فيما فشل المشاركون في ندوة برلين في تجسيد وعودهم

تشاؤم أممي من تدهور الأوضاع في ليبيا

تشاؤم أممي من تدهور الأوضاع في ليبيا
  • القراءات: 658
م. مرشدي م. مرشدي

أبدت الأمم المتحدة أمس، انشغالها العميق إزاء التدهور الخطير للوضع في ليبيا بسبب الخرق المتواصل لاتفاق وقف إطلاق النار المتوصل إليه يوم 12 جانفي الماضي وقرار مجلس الأمن القاضي بحظر بيع الأسلحة لفرقاء الحرب الأهلية في هذا البلد.

والمفارقة أن الدول الموقعة على هاتين التوصيتين هي نفسها التي تقوم بخرقهما بما يؤكد عدم جدية المجموعة الدولية في التعاطي مع الأزمة الليبية التي أصبحت رهينة تجاذبات المصالح الضيقة لهذه الدول التي تتصارع فيما بينها على خلفية تحقيق مكاسب جيواستراتيجية في إحدى أغنى البلدان الإفريقية.

وأكدت ستيفاني ويليامس مساعدة المبعوث الأممي إلى ليبيا، غسان سلامة على هامش ندوة الأمن بمدينة ميونيخ الألمانية أمس، أن الإشارات الإيجابية التي تلت ندوة برلين ما لبثت أن انهارت في ظل التطورات الميدانية الأخيرة التي وصفتها بالخطيرة، وبأنها تنذر بتدهور أكبر في حال استمرت حالة الاحتقان على حالها.

وأضافت المسؤولة الأممية أن الهدنة المتوصل إليها بالعاصمة الروسية، أصبحت على حافة الانهيار في أي لحظة في ظل تسجيل 150 خرقا لها في وقت يعاني فيه الشعب الليبي من متاعب معيشية قاسية.

وتم الكشف عن هذه الحقائق غير المشجعة بعد لقاء عقد أمس، على هامش ندوة الأمن بمدينة ميونخ، حضره ممثلو الدول المشاركة في قمة العاصمة الألمانية برلين في 19 جانفي الماضي لتقييم مدى التزام كل الأطراف بمخرجات الندوة، خاصة ما تعلق بوقف إطلاق النار والكف عن تزويد المتحاربين بالسلاح والمرتزقة.

وجاءت تصريحات ويليامس تزامنا مع استئناف قوات خليفة حفتر عملياتها العسكرية في محيط العاصمة طرابلس وذلك ساعات بعد مصادقة أعضاء مجلس الأمن الدولي ليلة الخميس إلى الجمعة على أول لائحة له حول ليبيا والتي جددت التأكيد على الوقف الفوري لإطلاق النار ووقف إرسال مرتزقة إلى جبهات القتال.

وكثفت قوات الجيش الوطني الليبي بقيادة اللواء خليفة حفتر قصفها الجوي والمدفعي على أهداف الحكومة في العاصمة طرابلس، شملت أحياء سكنية، خلف قتلى وجرحى ضمن تصعيد أعطى الاعتقاد بأن الهدنة التي شرع فيها منذ 12 جانفي توشك على الانهيار بما يعيد الوضع إلى نقطة البداية.

ولا يستبعد أن ترهن هذه التطورات فرصة التئام أول جولة مفاوضات سياسية مباشرة بين طرفي الحرب المنتظرة ليوم 26 فيفري الجاري بعد قرابة عامين من توقفها والتي قد تنعكس أيضا على مفاوضات الطرفين بمدينة جنيف برعاية أممية ضمن ما عرف بلجنة "خمسة زائد خمسة" التي تم تشكيلها خلال ندوة برلين وضمت خمسة ضباط سامين من كل طرف لبحث آليات تكريس الهدنة وترقيتها إلى وقف نهائي لإطلاق النار.

وقال رئيس حكومة الوفاق الوطني الليبية فايز السراج في تصريح له أمس إنه لم يجد شريكا يؤمن بالحوار للتفاوض معه لإيجاد مخرج سلمي للحرب الدائرة في بلاده، في إشارة إلى افتقاد غريمه اللواء خليفة حفتر لكل نية لاستئناف المفاوضات التي دعت إليها الأمم المتحدة والدول الموقعة على وثيقة ندوة برلين بقناعة استحالة إنهاء النزاع بقوة السلاح.

وانتقد السراج في ندوة صحفية عقدها أمس، الدول التي تقف إلى جانب خليفة حفتر وقال إنها فشلت في رهانها بعد مرور عشرة أشهر على بدء هجومه المسلح على العاصمة طرابلس ودعاها، بدون أن يسميها، إلى عدم تعميق الجرح الليبي من دون أن يمنعه ذلك من التهديد بالرد على الهجمات الأخيرة في حال عجزت الدول الكبرى عن إلزام حفتر على وقف تصعيده العسكري.


بوقدوم يشارك بميونيخ في الاجتماع الأول

شارك وزير الشؤون الخارجية السيد صابري بوقدوم أمس، بميونيخ (ألمانيا) في الاجتماع الأول للجنة الدولية لمتابعة ندوة برلين حول ليبيا، حسبما أفاد به بيان لوزارة الشؤون الخارجية.

وذكر البيان بأن رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون، كان قد قاد الوفد الجزائري في تلك الندوة التي جرت في 19 يناير 2020.

وأضاف المصدر أن العديد من المتدخلين في اجتماع ميونيخ، لاسيما منهم رئيسا الندوة، الوزير الألماني للشؤون الخارجية هيكو ماس وممثلة الأمم المتحدة " نوها بمبادرة الجزائر التي نظمت بالجزائر يوم 31 يناير 2020 لقاء حول ليبيا مع بلدان الجوار".

وأجرى السيد بوقدوم على هامش هذا اللقاء وندوة ميونيخ حول الأمن التي شارك فيها أيضا من 14 إلى 16 فبراير الجاري، محادثات مع عديد المسؤولين لاسيما السيد ماس ووزير الشؤون الخارجية الكويتي الشيخ أحمد ناصر المحمد الصباح ومدير منظمة الصحة العالمية تيدروس ادابوم غيبرييسوس وكذا الأمين العام المساعد للأمم المتحدة رئيس قسم عمليات السلام جون بيار لاكروا.

كما تحادث السيد بوقدوم أيضا مع كاتب الدولة البرلماني بوزارة الدفاع الألمانية توماس سيبرهورن.

جدد وزير الشؤون الخارجية صبري بوقدوم التأكيد على موقف الجزائر حول تسوية الأزمة الليبية، "مشددا على حل لا ينبغي أن يكون إلا سياسيا"، حسبما أفاد به بيان لوزارة الشؤون الخارجية.

وأبرز السيد بوقدوم في مداخلته خلال الاجتماع الأول للجنة الدولية لمتابعة ندوة برلين حول ليبيا "قدرة الإخوة الليبيين على تجاوز خلافاتهم من دون أي تدخل خارجي".

كما وجه الوزير "نداء من أجل دعم المجتمع الدولي للجهود الرامية إلى السماح للشعب الليبي بالخروج من هذه الأزمة التي تضرب بقوة هذا البلد الجار والتي تتعدى آثارها حدوده".

وجدد رئيس الدبلوماسية الجزائرية كذلك التأكيد على "استعداد الجزائر الكامل لمرافقة الإخوة الليبيين في مسار الحوار والتسوية السياسية مع الإبقاء على نفس المسافة مع جميع الأطراف وبنفس مستوى الصراحة والثقة".

وخلص المصدر في الأخير إلى التأكيد بأن "السيد بوقدوم قد اغتنم الفرصة للتنويه بمجهودات ألمانيا والنتائج التي توصلت إليها لاسيما عبر ندوة برلين حول ليبيا".