أوكرانيا

تزايد انضمام مناطق شاسعة في شرق البلاد إلى روسيا

تزايد انضمام مناطق شاسعة في شرق البلاد إلى روسيا
  • القراءات: 738

تسارعت الأحداث في مناطق شرق أوكرانيا باتجاه الأسوأ وبما يرشح الوضع لأن يعرف تصعيدا أمنيا خطيرا في ظل القبضة المحتدة بين القوات النظامية الأوكرانية والعناصر المسلحة الموالية لروسيا.

وأكدت الرئاسة الروسية أن الرئيس فلاديمير بوتين تلقى في الساعات الأخيرة عشرات النداءات من أشخاص لنجدتهم في مناطق شرق أوكرانيا في وقت تواصل فيه القوات الأوكرانية ملاحقة هذه العناصر الذين وصفتهم بالإرهابيين.

وأضاف الكريملين أن الرئيس بوتين أبدي امتعاضا وقلقا كبيرين من تطورات الوضع. وقال ديمتري بيسكوف الناطق باسم الرئاسة الروسية أن أصحاب المكالمات الهاتفية طالبوا بنجدتهم والتدخل بأي طريقة كانت لإنقاذ حياتهم.

وتؤشر مثل هذه الملاحظة بالذات على أن روسيا لن تقف مكتوفة الأيدي أمام هذه التطورات وقد سبق للرئيس فلاديمير بوتين نفسه أن أكد خلال أحداث شبه جزيرة القرم أن بلاده لن تتوانى لحظة في حماية حياة السكان الروس في أي مكان.

وهو ما قد يتكرر هذه المرة أيضا في مناطق شرق أوكرانيا التي تشهد فوضى عارمة بعد أن واصل مسلحون ملثمون باقتحام مقار الأجهزة الأمنية والرسمية في تكرار لنفس المسلسل الذي عرفته شبه جزيرة القرم وانتهى بإعلان انضمامها الى روسيا.

وطالب أحد قادة المتمردين في مدينة سلافيانسك إحدى أكبر المدن الأوكرانية على الحدود الروسية، أمس، من الرئيس بوتين تقديم المساعدة لهم من أجل محاربة قوات الحكومة الأوكرانية.

وقال فياتشيسلاف بونوماريف، أحد أنصار الانضمام إلى روسيا، بأننا "طالبنا من السلطات الروسية حمايتنا ومنع وقوع مذبحة في منطقة دونباس التي تشمل مناطق شرق أوكرانيا". ورغم أن السلطات الأوكرانية لم تنفذ وعيدها بملاحقة من أسمتهم بالإرهابيين في إشارة إلى أنصار فكرة اللحاق بركب نظرائهم في شبه جزيرة القرم إلا أن بونوماريف أكد نشر أكثر من ألف جندي أوكراني وعشرات الدبابات من أجل السيطرة على مدينة سلافيانسك التي سقطت منذ صباح السبت الماضي بين أيدي أنصار الانضمام الى روسيا.

وهو الوضع الذي جعل الرئيس الأوكراني الانتقالي، اوليكسندر تورتشينوف، يناشد الأمم المتحدة  مساعدة حكومته في عملية محاربة الإرهاب في شرق البلاد رغبة منه في إيجاد التغطية القانونية على هذه العملية التي وصفها السكان الناطقون بالروسية بأنهم ضحية عملية إبادة حقيقية.

وعرفت تطورات الوضع أحداثا متلاحقة استحال على السلطات المركزية في العاصمة كييف احتواءها مما جعل الرئيس الأوكراني المؤقت يقترح تنظيم استفتاء لتحديد مستقبل هذه المناطق التي يطالب سكانها من أصول روسية الانفصال والانضمام إلى روسيا.

وتؤكد مثل هذه المواقف أن السلطات الأوكرانية الموالية للغرب وجدت نفسها في مأزق حقيقي وهي التي تسببت بمواقفها في تأجيج النزعة الانفصالية في مناطق شرق البلاد، وهو ما أصبح يهدد الوحدة الترابية لهذا البلد الذي يوشك أن ينقسم الى قسمين شرقه موال لروسيا وغربه للدول الغربية.