رغم تراجع حكومة الاحتلال عن إغلاق الأقصى الشريف

تزايد مؤشرات انفجار الوضع بالقدس المحتلة

  • القراءات: 622
ص. م ص. م
كانت الدعوة لنصرة المسجد الأقصى، من عمليات التهويد القاسم المشترك في خطب أئمة كل مساجد الضفة الغربية وقطاع غزة في محاولة لشحذ همم الفلسطينيين لإنقاذ أولى القبلتين من تهويد ممنهج وطمس واضح لكل معالمه الإسلامية والعربية.
وأشر هذا النداء ـ الصرخة على درجة التدهور التي بلغتها الأوضاع في القدس الشريف، والتي لم تعد تحتمل السكوت عنها والاكتفاء بالتنديد في وقت يمضي الاحتلال في مشاريعه الاستيطانية والتهويدية لأحد أقدس المقدسات الإسلامية.
وتراجعت إسرائيل أمس، عن قرارها بإغلاق المسجد الأقصى المبارك في وجه المصلين الفلسطينيين واضطرت إلى إعادة فتحه تحت ضغط شارع فلسطيني نفذ صبره من استفزازات إسرائيلية تجاوزت كل الخطوط الحمراء.  
وأدى بضع آلاف من المصلين الفلسطينيين ممن استطاعوا الوصول إلى أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين صلاة الجمعة بباحات المسجد الأقصى، بعد أن فرضت إسرائيل قيودا على المصلين ومنعت على من تقل أعمارهم عن 50 عاما من دخوله بعدما نشرت تعزيزات أمنية مكثفة ونصبت حواجز عسكرية في المدينة المحتلة.
وهو ما دفع بعشرات آلاف الفلسطينيين من أداء الصلاة بساحات وشوارع المدينة القديمة بالقدس المحتلة التي تحولت في الأشهر الأخيرة إلى مسرح لمواجهات وتوتر متصاعد بين شباب فلسطيني مستعد لتقديم كل ما عنده حتى حياته من أجل نصرة الأقصى، وقوات احتلال إسرائيلي تضرب بكل قوة من أ فرض كامل سيطرتها على واحد من أقدس المقدسات الإسلامية.
وكانت إسرائيل أقدمت أول أمس، في قرار غير مسبوق على إغلاق المسجد الأقصى المبارك بشكل كامل ولإشعار غير معلوم أمام المصلين الفلسطينيين وحتى غير الفلسطينيين.
وجاء القرار الذي يعد الأول من نوعه منذ انتفاضة الأقصى عام 2000، بعد محاولة اغتيال الحاخام يهودا غليك، المسؤول عن كبرى عمليات الاقتحام للأقصى وأحد أبرز المدافعين عن الهيكل المزعوم سرعان ما اتهمت إسرائيل أسيرا فلسطينيا محررا بتنفيذها لتجد مبررا لقتله.
وزاد استشهاد الأسير معتز الحجازي، وهو لم يتعد الـ32 من عمره في غليان وضع هو في الأصل قاب قوسين أو أدنى من انفجار وشيك بمدينة لم يعد يمر يوم إلا وتحولت ساحاتها وشوارعها إلى مسرح لمواجهات وعمليات كر وفر بين الفلسطينيين وقوات الاحتلال.
وهو ما أصبح ينذر بانفجار الوضع في ظل تضييق إسرائيل الخناق أكثر على شعب فلسطيني ضاق ذرعا من سياساتها الاستيطانية، ونفذ صبره من قراراتها الاستفزازية والعنصرية. 
وإذا كان الفلسطينيون يتحملون ما يتعرضون له يوميا على يد قوات الاحتلال من اعتداءات ممنهجة واعتقالات وحرمان من أدنى الحقوق، فليس بمقدورهم التزام الصمت وعدم التحرك وهم يشاهدون أقدس المقدسات الإسلامية تتعرض لأسوء الاعتداءات على يد يهود متطرفين متعطشين لتدنيسه أمام أعين العالم أجمع.
وهو ما جعل الرئيس الفلسطيني محمود عباس، يؤكد أن إغلاق إسرائيل للأقصى المبارك يعد "إعلان حرب" في القدس المحتلة، في وقت دعت فيه حركة التحرير الفلسطيني "فتح" إلى يوم غضب في كامل الأراضي المحتلة.
من جانبه حمل صائب عريقات، عضو اللجنة التنفيذية في منظمة التحرير الفلسطينية الحكومة الإسرائيلية المسؤولية الكاملة عن الأوضاع الحالية المتدهورة وانهيار عملية السلام.
وأكد عريقات، أن الحكومة الإسرائيلية تتحمل المسؤولية الكاملة عن الأوضاع المتردية باعتبار أن كل ما يحصل هو نتيجة لاستمرار النشاطات الاستيطانية، وفرض الحقائق على الأرض وخاصة في مدينة القدس المحتلة، والاعتداءات على المسجد الأقصى المبارك وتهجير السكان والاستيلاء على بيوت المقدسيين كما حدث في بلدة سلوان مؤخرا، إضافة إلى مصادرة الأراضي وهدم البيوت واستمرار الحصار المفروض على قطاع غزة، وعدم الإفراج عن الدفعة الرابعة من الأسرى. 
وأضاف أن الحكومة الإسرائيلية تسعى جاهدة لتدمير خيار الدولتين، داعيا المجتمع الدولي للاعتراف بدولة فلسطين على حدود 1967، وبعاصمتها القدس الشرقية، معتبرا قرار السويد الاعتراف بفلسطين نقطة ارتكاز في الأخلاق واحترام القانون الدولي.
وشكل اعتراف الحكومة السويدية أول أمس، بدولة فلسطين في أول اعتراف لبلد أوروبي عضو في الاتحاد الأوروبي، انتصارا دبلوماسيا يضاف إلى سجل الانتصارات الدبلوماسية للقضية الفلسطينية. وأبقى الآمال قائمة في إمكانية افتكاك في يوم من الأيام اعتراف دولي بفلسطين المستقلة على حدود 1967، وعاصمتها القدس الشرقية.