"الدولة الإسلامية" تحكم خناقها على مدينة عين العرب

تركيا تنفي تسخير قواعدها للطائرات الأمريكية

تركيا تنفي تسخير قواعدها للطائرات الأمريكية
  • القراءات: 717
م. مرشدي م. مرشدي
تضاربت المعلومات حول حقيقة الموقف التركي من تسخير قواعدها العسكرية لاستخدامها من طرف طائرات التحالف الدولي لضرب مواقع مقاتلي الدولة الإسلامية في العراق وسوريا.
فبينما أكد مسؤول بوزارة الدفاع الأمريكية، أن السلطات التركية سمحت أخيرا للجيش الامريكي باستعمال قواعدها العسكرية فند مصدر حكومي تركي أمس، تلك التأكيدات ونفى أن تكون بلاده قد وقعت على اتفاق جديد مع الولايات المتحدة للسماح لطائراتها باستعمال القواعد العسكرية التركية لضرب تنظيم الدولة الإسلامية.
وقال المسؤول التركي أن المفاوضات متواصلة لبحث الشروط التي وضعتها أنقرة قبل السماح للطائرات الأمريكية باستخدام قواعدها لقصف مواقع الدولة الإسلامية انطلاقا من قاعدة انسرليك في جنوب شرق البلاد.
يذكر أن إقلاع المقنبلات الأمريكية لشن غاراتها على "داعش" في العراق وسوريا اقتصر الى حد الآن على قواعد الدفرة في الإمارات العربية المتحدة، وعلي السالم في الكويت والعيديد في دولة قطر.
وكانت السلطات التركية رفضت بشكل قطعي في بداية حملتها العسكرية الأمريكية ضد مقاتلي الدولة الإسلامية، كل فكرة لفتح قواعدها العسكرية وخاصة قاعدة انسرليك أمام الطائرات الحربية الغربية للقيام بضربات جوية ضد مواقع التنظيم الإرهابي.
ولكن أنقرة اضطرت إلى تغيير موقفها في سياق اشتداد حدة المعارك المتواصلة منذ أربعة أشهر في مدينة عين العربي ـ كوباني على حدودها الجنوبية بين مقاتلي الدولة الإسلامية ومليشيات كردية سورية، وانتقال عدوى تلك المعارك الى داخل إقليمها بعد أن خرج الأكراد الأتراك لنصرة ذويهم من السوريين في مسيرات احتجاجية ضد السلطات التركية للضغط عليها من اجل التدخل ضد تنظيم "داعش" خلفت مصرع قرابة خمسين شخصا.  
وازدادت حدة الضغط على الرئيس التركي طيب رجب اردوغان، لإقحامه في "الجهد الدولي" لمحاربة الدولة الإسلامية بعد تواتر تقارير أمنية أكدت أن مقاتلي التنظيم على وشك بسط سيطرتهم على المدينة، بعد أن فرضوا سيطرتهم أمام عدم قدرة المليشيات الكردية السورية على التصدي لتعزيزات الدولة الإسلامية، رغم عمليات القصف الجوي التي تنفذها الطائرات الحربية الأمريكية ضد مقاتليها.
والواقع أن السلطات التركية وجدت نفسها من حيث لا تدري في قلب حرب كانت الى غاية شهر أوت الماضي، غير معنية بها ولكن انتقال عدوى المعارك الى بعد كيلومتر واحد فقط من حدودها جعلها تغير لهجتها وحتى مواقفها من النقيض إلى النقيض.
وبدا التغير واضحا في موقف السلطات التركية التي نشرت منذ أيام فقط دبابات وسيارات مدرعة ومدافع ميدان على طول حدود مدينة كوباني لمنع أي دنو أو تسلل لمقاتلي الدولة الإسلامية الى داخل ترابها.
وبقدر درجة الحرص التركي على منع سقوط مدينة عين العرب بين أيدي الدولة الإسلامية، فإن الولايات المتحدة أبدت هي الأخرى حرصا إضافيا في هذا المنحى لقناعة أن سيطرة الدولة الإسلامية على مدينة استراتيجية بحجم مدينة عين العرب ـ كوباني سيمكنها من قاعدة خلفية آمنة على الحدود الدولية التركية السورية.
وهو ما دفع بها إلى إرسال تعزيزات إضافية من مدينتي الرقة وحلب السوريتين باتجاه مدينة عين العرب من اجل حسم الوضع العسكري اليوم قبل غد، وخاصة في ظل تكثيف الطيران الحربي الامريكي غاراته على مواقعه لوقف زحفه على قلب هذه المدينة.