شكلن مفاجأة حقيقية في المملكة السعودية

تسع سيدات يكسرن هيمنة الرجال على الحياة السياسية

تسع سيدات يكسرن هيمنة الرجال على الحياة السياسية
  • القراءات: 1002

تمكنت تسع سعوديات من دخول تاريخ المملكة بعد أن تمكن من الفوز بمقاعد في مجالس محلية ضمن انتخابات سمح لهن، ولأول مرة، بالترشح فيها والمشاركة في تسيير الشؤون العامة في بلدياتهن. وفازت المرشحات السعوديات، أول أمس السبت، بمناسبة أول انتخابات بلدية في امتحان سياسي أرادت المشاركات فيه ان يجعلن منه بداية لاعتراف الرجل بقدرة المرأة السعودية على الاضطلاع بمهام تخص الشأن العام الذي كان أمره محصورا على الرجال دون النساء. واحدث هذا العدد مفاجأة حقيقية في العربية السعودية في وقت كان الجميع يعتقد أن أيا من المرشحات لن يكتب لها الفوز في بلد تسود فيه سلطة الرجال وفي آخر دولة في العالم يسمح فيها للنساء من الترشح لشغل مناصب سياسية. وهي القناعة التي أكدت عليها سحر حسن نزيف المناضلة الحقوقية السعودية بمدينة جدة على البحر الأحمر التي أكدت أنه حتى وإن فازت مرشحة واحدة في هذا الموعد الانتخابي فإن ذلك يعد فخرا للمرأة السعودية لأننا لم نكن نتوقع فوز أيا من المرشحات. وهو ما أكدت عليه نسيمة الصداح الناشطة النسوية بمدينة القطيف التي اعتبرت من جهتها فوز تسع نساء بأنه انتصار للجميع.

وكانت سلمى بنت حزب العتيبي دخلت تاريخ المملكة العربية السعودية كونها أول سيدة سعودية يتم إعلان عن فوزها في المجلس البلدي بمكة المكرمة أمام تسع رجال وسيدتين. قبل أن يتم الإعلان عن فوز مرشحات أخريات في كل من منطقة الجوف والإحساء في نفس الوقت الذي فازت فيه ثلاث مرشحات بالعاصمة الرياض وسيدتين في محافظة تبوك في شمال غرب البلاد بمقاعد في مجالس بلدياتهن. وتعد هذه المقاعد بمثابة انتصار كبير للمرأة السعودية إذا علمنا أن السعوديات لا يحق لهن قيادة السيارة أو العمل أو السفر بمفردهن ودن محرم أو ولي. وحتى وإن كان عدد الفائزات قليلا جدا مقارنة بعدد المرشحات الذي بلغ 900 سيدة من مجموع 6640 مرشحا إلا أن هذا العدد يبقى هاما وأول خطوة على طريق كسر الصورة النمطية المعطاة للمرأة في المملكة العربية السعودية.

واستطاعت السعوديات تحقيق هذه النتيجة رغم الصعوبات التي لاقتها المرشحات في القيام بالحملة الانتخابية واضطررن لخوضها عبر شبكات التواصل الاجتماعي على عكس المرشحين الرجال الذين  نظموا تجمعات شعبية من أجل تمرير خطاباتهم. وكان العاهل السعودي الراحل الملك عبد الله آل سعود تعهد بتعيين 30 امرأة كأعضاء في مجلس الشورى الذي كانت مقاعده حكرا على العنصر الرجالي في مملكة عربية تعد الأخيرة في قائمة الدول التي منحت حق التصويت لمواطنيها. كما تعد أول انتخابات من نوعها في عهد الملك سلمان بن عبد العزيز الذي اعتلى عرش المملكة شهر جانفي الماضي والثالثة في تاريخ السعودية بعد انتخابات 2005 و2011 والتي لم يشارك فيها العنصر النسوي. يذكر أن التنافس الانتخابي هذه المرة وقع من أجل الظفر بـ2106 مقعد تشكل ثلثي عدد مقاعد المجالس البلدية البالغ عددها 3159 موزعة على 284 مجلسا فيما سيتم اختيار الثلث المتبقي بالتعيين الملكي.