واشنطن تدعو إلى التهدئة

تصعيد اللهجة بين موسكو وأنقرة يعمّق الأزمة السورية

تصعيد اللهجة بين موسكو وأنقرة يعمّق الأزمة السورية
  • 864
م. مرشدي م. مرشدي

تسير العلاقة بين تركيا وروسيا من تصعيد إلى آخر كلما اشتد الجدل حول سبل إخراج سوريا من مستنقع الحرب الأهلية التي تتخبط فيها، وتأكد معها أن كل طرف يريد تغليب مصالحه والدفاع عنها حتى وإن استدعى الأمر اللجوء إلى خيار القوة العسكرية.

ووسط سيل الاتهامات المتبادلة بين البلدين، لم يتمالك أحمد داود أوغلو الوزير الأول التركي نفسه وذهب إلى حد تهديد موسكو "برد تركي صارم جدا". ولم يكن أوغلو متسامحا تجاه روسيا وقال إن هذه الأخيرة "إن هي واصلت تصرفاتها كمنظمة إرهابية ترغم السكان المدنيين على الفرار، فإننا لن نتوانى في القيام برد حازم لمنعها من مواصلة ذلك.

وذهب في ندوة صحفية عقدها أمس، بالعاصمة الأوكرانية كييف إلى حد إقامة تشبيه بين التصرفات الروسية وتنظيم "الدولة الإسلامية" في سوريا وحمّلهما مسؤولية القيام بجرائم ضد الإنسانية وأن هذه المسألة سيتم دراستها في إطار القانون الدولي، والتلميح واضح بمتابعة روسيا أمام المحاكم الدولية وقال إن "نوايا روسيا في سوريا تبقى قتل أكبر عدد من المدنيين ودعم النظام السوري ومواصلة الحرب". وسبق للحكومة التركية أن حذرت الأكراد السوريين من كل محاولة لبسط سيطرتهم على الضفة الغربية لنهر الفرات في جزئه السوري، وبالتالي تمكين هذه الأقلية من بسط سيطرتها على طول الحدود السورية التركية.

وكان الرد التركي منتظرا بعد انتقادات روسية لعمليات القصف المدفعي التي تقوم بها المدفعية التركية ضد مواقع المقاتلين الأكراد السوريين، عناصر حزب الوحدة الديمقراطي الكردي على طول الحدود السورية. ونشرت الخارجية الروسية بيانا عبرت فيه عن انشغالها العميق إزاء التصرف التركي لليوم الثالث على التوالي.

ولم تكن لهجة بيان وزارة الخارجية الروسية أقل حدة من تلك التي أبداها أحمد داود أوغلو عندما أكدت أن أنقرة أصبحت تنتهج سياسة استفزازية تشكل خطرا على السلام في المنطقة.

ووصفت موسكو ذلك بمثابة أعمال عدوانية ودعما مفضوحا للإرهاب الدولي، مما جعلها تؤكد أنها ستطرح هذه القضية على مجلس الأمن الدولي لتقييم "السياسة الاستفزازية التركية التي تشكل تهديدا للأمن والاستقرار في كل منطقة الشرق الأوسط". بعد أن اتهمتها بعض الطرف عما أسمته بالسماح لعناصر إرهابية مرتزقة بالتسلل إلى داخل التراب السوري.

وذهبت السلطات السورية من جهتها إلى حد اتهام أنقرة بإرسال قوات برية وشاحنات محملة بالأسلحة والذخيرة إلى داخل سوريا ضمن اتهامات التي سارعت الحكومة التركية إلى نفيها في حينها.

ويبدو أن الولايات المتحدة بدأت تستشعر خطر الاتهامات والاتهامات المضادة بين أنقرة وموسكو مما جعلها تحث الجانبين لتفادي أي انزلاق في الوضع السوري. وأكد ناطق باسم الخارجية الأمريكية على أهمية أن يتحاور الروس والأتراك بشكل مباشر واتخاذ إجراءات عملية لتفادي أي انزلاق قد يعمّق الأزمة السورية.