بعد إدانة المعارض عصمان صونكو

تسعة قتلى في مواجهات دامية في العاصمة السينغالية

تسعة قتلى في مواجهات دامية في العاصمة السينغالية
  • القراءات: 571
ق. د ق. د

نشرت السلطات السينغالية، أمس، تعزيزات أمنية غير مسبوقة في العاصمة داكار على خلفية اندلاع مواجهات عنيفة بين متظاهرين من انصار المعارض السياسي عصمان صونكو وقوات الشرطة خلفت في حصيلة  أولية مقتل تسعة أشخاص وعشرات المصابين، مباشرة بعد إدانة هذا المعارض السياسي، بعامين حبسا نافذا.

ولجأت السلطات السينغالية إلى هذه الخطوة مخافة تجدد المواجهات بين انصار هذا الأخير المرشح لانتخابات الرئاسة المنتظر إجراؤها العام القادم وقوات الأمن وخاصة في حال تم إلقاء القبض عليه وسجنه تنفيذا لحكم العدالة.

واستفاق سكان العاصمة داكار صباح أمس على قوات عسكرية تم نشرها في مختلف النقاط الاستراتيجية في المدينة التي  تحولت إلى مدينة أشباح بعد أن فضل تجارها إبقاء أبواب محلاتهم مغلقة مخافة تجدد المواجهات بينما فضل سكانها البقاء في منازلهم وترقب ما تخفيه الساعات القادمة من تطورات في ظل اشتداد القبضة بسبب هذه القضية غير المسبوقة في السينغال. 

وجاءت هذه التطورات بعد أن أكد وزير الداخلية السينغالي، انطوان ديوم، ليلة الخميس إلى الجمعة أن الحكومة اتخذت كل الإجراءات لاستعادة الأمن في نفس الوقت الذي قامت فيه بغلق شبكة الأنترنت ومواقع التواصل مثل فايسبوك وواتسب وتويتر  لوضع حد لما وصفه  بنشر أخبار كاذبة ورسائل حقد وتخريب”.

كما تم في سياق تسارع الأحداث غلق أبواب جامعة داكار التي عرفت أولى المواجهات بين قوات الشرطة وطلبتها الذين رفضوا حكم العدالة بسجن عصمان صونكو وهو القرار الذي جعلة مئات الطلبة يحزمون أمتعتهم  والعودة إلى مناطقهم الأصلية في مختلف مناطق البلاد.

يذكر أن المعارض السياسي عصمان صونكو يبقى من أكبر المنافسين للرئيس ماكي صال في انتخابات الرئاسة العام القادم، حيث دخل معه في قبضة حديدية منذ عامين بخطاب متجدد، أكسبه شعبية متزايدة جعلت السلطات السنيغالية تخشى تقدمه في الموعد الرئاسي القادم.

وعرفت العاصمة داكار وضواحيها طيلة نهار الخميس مواجهات عنيفة بين شباب متظاهرين وتعزيزات قوات الآمن قبل أن تتوسع شرارتها إلى عدة مدن سينغالية أخرى  مما خلف سقوط تسعة قتلى حسب حصيلة كشف عن وزير الداخلية السينغالي. 

وتجددت المواجهات أمس الجمعة في عدة مدن من البلاد بعد نداءات للتظاهر  بثها انصار المعارض السياسي وهو ما جعل السلطات السينغالية تقطع شبكة الأنترنت في محاولة لمنع كل اتصال بين المحتجين في نفس  الوقت الذي أوقفت فيه حركة القطار بين العاصمة داكار ومدينة ديامنيادو الجديدة. ولم يخف سكان العاصمة داكار مخاوفهم من احتدام موجة الاحتجاجات في حال أقدمت السلطات على اعتقال صونكو الذي قامت قوات الأمن بمحاصرة منزله   في احد أحياء مدينة داكار.

وتمكن هذا المعارض الشاب بفضل خطابه السياسي الوحدوي والمدافع عن قضايا القارة والرافض لكل أبوية فرنسية وسيطرة شركاتها على الاقتصاد السينغالي ومعادته لكل أشكال الهيمنة  التي تفرضها الشركات المتعددة الجنسية، من استقطاب وتأييد شرائح واسعة في أوساط المجتمع السينغالي وخاصة الشباب منهم والطلبة في ظل الظروف المعيشية الصعبة في هذا البلد وهو ما جعل السلطات السينغالية تبدي مخاوفها من حظوظه القوية في الانتخابات الرئاسية التي ترشح لها.

وأدين صونكو بعامين سجنا نافذا بتهمة دفع فتاة سنيغالية في الحادية والعشرين من العمر إلى الانحراف والرذيلة بينما برأته هيئة المحكمة من تهمة الاغتصاب والتهديد بالقتل ضد هذه الفتاة التي تعمل في محل للتجميل والعناية الجسدية الذي كان يتردد عليه حسب الرواية الرسمية.

وهي التهمة التي ستحرمه من كل فرصة لخوض السباق الرئاسي وفق مواد القانون الانتخابي السينغالي وهو ما نفاها المعارض وقال إنها مجرد تلفيقات ومخطط لقطع  الطريق أمامه ومنعه من منافسة الرئيس ماكي صال.