات المتحدة  وأضاف أن إدارته لن تتعامل معه من الآن.

وتمر العلاقات الأمريكية ـ البريطانية الولايات بأخطر أزمة ثقة على خلفية تسريب وسائل إعلام بريطانية لبرقيات دبلوماسية سرية ابرق بها السفير البريطاني في العاصمة الأمريكية، كيم داروش وضمنها مواقفه تجاه الرئيس ترامب الذي وصفه بغير المستقر على مواقفه  وبما ينذر بأزمة حادة في أعلى هرم الادارة الأمريكية.

ورغم الموقف العنيف الذي أبدته الادارة الأمريكية إلا أن الحكومة البريطانية وقفت إلى جانب سفيرها وتضامنت معه، معتبرة أن البرقيات التي بعث بها قد تحمل مواقف شخصية دون أن يكون لها أي تأثير على موقف المملكة المتحدة مع الولايات المتحدة التي تبقى حسب مختلف المسؤولين البريطانيين الحليف الأول لبلدهم وخاصة بعد قرار انسحابها من عضوية الاتحاد الأوروبي "بريكسيت".

وبقي السؤال المطروح في لندن كما في واشنطن حول ما إذا كانت الحكومة البريطانية ستستدعي سفيرها في أمريكا بعد قرار البيت الأبيض بعدم التعامل معه، بما يعني أنه أصبح شخصية غير مرغوب فيها أم أنها ستبقي عليه في منصبه إلى غاية الشتاء القادم معد انتهاء مهمته في واشنطن؟.

ورجحت مصادر بريطانية أن يترك أمر اتخاذ القرار بخصوص هذه القضية الى ما بعد 23 جويلية الجاري موعد اختيار وزير أول بريطاني خلفا لتريزا ماي تكون له صلاحية البت في مصير السفير البريطاني في واشنطن.

واعتبر ساسة بريطانيون ان تسريب مضمون تلك البرقيات الدبلوماسية شكل طعنة في ظهر المملكة المتحدة التي تمر بوضعية سياسية صعبة على خليفة فشلها في إتمام عملية الخروج من الاتحاد الأوروبي ولم تجد سوى الرئيس الامريكي الذي أيدها في قرارها ووعدها باتفاق تاريخي يعوضها عن علاقتها مع الاتحاد الأوروبي.

وهو ما جعل لندن تواصل تساؤلاتها حول الجهة التي وقفت وراء عملية التسريب والغرض الخفي منها بالنظر الى السياق الزمني والظروف السياسية التي تمر بها بريطانيا.

ولأن وقع الصدمة كان كبيرا على مختلف المسؤولين البريطانيين فان جهات فاعلة في العاصمة لندن لم تستبعد اللجوء الى تحقيق امني في حال فشلت التحريات الداخلية في ضبط مسربي هذه البرقيات التي أضرت كثيرا بعلاقاتها مع دولة بأهمية الولايات المتحدة.

وفي انتظار ذلك فقد تواترت الفرضيات المحتملة وجعلت كاتب الدولة البريطاني للشؤون الخارجية آلان دونمان يؤكد أن الامر يتعلق بعملية تسريب داخل الادارة، بينما تساءل كريستوفر مايير السفير البريطاني الأسبق بالولايات المتحدة  من المستفيد من هذه الجريمة؟ وليجيب، بأن شريرا يكون قد فعل ذلك لضرب السفير كيم داروش حتى يتم استبداله بآخر ممن يكون وفيا له.

وذهبت صحفا بريطانية إلى أبعد من ذلك عندما لم تستبعد احتمال وجود قرصنة معلوماتية قامت بها دولة ثالثة وذكرت من بينها إيران وروسيا والصين.

وهو الاحتمال الذي جعل وزير الخارجية البريطاني جيريمي هونت يصف الامر بالمقلق ولكنه أكد انه لا يحوز على أية معلومات ترجع مثل هذه الفرضية.

ووجدت الصحفية، ايزابيل واكشوط التي نشرت هذه المعلومات على صدر صحيفة "مايل او صنداي" نفسها في وضع المدافعة  عن نفسها، نافية كل علاقة لها مع "جهاز المخابرات الروسية".