طباعة هذه الصفحة

أكد على دور أكثر حزما لبعثة ”مينورسو” في الصحراء الغربية

تصريحات جون بولتن تُحدث زلزالا في المغرب

تصريحات جون بولتن تُحدث زلزالا في المغرب
  • القراءات: 2464
م. مرشدي م. مرشدي

ألقت الولايات المتحدة الأمريكية بثقلها الدبلوماسي في مسار تسوية القضية الصحراوية بعد أن جددت حرصها على ضرورة إنهاء هذا النزاع، وفق ما تقتضيه الشرعية الدولية في نفس الوقت الذي تأسفت لوجود بعثة أممية في هذا الإقليم منذ 27 عاما، مهمتها تنظيم استفتاء تقرير المصير، ولكنها فشلت في الاضطلاع بمهمتها الموكلة لها.

ولم يُخف جون بولتن، مستشار الرئيس الأمريكي للأمن القومي، إحباطه لاستمرار حالة الانسداد التي يعرفها مسار تسوية النزاع؛ مما جعله يطالب بـ ”عهدة قوية” لبعثة ”مينورسو”، من شأنها الدفع بالمسار الأممي إلى نهايته. ولم يفوّت بولتن الذي كان مهندس مشروع القرار الأمريكي لتوسيع صلاحيات ”مينورسو” لتشمل مراقبة وحماية حقوق الإنسان في الأراضي الصحراوية المحتلة، خلال لقاء صحفي نُظم أول أمس الخميس بمؤسسة التراث ”هيريتيج فاوندايشن” خصص لمناقشة الإستراتيجية الجديدة للإدارة الأمريكية بإفريقيا، لم يفوّت الفرصة لتوضيح النهج الأمريكي الجديد لأجل تسوية آخر قضية تصفية استعمار في القارة الإفريقية.

وفي مخاطبته سفراء الدول الإفريقية وممثلي المنظمات غير الحكومية والشخصيات الأمريكية التي حضرت هذا اللقاء، تساءل بولتن قائلا: ”27 سنة من نشرها لازالت البعثة تراوح مكانها؛ كيف لكم تفسير ذلك؟”.

وقال باتجاه الحضور وضمن رسائل قوية باتجاه الأطراف المعنية بهذا النزاع وخاصة المحتل المغربي، إنه ”يتعين عليكم التفكير في الشعب الصحراوي والصحراويين الذين لا يزالون يعيشون في المخيمات”، قبل أن يضيف أن ”الصحراويين وأبناءهم بحاجة إلى العودة إلى ديارهم لعيش حياة عادية”.

وخلال توضيحه الإطار العام لإستراتجية بلاده الجديدة في إفريقيا والتي كُرس جزء منها لمهام حفظ السلام الأممية قال المسؤول الأمريكي: ”إذا ما كنا حقا حازمين في حماية الأبرياء بمناطق النزاع، فإنه يتوجب علينا الحرص على أن تكون عمليات حفظ السلام مسؤولة وقوية وفعالة”.   وذكّر في سياق ذلك بما قامت به الولايات المتحدة شهر أفريل الماضي فيما يخص حفظ السلام في الصحراء الغربية، عندما طالبت بتجديد مهمة بعثة ”مينورسو” لمدة ستة أشهر فقط بدلا عن سنة التي كان معمولا بها طيلة 27 عاما، ”وكلنا حرص على أن تكون مهمتها قوية وفعالة ومرتبطة بالتطورات  السياسية المهمة”.    

وأضاف أن بفضل هذا النهج ”اتفق طرفا النزاع والبلدان المجاورة المعنية بالقضية، على اللقاء لأول مرة منذ 2012 بمدينة جنيف السويسرية”، مشيرا إلى أنه تحادث حول القضية الصحراوية مع الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة هورست كوهلر، ليضيف أن الرئيس الألماني سابقا، أبان عن ”أفكار إبداعية” لحل النزاع.    وأكد بولتن وهو يدافع عن سياسة بلاده الخاصة بإعادة هيكلة المساعدة الأمريكية الممنوحة لإفريقيا، أن إدارة الرئيس ترامب ترغب في إنهاء كل البعثات التي لم تؤد مهمتها بعد  سنوات عديدة من نشرها. وسارت هذه المواقف إلى نقيض الموقف المغربي الرافض توسيع مهام بعثة مينورسو، لتشمل وضعية حقوق الإنسان في المدن المحتلة، وهو ما فسر التوجس المغربي من تعيين جون بولتون في منصب المستشار الأمني للرئيس الأمريكي، وشكّل ذلك صدمة قوية في الرباط بسبب مواقفه من النزاع في الصحراء الغربية.