في ظل اتهام المعارضة بحدوث "انقلاب عسكري"

تساؤلات وشكوك حول ظروف وفاة رئيس تشاد

تساؤلات وشكوك حول ظروف وفاة رئيس تشاد
الرئيس إدريس دبي ايتنو
  • القراءات: 840
ق. د ق. د

أثار تسارع الأحداث في تشاد على إثر وفاة الرئيس إدريس دبي ايتنو، وتولي الجيش النظامي مباشرة زمام الحكم في ظل اتهامات من المعارضة بحدوث انقلاب عسكري، الشكوك حول حيثيات وفاة رئيس حكم تشاد طيلة 30 سنة وكان يطمح للتربع على كرسي الرئاسة لعهدة رئاسية سادسة. 

فبعد يوم واحد من اعلان وفاته "المفاجئة"، توالت التساؤلات حول ظروف هذه الوفاة الغامضة، وما إذا كان فعلا الرئيس إدريس ديبي ايتنو، توفي متأثر كما قيل في الرواية الرسمية للجيش بجروح أصيب بها في جبهة القتال ضد متمردين في شمال البلاد، أم أن الأمر يتعلق كما تقول المعارضة المناوئة له بانقلاب عسكري للإطاحة بنظامه. وتجد مثل هذه التساؤلات مصداقيتها خاصة وأن المعلومات الواردة من الجيش النظامي كانت شحيحة لم يكشف فيها لا عن تاريخ إصابته في جبهة القتال، ولا متى لقي نحبه واكتفى بالإشارة الى أنه قاد معركة في شمال البلاد ضد المتمردين المزودين بأسلحة ثقيلة قدموا من مواقع خلفية في ليبيا، لكنه وقع رفقة عدد من الجنرالات في كمين نشبت على اثره اشتباكات أصيب خلالها بجروح نقل بعدها الى نجامينا حيث لفظ أنفاسه الأخيرة.

غير أن محللين متتبعين للشأن التشادي، اكدوا أن الرئيس ديبي ايتنو، معروف عنه توليه قيادة جيشه في مثل هذه المعارك ضد المتمردين وليست المرة الأولى التي ينزل فيها الى الميدان في أوج الاقتتال بما لا يدعو للشك بخصوص امكانية إصابته في جبهة القتال.

ويبدو أن الرواية الرسمية لم تقنع أحزاب المعارضة التي أدانت أمس، ما وصفته بـ "الانقلاب العسكري غير دستوري"، ودعت الى "مرحلة انتقالية يقودها مدنيون عبر إطلاق حوار شامل". كما طالبت بعدم "الانصياع للقرارات غير الشرعية وغير القانونية التي يتخذها المجلس العسكري الانتقالي خاصة الميثاق الانتقالي وحظر التجوال". وتشير المعطيات الى ان القبضة ستحتدم اكثر بين المعارضة ونجل الرئيس الراحل الجنرال محمد ادريس ديبي، الذي تولى كل السلطات في البلاد عبر توليه رئاسة الجمهورية، ورئيس الدولة والقائد الاعلى للجيش وفقا للميثاق الانتقالي الذي نشره أمس، المجلس العسكري الانتقالي والذي يخول له تعيين وتنحية أعضاء الحكومة الانتقالية وتعيين أعضاء المجلس الوطني الانتقالي المكلف بالمهام التشريعية.

وفي المقابل توالت ردود الفعل الدولية الداعية للحفاظ على السلم والاستقرار في تشاد، بعد وفاة الرئيس ديبي إيتنو، حيث أعرب الأمين العام الأممي، أنطونيو غوتيريس، عن "حزنه البالغ" لوفاة رئيس كان "شريكا رئيسيا للأمم المتحدة، وقدم مساهمات كبيرة في الاستقرار الإقليمي خاصة في إطار جهود مكافحة الإرهاب والتطرف العنيف والجريمة المنظمة في الساحل". ومن جانبه قال الرئيس الدوري للاتحاد الإفريقي الكونغولي، فيليكس تشيسيكيدي، إنه "تلقى بحزن كبير نبأ وفاة الماريشال إدريس ديبي إيتنو، رئيس جمهورية تشاد" التي "تمثل خسارة كبيرة لتشاد وللقارة الإفريقية". كما نعت دول الساحل الإفريقي الرئيس ديبي إينتو، مشيدة بدوره بالانتصارات العسكرية المتعددة التي حققها خلال فترة حكمه في سياق الجهود المبذولة لمكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة في منطقة الساحل.